أبرزها احمرار العين و تشوش الرؤية.. تعرف على التهاب العنبية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

التهاب العنبية هو شكل من أشكال التهاب العين ، ويؤثر ذلك على الطبقة الوسطى من الأنسجة في جدار العين «العنبية» ، وغالباً ما تظهر العلامات التحذيرية التي تشير إلى الإصابة بالتهاب العنبية فجأة وتتفاقم بسرعة ، وتشمل احمرار العين والألم وتغيم الرؤية ، ويمكن أن تؤثر الحالة على عين واحدة أو كلتا العينين ، ويمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، حتى الأطفال.

والأسباب المحتملة لالتهاب العنبية هي العدوى أو الإصابة أو هى أحد أمراض المناعة الذاتية أو الأمراض الالتهابية ، وفي كثير من الأحيان ، لا يمكن تحديد السبب وراء الإصابة بهذا المرض ، ويمكن أن يكون التهاب العنبية خطيراً ، ما يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم ، لذلك يكون التشخيص والعلاج المبكران مهمين لمنع المضاعفات والحفاظ على الرؤية.

الأعراض

قد تشمل مؤشرات مرض التهاب العنبية وأعراضه:
احمرار العين.
الشعور بألم في العين.
الحساسية تجاه الضوء.
تشوش الرؤية.
ظهور بقع داكنة وعائمة في مجال الرؤية (العوائم).
ضعف البصر.

قد تظهر الأعراض فجأةً وتتفاقم بسرعة ، لكنها تتفاقم تدريجياً في بعض الحالات ، وقد تصيب إحدى العينين أو كلتيهما ، ولا تظهر أحياناً أي أعراض ، بل تظهر مؤشرات التهاب العنبية في الفحص الدوري للعين ، والعنبية هي الطبقة الوسطى من أنسجة جدار العين ، وتتكون من القزحية والجسم الهدبي والمشيمية ، وترى عند النظر إلى عينك في المرآة الجزء الأبيض من عينك «صلبة العين» والجزء الملون من عينك «القزحية».

وتقع القزحية داخل الجزء الأمامي من العين ، أما الجسم الهدبي فهو عبارة عن جسم موجود خلف القزحية ، والمشيمية طبقة من الأوعية الدموية بين الشبكية وصلبة العين ، بينما تبطن الشبكية الجزء الخلفي من العين من الداخل ، مثل ورق الحائط ، ويمتلئ الجزء الداخلي في نهاية العين بسائل يشبه الهلام يسمى الجسم الزجاجي.

يعتمد تحديد نوع التهاب العنبية على الجزء أو الأجزاء الملتهبة من العين:
يؤثر التهاب العنبية الأمامي على الجزء الداخلي من مقدمة العين «الجزء الواقع بين القرنية والقزحية» والجسم الهدبي ، ويطلق عليه أيضاً التهاب القزحية ، وهو النوع الأكثر شيوعاً من التهاب العنبية.

أما التهاب العنبية المتوسط ، فيصيب الشبكية والأوعية الدموية الموجودة خلف العدسة مباشرةً «الجزء الأملس أو المسطح» ، والمادة الهلامية الموجودة في مركز العين «الجسم الزجاجي» ، ويصيب التهاب العنبية الخلفي إحدى طبقات الجزء الداخلي من نهاية العين ، إما الشبكية أو المشيمية ، ويحدث التهاب العنبية الشامل عندما تلتهب جميع طبقات العنبية من مقدمة العين إلى مؤخرتها.

الأسباب:

في نحو نصف الحالات، لا يتضح سبب الإصابة بالتهاب العنبية على وجه التحديد ، ويمكن النظر إلى الاضطراب على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب العيون فقط، سواءً كانت عيناً واحدة أو كلتا العينين.

إذا أمكن تحديد سبب للإصابة، فقد يكون أحد الأسباب التالية:

اضطراب من اضطرابات المناعة الذاتية أو الاضطرابات الالتهابية يصيب أجزاء أخرى من الجسم، مثل الساركويد، أو الذئبة الحُماميَّة المَجموعية، أو داء كرون.

التهاب الفقار المقسط ، وهو مرض التهابي قد يسبب التحام بعض عظام العمود الفقري مما يؤدي إلى الشعور بألآم الظهر ، التهاب العنبية هو أكثر مضاعفات التهاب الفقار المقسط شيوعاً ، 
عدوى ، مثل داء خدش القطط ، أو الهربس النطاقي ، أو داء الزهري، أو داء المقوسات، أو السل.


