اول سطر

قمم الجبال والخضرة والبحر

طاهر قابيل
طاهر قابيل

هى ثانى أكبر المحميات الطبيعية المصرية بعد «الجلف الكبير».. زرتها منذ سنوات وأنا فى طريقى إلى «مثلث حلايب والشلاتين» على حدودنا الجنوبية.. تقع محميات «علبة» بالجزء الجنوبى من الصحراء الشرقية وجبالها تطل على البحر الأحمر..

وهى غنية بأشجار المنجروف المنتشرة فى النطاق الساحلى الضحل والجزر والشواطئ المرجانية والحيوانات البرية والبحرية والطيور المهاجرة والمقيمة و»الكثبان» الرملية الساحلية التى تنمو بها الحشائش المدارية والسباخات والوديان الرملية والآبار والعيون والواحات والتلال  والسلاسل الجبلية التى تبدأ من خليج السويس وتنتهى فى إثيوبيا.. وهى منطقة تمتزج بها العديد من البيئات الجغرافية والحيوية بشمال أفريقيا وترتبط  مع البيئة المدارية.

   فى محميات علبة تتنوع وتتباين النظم البيئية من جبال ووديان وسهول ومناطق ساحلية وبحرية وزيادة فى الأمطار ولذلك فهى الأغنى بأنواع الحيوانات والطيور والزواحف والنباتات وفى قطاع أبرق بالمحمية وبه واديان رئيسيان هما «العرقة وأبو سعفة» وبهما آثار فرعونية ورومانية وبوابة منحوتة فى الصخور تسمى «بوابة الماء» تدل على تواجد قديم للإنسان الأول أو ما قبل التاريخ.. وهناك أيضا قطاع الدئيب وبه شجر الغزال ونباتات العشار والأدليب والأكاشيا والشوش وثروة من الشعاب المرجانية والحشائش البحرية والطيور النادرة و350 نوعًا من النباتات التى تكون واحات خضراء فوق المنحدرات وقمم الجبال منها أشجار الأنبط الخشبية التى يصل طولها إلي 6 أمتار.

   المحميات التى تبلغ مساحتها حوالى 35 ألفا و600 كيلو متر مربع بها موارد طبيعية وبشرية وثقافية وحياة برية ونباتية وجيولوجية ومعدنية وبحرية وآبار وعيون وتتميز بتنوع بيئى يجمع بين الصحراء والخضرة والجبال والبحر فى مكان واحد.. وهى موطن للغزال والوبر والتيتل وتشكل غابات المانجروف وجزر السيال والزبرجد وحلايب بيئة متميزة للأسماك والكائنات البحرية وموطنا لأعشاش السلاحف البحرية..

ويمكن تقسيم مناطق المحمية إلى السباخات والسهل الساحلى والمنحدرات الجبلية الوعرة التى تصل بها الارتفاعات إلى 1500 متر فى جبالى «مشبح وأبو حديد» والسهل الساحلى بمحميات جبال علبة يبدأ من «رأس بناس» وينتهى عند رأس حدربة وبه الكثير من الخلجان والمراسى ومحاط بمصاطب حجرية.. وبالمحمية حياة برية للغزال والتيتل والكبش الأروى والوبر وقط الرمال أو النمر الأفريقى والكثير من الزواحف والطيور و23  نوعاً من الثدييات المهددة بالانقراض.

ولمحمية جبال علبة الموجودة على حدودنا الجنوبية وتخترق الأراضى السودانية أهمية اقتصادية كبيرة للتنوع النباتى بها فى الجبال والوديان.. وتعيش بها قبائل البشارية التى تنحدر من أصول حامية وتتحدث لهجة غير مكتوبة تسمى البيداوية والعبابدة من أصول عربية والرشايدة  سعودية ويمتهن سكانها حرفتى الصناعة والتجارة.. وللحديث بقية عن المحميات المصرية.