صباح الفن

سينما 30 يونيو

انتصار دردير
انتصار دردير

بعد مرور عشر سنوات على ثورة 30 يونيو، هل استطاعت الأفلام الروائية أو الوثائقية أن ترصد أو تمنح هذا الحدث ما يستحق؟، للأسف لاتزال الأعمال التى تم تقديمها عن هذه الثورة قليلة، وتحتاج لحكايات تروى، تحمل أبعاداً إنسانية ممزوجة بواقع سياسي يوثق لتلك اللحظة التاريخية، (حتى لا تكون آفة حارتنا النسيان)، وهو عنوان الفيلم الذي عرضته القناة المصرية الوثائقية، استعرضت خلاله أحداث يونيو 2013، وما ارتكبه الإخوان أثناء حكمهم وموقف الجيش المصرى آنذاك.

بالتأكيد، في ظل الوضع السينمائي الحالي المرتبك والضعيف، مع ما يعرضه من أفلاماً تجارية، ستكون هناك صعوبة في انتاج سينمائي يحتاج إلى إمكانيات لوجستية وتمويلية ليناقش تاريخاً معاصراً، رغم أن التاريخ السينمائي لهذه النوعية، يشير إلى ضرورة أن يمر علي الحدث ست سنوات على الأقل، لتختفي التداعيات ويكون بعيداً عن أي تأويلات، والواقع الحالي بات جاهزاً لذلك بعد مضي عشر سنوات علي الثورة المصرية.

الأفلام الروائية الخمس التى قدمتها السينما حتى الآن، هي (اشتباك، المشخصاتي 2، جواب اعتقال، الخلية، قرموطي في أرض النار)، بعضها يعتبر استثناء فيما قدمه من رؤية، والآخر لامس الثورة من بعيد، لكننا لم نشاهد عملاً ملحمياً، يتناول الشعب المصري وانتفاضته على السنوات السوداء التي عاشها وما تعرضت له مصر من تآمر تحت حكم الإخوان، وهو مانجحت في تقديمه الدراما التليفزيونية عبر مسلسلات عدة أبرزها "الاختيار"، غير أنه يظل للفيلم السينمائي خصوصيته.

وعلى صعيد الأفلام الوثائقية، التي جاءت بانتاج من قنوات تلفزيونية، أو الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أو إدارة الشئون المعنوية لوزارة الدفاع المصرية، وحملت عناوين منها (30 يونيو حتمية الثورة، القرار، إرادة وطن، وطن للجميع)، سردت أحداث وكواليس سبقت وتزامنت مع ثورة يونيو، ولم تقدم جهة مثل «المركز القومي للسينما، أو صناع أفلام مستقلة» على تنفيذ عملاً وثائقياً لافتاً فنياً وتناولاً ورؤية.

وبعد نصف قرن مازلنا نتساءل عن أفلام «حرب أكتوبر»، ولماذا لا يوجد عمل يقدمها بمستوى عالمي، راصداً بطولات قواتنا المسلحة وما حدث خلال حرب الاستنزاف، ومن الواضح أن التساؤل أصبح يشمل أيضاً «ثورة 30 يونيو»،  لأنها لا تمثل فقط إنجازاً فى مجال السينما، بل توثيقا للتاريخ وانتصاراً لإرادة هذا الشعب.