حكايات | السويس أول عتبة للحجاج.. من هنا مر جمل المحمل وقوافل الحجيج

صورة موضوعية
صورة موضوعية

إذا ما بحثت في التاريخ ستجد اسم السويس موجود في كل فصل وصفحة، فكما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر " ما من مدينة ارتبط بها التاريخ كما ارتبطت السويس به".

وفي هذه المرة فالصفحة دينية مرتبطة بالمناسبة الأعظم لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، ألا وهي موسم الحج، الذي يشهد التجمع الأكبر في العالم.

اقرأ أيضا | مساعد وزير الخارجية الأسبق: علاقاتنا مع الهند ممتدة منذ عهد سعد زغلول

فمنذ دخول الإسلام إلى مصر في القرن السادس الميلادي، وحتى نهاية تسعينات القرن العشرين، كانت قوافل الحجاج في مصر والمغرب العربي تعبر من السويس وفى طريقها إلى الأراضي المقدسة.

وفى السويس توفرت لهم سبل الراحة والمتاع، سواء خلال ضيافتهم في قلعة عجرود، أو في مغادرتهم، حتى أصبحت السويس أول عتبة الحجاج المصرين، فضلاً عن دورها في تحرير طريق الحج من قبضة القرامطة بعد توقف موسم الحج 20 عاما مع ضعف الدولة الإسلامية نهاية العصر العباسي.
 
الكسوة والمحمل
 
منذ بداية الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، اتجهت الأنظار إلى صناعة النسيج داخل مصر، خاصة نسيج القباتي، وبالتالي بدأت صناعة كسوة الكعبة".

وتقول دينا السيد مديرة متحف السويس القومي، والذي يحتفظ في قسم خاص به بآخر كسوة كعبة ومقتنياتها، والمقتنيات الخاصة بـ جمل المحمل الذي كانت تحمل عليه الكسوة.

وتشير دينا السيد، إلى أن أول كسوة للكعبة تم حياكتها في مصر، كانت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذي كتب إلى عمرو بن العاص لصناعتها في مصر، وكانت تصنع في الفيوم لوجود صناع مهرة هناك، واستمر ذلك الوضع في عهد الدولة الأموية والفاطمية والمملوكية.

وأوضحت أن محمد على باشا، أمر بإنشاء دار الخرنفش في عام 1233 هجرية، تصنيع الكسوة، وبعد إتمام صناعتها يحملها جمل المحمل، الذي كان يتقدم قافلة الحجاج، وكانت القافلة تخرج من أماكن مختلفة لكن أبرزها مصر القديمة وذلك بعد احتفال بهيج، واحتفاء المصريين بالكسوة باعتبارها مباركة.

كان الصناع من أمهر العمالة، وقبل بدء العمل لا بد أن يتوضأ كل منهم ثم يبدأ فى غزلها بطريقة التقطيب والسرما، وتطعيم الحرير بخيوط من الذهب والفضة "يخبرنا مدير المتحف عن طريقة صناعة الكسوة".

وأشارت إلى أن تصنيع الكعبة توقف عام 1962، بعد أن أنشأت السعودية أول دار لصناعة الكسوة ونالت شرف صناعته، وكانت الكسوة الموجودة بالمتحف آخر كسوة خرجت، وعليها اسم الملك أحمد فؤاد الثاني الذي كان ملك شرفي حتى إعلان الجمهورية.
 
وأضافت أن رحلة القافلة بعد خروجها من القاهرة، كانت تنزل في قلعة عجرود الكائنة بطريق السويس – القاهرة، وعلى مسافة مقدارها 20 كيلو مترا إلى الشمال الغربي من مدينة السويس، لتزويد الحجاج بالمؤن، ولحمايتهم، حتى خروجهم من السويس عتبة الحجاج إلى سيناء ومنها إلى العقبة ثم ينبع.