جورجيت شرقاوي تكتب .. الأقباط في الذكري العاشرة لثورة ٣٠ يونيو و قبضة الوحدة الوطنية

جورجيت شرقاوي
جورجيت شرقاوي

تحل علينا الذكري العاشرة من ثورة ٣٠ يونيو المجيدة ،نستعيد فيها ذكريات العزة والكرامة و وأد الفتنة ،خرج اقباط مصر لأستعادة هويتهم مع إخوانهم المسلمين ،فكانت معركه وجوديه انتفض فيها الاقباط ضد مخطط تقسيم وطنهم و شعارات طائفية اقصائيه ظل التنظيم الدولي يردد اكاذيبها الي الان ،و فشلت محاوله استمالة الاقباط الزائفة و بالرغم انها ليس المرة الاولي التي يخرج فيها الاقباط عن بكرة ابيهم ، الا ان تأخذ ثورة ٣٠ يونيو الحيز الاكبر من الاحتفال خاصه ان الاقباط كانو علي وشك حفرة الصدام الايدلوجي بعد خوض ٦ ثورات شارك بها مسيحيو مصر في مختلف الازمان يقدمون هذة المرة أنفسهم كشركاء للثورة  .

و خرج الأقباط كعنصر اساسي لا يتجزأ من الوطن بعد سلسله من استفزازات نظام الاخوان وصلت لحد الثأر ،و استهداف و حرق الكنائس و اخراج الارهابين من السجون ،لذلك نجد ان مشاركه الاقباط في هذا اليوم هو امتداد تاريخي و طبيعي لثورة ٢٥ يناير ، بعد ان عانوا الامرين وخاصه بعد اخر اعتداء على الكاتدرائية لاول مرة في التاريخ من اثناء موقعه «الخصوص» ،و لعلنا نذكر كلمة تاريخيه للبابا تواضروس توقف عندها الزمن اخذت شعارا ممتد يعبر عن معدن الاقباط الاصيل "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، فنجلس اليوم نحتفي بالعاصمة الادارية لنظفر اخيرا بالإثنين معا من خلال افتتاح اكبر كنيسه بالشرق الأوسط ،و سلسله ترميم الجيش لكل الكنائس المحترقه ،و افتتاح المزيد داخل اي مشروع سكنى جديد متضمنا تخطيطه العمرانى وجود جامع وكنيسة اساسيه .

و قد حرص الرئيس السيسي علي تجديد ملف المواطنة الذي كان في طي النسيان ،فكاد يكسر به مرسوم الخط الهمايوني و يرفع شعار الوحدة الوطنيه عاليا ،فمهما بلغت التحديات و الاستهدافات التي لم تتوقف بعد ٢٠١٣ و صار التنظيم ينتهج عمليات الذئاب المنفردة ، فدائما كان يقدر الأقباط و يحترم كتلتهم التصويتيه الهائله ،و يردد عبارات تعكس صدق رؤيته الإصلاحية و خاصه في تجديد الخطاب الديني و نجح في ابعاد فكرة التهميش السابقه و ادخل في عهدة تعديلات الدستور المصري بترسيخ المادة الثالثه و حظر إقامة احزاب على اساس ديني ليضرب المتاجرين بالدين، و الحقيقه انه قدم اكثر مما كان ينبغي في فترة الوعود الانتخابية ، فحسنا اصبح الرئيس للسيسي قدوة يحتذي بها في الاسلام الوسطي و ترك بصمه وارث لأجيال بعدة للتعامل مع شركاء الوطن ،فكان الرئيس الاوحد الذي أقدم علي خطوة صعبه للثأر لدماء شهداء ليبيا الصارخه شهد لها العالم .

ان قطار التنمية في الجمهورية الجديدة بات واضحا و فارقا للاقباط عام ٢٠١٦، فخرج للنور أول قانون لبناء الكنائس فى مصر، مع تقنين اوضاع مئات الكنائس، فقد نجحت ثورة يونيو في صعود ترشيح وجوة صاعدة من الاقباط في مجلس النواب و الشيوخ بعد المنافسه علي القوائم الفردية ،و قفز الاقباط من بوتقه الترهيب و منحني التكفير و التهجير لنظام الاخوان الطائفي الي بر الامان ،و تعج الكاتدرائية المرقسية بالعباسية كل عام بالفرح عند زيارة الرئيس التي توحد المسلمين و الاقباط في عيد ميلاد السيد المسيح و التي اصبحت مناسبه اجتماعية و ليس دينيه فقط قاصرة علي الاقباط ، ينتظر كلمته المؤثرة و الفارقة لدي جموع المصرين في الداخل و الخارج ،هذة الكتدرائية التي شهدت لأول مرة منذ إنشائها هجوم و اعتداء بالخرطوش والمولوتوف صار انطلاقه للطاقة الايجابية ومصدر الهام و محبة ، حتي نتذكر انه الرئيس اوصي بنفسه الاقباط علي قداسه البابا تواضروس و ليس العكس، في اشارة لمدي ثقه الاقباط في الرئيس و مدي صلابه روابط اجتماعيه انسجتها المواقف الحقيقة و سنوات من الأبوة ،كما تحرص الدوله علي تشجيع ضمني للشباب القبطي في الانخراط الحزبي و العمل المجتمعي.

و قد اعلن الاقباط في الداخل و الخارج الوقوف بجانب مؤسسات الدوله في مواجهة الإرهاب الغاشم، و ساهم اقباط المهجر في تصحيح الصورة المأخوذة عن مصر عقب الثورة بل تحولت كنائس المهجر كلها الي سفارات شعبية لمحاولات النيل من شرعيه النظام و تكذب الإدعاء بأن ثورة ٣٠ كانت انقلابًا و مازالت يساهم الكثير من ابنائها في الحشد في اي زيارة خارجيه للرئيس يعضدون من شأنه ،و ينتظر اقباط مصر تحقيق المواطنه الكاملة و مفوضية عدم التمييز والمساواة علي طول الخط لينعم الجميع بنكهه الثورة التي مازالت تقتلع الفكر المتشدد و مكافحه اي نعرات طائفية و تخوض سلسله من الأزمات معا في وطن واحد يحظي بحريه ممارسه الشعائر الدينيه.