فى مؤتمر مكتبة الإسكندرية المجتمع المدنى شريك فى النهوض بالوطن

د.نيفين القباج مع رموز الثغر لحظة انطلاق فعاليات المؤتمر
د.نيفين القباج مع رموز الثغر لحظة انطلاق فعاليات المؤتمر

أكدت د. نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أن المشروع البحثى الذى أعدته الوزارة حول تكلفة التطرف والإرهاب فى مصر فى ثلاثة عقود أظهر ان التكلفة الاقتصادية المترتبة على العمليات الإرهابية فى مصر بلغت 385 مليار جنيه فى الفترة من 2011 الى 2016، كما بلغت خسائر قطاع السياحة حوالى 208 مليارات دولار فى الفترة من 2011الى 2018.. وقالت ، إن فكرة البحث بدأت بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان يهدف إلى رصد التكلفة الاقتصادية للإرهاب التى تكبدها المجتمع المصرى خلال الأعوام الماضية، وأشارت إلى أن البحث شارك فيه عدد كبير من الباحثين والمتخصصين وتطرق إلى رصد التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للإرهاب خلال العقود الثلاثة الماضية، مبينة أن البحث استمر لمدة ١٨ شهرا.. جاء ذلك خلال مؤتمر المجتمع المدنى..

نحو شراكة فعالة فى الجمهورية الجديدة- الذى انعقد على مدى يومين -أثناء جلسة دور المجتمع المدنى فى مواجهة التطرف وتعزيز التنوع الذى شارك فيها د. جمال عبد الجواد ، رئيس برنامج السياسات العامة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية والدكتور جورج فهمي، الأستاذ المساعد بالجامعة الاوروبية بإيطاليا، ود.خالد حنفى، الباحث بمؤسسة الأهرام والمستشار جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ.


فى حين قال عالم الاجتماع البارز د. أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية الذى أدار الجلسة إن المجتمع المدنى لديه دور كبير ليس مقتصرا فقط على مشاركة المواطنين فى الخدمات العامة، ولكنه تحول إلى آلة إنتاج، ونتمنى أن يصل إلى مرحلة المشاركة فى التوعية خاصةً فى بعض القضايا الحساسة التى تتعلق بالإرهاب والايمان بمفهوم التنوع والتعدد، وتحدث «زايد» عن البحث الذى أعدته وزارة التضامن الاجتماعى والمُتعلق بمناقشة قضية تكلفة الإرهاب وأسبابه، قائلاً:»نحن أمام وجهين للمسألة أحدهما مظلم يجب مجابهته، والآخر مضيء لابد من دعمه».. وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية، أن للإرهاب تكلفة كبيرة، وكان من الممكن أن تذهب هذه الأموال إلى جهود التنمية الاجتماعية والحماية المجتمعية، وأوضحت وزيرة التضامن أن هناك أزمة هوية وانتماء عند الشباب حتى وإن كانوا مقمين فى الداخل ولكنهم مغتربون، مضيفة أننا أمام قضية حقيقية تبدأ بالاغتراب وفقد الهوية، وتنتهى بالتطرف والإرهاب، وقالت إن الوزارة ستبدأ فى نشر البحث بين كل فئات المجتمع وللطلاب فى المدراس، وتحدث د. جمال عبد الجواد ، عن مراحل إعداد البحث وخطة العمل فيه، مشيراً إلى أنهم استغرقوا وقتاً طويلاً للوصول إلى مفهوم محدد للتطرف والإجابة عن سؤال ماذا حدث لكى يتحول الإنسان الصالح المحتمل إلى إرهابى ومُخرب، وقال إن المستوى المادى ليس السبب فى التطرف، ولكن هناك عوامل فكرية تسببت فى ظهور هذا الفكر. وأوضح أن المجتمع المدنى عليه دور كبير فى إعادة الفكرة النهضوى بدلا عن الفكر المتطرف، لأن الأمر يبدأ من مرحلة الطفولة، فالعامل الثقافى والفكرى جزء مهم فى تكوين عقول الأجيال، بينما قال د. جورج فهمي: إن المجتمع المدنى فى مصر تحمل تكلفة كبيرة نتيجة الإرهاب منها تكلفة مباشرة تمثلت فى وقف نشاط تلك الجمعيات، وتكلفة غير مباشرة تتعلق بالتضييق على عمل الجمعيات الأهلية فى فترات مجابهة الإرهاب، وأشار «فهمى» إلى أن المجتمع المدنى الآن أمامه فرصة كبيرة للعمل بشكل كبير لأنه أمام لحظة تحول لم تكن موجودة فى السابق، وأضاف بأن عدة مسارات من الممكن أن يعمل عليها المجتمع المدنى فى مصر، ومنها مسار للوعى، ومسار الشراكة بين الجمعيات الدينية المختلفة فضلاً عن عمل برامج تثقيفية تعزز قيم احترام وقبول الآخر بشكل عملي، وتطرق د. خالد حنفى، إلى دور مراكز الأبحاث فى مجابهة الإرهاب من خلال إعداد دراسات عن أسباب هذه الظاهرة وأساليب مجابهتها، ورأى فهمى أن الارهاب عائق للإصلاح الاجتماعى

والسياسى وفى نفس الوقت نقص الإصلاح يؤدى إلى الارهاب، مبيناً أن هناك نوعين من التطرف وهما تطرف واضح مادى من خلال تنظيمات وتطرف كامن ويتمثل فى سلوكياتنا وكيف نفكر فى الآخر، وأشار إلى أن التطرف الكامن يتحول الى تطرف ظاهر فى فترات الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، متابعا أن مصر نجحت فى مجابهة التطرف الظاهر المادى، ولكن المعضلة الكبرى فى التطرف الذى لا يمكن أن نراه.. وتحدث المستشار جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ، عن دور البرلمان المصرى ووزارة التضامن الاجتماعى فى إصدار قانون جديد لعمل الجمعيات الأهلية، وأكد «حليم» أهمية دور الجمعيات الأهلية فى مساندة الدولة فى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمصر، لافتاً إلى أن هذا الدور ليس فقط مساعدات مادية، ولكن فى جوانب كثيرة منها التعليم والصحة ورعاية الأطفال، وخلال جلسة دور المجتمع المدنى فى مواجهة الأزمات تحدث د. أيمن صادق، مدير كاريتاس مصر، وعصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان و محمد ناصر، مدير العمليات والطواريء بالهلال الأحمر فى الإسكندرية ورشا إسحق، نائبة مجلس الشيوخ، والنائبة سهام عز الدين، عضو المجلس القومى للمرأة. وأدارت اللقاء د. فيفيان فؤاد، مستشار برنامج المواطنة بوزارة التضامن الاجتماعي، وتطرق محمد ناصر، مدير العمليات والطواريء بالهلال الأحمر فى الإسكندرية، إلى الشراكات التى يقوم بها الهلال الأحمر فى مصر..

وتحدثت سهام عز الدين، عضو المجلس القومى للمرأة، عن دور الجمعيات الأهلية فى مواجهة معوقات تمكين المرأة.. وكانت وزيرة التضامن الاجتماعى قد افتتحت فعاليات مؤتمر «المجتمع المدني.. نحو شراكة فعالة فى الجمهورية الجديدة» والذى نظمته الوزارة بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، بحضور اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، ود. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، ود.عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، ، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ بمحافظة الإسكندرية ولفيف من الإعلاميين وممثلى المجتمع المدنى والهيئات الدولية، وتستمر فعالياته على مدار يومين بمكتبة الإسكندرية.