في المليان

حاتم زكريا يكتب: الميثاق التمويلي العالمي يتزامن مع الاحتفالات بثورة يونيو

حاتم زكريا
حاتم زكريا

■ كتب: حاتم زكريا

فى الوقت الذى تحتفل فيه مصر بذكري ثورة 30 يونيو وما قبلها وما بعدها من أحداث انتشلت الشعب المصري من أوصال الأخونة المقيتة قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشاركة فى قمة « الميثاق التمويلي العالمي الجديد» بباريس وأكد أن الريادة مسئولية والشراكة والتعاون هو عمل متحرك بين جميع الدول المتقدمة والنامية والتي تسعي للنمو والتقدم ، وقال الرئيس فى مداخلة بشأن تجربته فى مصر وأشار أنه فى الدول النامية تكون هناك وعود كثيرة من جانب القادة للشعوب خلال الانتخابات ، وهو ما لم يفعله خلال حملته الانتخابية ، لأنه ليس لديه سوي العمل والصبر ولم يطلق مشروعاً إلا عند افتتاحه .. 

وفي نفس الوقت أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة الماضي أن الدول الغنية وضعت الصيغة النهائية لتعهد متأخر بقيمة 100 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فى الدول النامية .. 

وفي ذلك الوقت الذى تتزامن فيه مشاركة الرئيس السيسي فى مؤتمر قمة «الميثاق التمويلي العالمي الجديد « مع احتفالات المصريين بذكري ثورتهم غير المسبوقة فى تاريخ مصر والعالم ، فإن الأمر يحتم علينا أن نستعيد هذه الأيام وذكراها الخالدة ، ولا أحد ينسي ما رأيناه فى 30 يونيو عام 2013 وخروج ما يزيد عن 30 مليون مواطن مصري فى شوارع وميادين القاهرة وباقي المحافظات يتحركون حركة سليمة قوية تنقل الى كل من يشاهدهم ويتابعهم أنهم يريدون تغيير الواقع الذى عاشوا فيه ما يقرب من العام . 

ولا شك أنه مع تنامي الرفض الشعبي لحكم الاخوان وتولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية كان تأسيس حركة تمرد فى 26 إبريل 2013 ، وهي حركة كانت تدعو لجمع توقيعات المصريين لسحب الثقة من مرسي مطالبة بإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وحددت يوم 30 يونيو موعداً لإنتهاء المهلة ، وتجاهل مرسي مطالب الموقعين على استمارات تمرد المعارضة والذين بلغوا 22 مليون شخص ووصفها بالمطالب العبثية ، ودعا فى خطاب مطول المعارضة للحوار وتشكيل لجنة تعديل الدستور والمصالحة الوطنية .. 

وفى الوقت الذى رفضت فيه المعارضة دعوة مرسي دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كل مصري الى تحمل مسئوليته أمام الله والتاريخ والعالم محذراً من الانجراف الى حرب أهلية تنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد.

كما دعا البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الى التفكير والتحاور معاً .. وبالفعل جرت المظاهرات فى 30 يونيو 2013 ، وطالب المتظاهرون برحيل الرئيس محمد مرسي يرحمه الله ، ووقعت بعض الاشتباكات رغم سلمية التظاهرات بسبب إجراءات متشددة لمكاتب جماعة الاخوان بالمقطم مما أدي لوقوع بعض القتلي والجرحي ..

وفى عصر اليوم التالي (أول يوليو) أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً يمهل القوي السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي ، وذكر البيان أنه فى حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها .. 

ونتيجة للرفض المتشدد من جماعة الاخوان لمطالب الشعب أن استشعرت القوات المسلحة انطلاقاً من رؤيتها الثاقبة ودورها التاريخي أن الشعب الذى يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورية ، واستوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها ، واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة .. بتلك الكلمات طمأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام حينئد المصريين فى 3 يوليو 2013 فى « بيان 3 يوليو «  أعلن السيسي خارطة طريق سياسية للبلاد اتفق عليها المجتمعون تتضمن تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا وسرعة إصدار قانون انتخابات مجلس النواب . حضر ذلك الاجتماع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني ومحمد البرادعي وممثل عن حزب النور وممثل حركة تمرد .. 

ولا شك أن الأحداث التي مرت بها مصر فى تلك الفترة أوجبت علينا دعوة عدد من كبار الصحفيين العرب وعدد من رجال الاتحاد الدولي للصحفيين وسكرتيرة الاتحاد الدولي ليروا بأنفسهم غضبة الشعب المصري فى الميادين والشوارع على جماعة الإخوان الذين انكسرت شوكتهم وأضاعوا الفرصة على أنفسهم .