الآثار الجانبية للأدوية:
إصابة العين أو الحاجة إلى إجراء جراحة في العين.

وفي حالات نادرة للغاية، الإصابة بسرطان يؤثر على العينين، مثل اللمفومة.

العلاج
إذا كان التهاب العنبية ناتجاً عن حالة كامنة ، فقد يركز العلاج على تلك الحالة المحددة ، لا يتغير علاج التهاب العنبية عادةً بغض النظر عن السبب ، ما دام السبب غير معد ، ويهدف العلاج إلى تقليل التورم في عينك ، وكذلك في الأجزاء الأخرى من الجسم، إن وجد ، وفي بعض الحالات، قد يكون العلاج ضرورياً لمدة تتراوح بين أشهر إلى سنوات. وتتوفر العديد من خيارات العلاج.

الأدوية

الأدوية التي تقلل الالتهاب:
قد يصف الطبيب أولاً قطرات للعين مع دواء مضاد للالتهابات ، مثل الكورتيكوستيرويدات ، وعادةً لا تكفي قطرات العين لعلاج الالتهاب الذي يتجاوز الجزء الأمامي من العين ، لذلك قد يكون من الضروري استخدام حقن الكورتيكوستيرويدات داخل العين أو حولها أو تناول أقراص الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم.

الأدوية التي تعالج التقلصات:
يمكن وصف قطرات العين التي تعمل على توسيع الحدقة لعلاج تقلصات القزحية والجسم الهدبي، إذ يمكن لذلك أن يساعد على تخفيف آلام العين.

الأدوية التي تقاوم البكتيريا أو الفيروسات:
إذا كان التهاب العنبية ناتجاً عن عَدوى، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات أو أدوية أخرى، مع الكورتيكوستيرويدات أو بدونها، للسيطرة على العَدوى.

الأدوية التي تؤثر في الجهاز المناعي أو تدمر الخلايا:
قد تحتاج إلى أدوية كابتة للمناعة إذا كان التهاب العنبية يؤثر على كلتا العينين، أو إذا كان الالتهاب لا يستجيب جيداً للكورتيكوستيرويدات أو تزداد حدته على نحو يُضعف الرؤية.

قد تكون لبعض هذه الأدوية آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالعين، مثل الزَرَق وإعتام عدسة العين. وقد تؤدي الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحَقن إلى حدوث آثار جانبية في أجزاء أخرى من الجسم بعيداً عن العينين. وقد يحتاج المريض إلى زيارة الطبيب بانتظام لإجراء فحوصات المتابعة واختبارات الدم.

إجراءات أخرى:

يمكن استئصال الجسم الزجاجي، لكن نادراً ما تُستخدم الجراحة لإزالة جزء من الجسم الزجاجي في العين من أجل تشخيص الحالة أو علاجها ، ويمكن زرع جهاز لإطلاق الدواء، ففي حال الإصابة بالتهاب العنبية الخلفي الذي يصعب علاجه، قد يكون الجهاز الذي يُزرع في العين أحد الخيارات المناسبة. ويفرز هذا الجهاز الكورتيكوستيرويدات ببطء في العين لعدة أشهر أو سنوات حسب نوع الغرسة المستخدَمة ، وفي حال لم يخضع المرضى لجراحة علاج إعتام عدسة العين، فإن هذا العلاج عادة يُسبب تفاقُمه. ويحتاج أيضاً ما يصل إلى 30% من المرضى إلى تلقي علاج أو متابعة ارتفاع ضغط العين أو المياه الزرقاء.

ومن العوامل التي تعتمد عليها سرعة التعافي نوع التهاب العنبية ومدى حدة الأعراض. فعادةً تكون عملية الشفاء من التهاب العنبية الذي يصيب الجزء الخلفي من العين «التهاب العنبية الخلفي أو التهاب العنبية الشامل، بما في ذلك التهاب الشبكية أو التهاب المشيمية» بطيئة مقارنةً بالتهاب العنبية الذي يصيب مقدمة العين «التهاب العنبية الأمامي أو التهاب القزحية».

وتطول فترة الشفاء من الالتهاب الحاد مقارنةً بالالتهاب الخفيف ، وقد تحدث الإصابة بالتهاب العنبية مرة أخرى ، لهذا حدد موعداً لزيارة الطبيب إذا ظهر أو عاد أي من الأعراض إلى الظهور أو تفاقَم.