جوارديولا يطير في سماء الأقصر بالمنطاد ويتنفس سحر وادي الملوك

جوارديولا يطير في سماء الأقصر يركب المنطاد ويتنفس سحر وادى الملوك
جوارديولا يطير في سماء الأقصر يركب المنطاد ويتنفس سحر وادى الملوك

اتجهت أنظار العالم أمس إلى مدينة الأقصر لمتابعة رحلة بييب جوارديولا مدرب فرق مانشيستر سيتى الفائز ببطولة دورى أبطال أوربا  هذا العام  وهو يطير فوق المناطق الأثرية بالبر الغربى لمدينة الأقصر ويتفحص الجمال ما بين وادى الملوك والملكات والدير البحرى ومعابد المنطقة الجنائزية، حيث حرص على ركوب البالون السياحى الطائر مع أول ضوء من فجر أمس "الإثنين"  ثم عاد بعدها  للافطار في الذهبيه ثم توجه الى وادي الملوك ثم مقبره الملكه نفرتاري في وادي الملكات ثم توجه بعد ذلك الى معبد الدير البحري قبل ان يبدأ رحلته النيلي ة إلى أسوان والتي تبدأ بزيارة معبد "خنوم " بمدينة إسنا

وبالأمس وقف العالم كله وهو يرى إستقبال أهالى الأقصر للمدرب الأشهر في العالم استقبال الفاتحين وكأنه في موطنه مدريد وإلتفاف السياح المتواجدين فى المناطق الأثرية بالأقصر حوله غير مصدقين أن يلتقون به وجها لوجهه في مدينة المدائن الأثرية  وتابعه الملايين من كل بلاد الدنيا وهو يتجول في أرض الحضارات "الأقصر" أكبر وأقدم وأعظم مدينة تراثية في العالم.

اما خبراء السياحة فهم يرون أنها فرصة لابد أن تغتنم باعتبار أنها كنز دعائي يجب استغلاله جيدا للتأكيد على الاستقرار السياسي الذي تعيشه مصر  والنقلة الحضارية التي تشهدها البلاد من خلال ارسال تفاصيل هذه الرحلة وما تم تصويره إلى مكاتبنا السياحية في الخارج بهدف تشجيع السياحة  والدعوة إلى زيارة مصر وانتعاش السياحة خاصة وأن الزيارة لم تكن بدعوة من جهة ما أو مؤسسة متميزة وإنما جاءت منه شخصيا لقضاء أسبوع في أحضان الحضارة المصرية كـ "مكافأة" منه لهم بعد فوزه ببطولة الأندرية الأوربية.

البداية كما يقول  الخبير السياحي محمد عثمان رئيس لجنة تنشيط السياحة الثقافية بالأقصر صاحب الشركة المنظمة للرحلة أن جواديولا منذ هبوطه  من الطائرة بدا شغوفا بزيارة المناطق الثرية وأول ما طلب زيارته طريق الكباش وذلك قبل ان يذهب إلى مكان إقامته عل متن الدهبية "فضية" التي سيقيم فيها طوال رحلته النيلية بين الأقصر وأسوان والتي تستغرق 6 أيام منها يومان في الأقصر و4أيام في النيل لزيارة معابد إسنا وإدفو وكوم أمبو وكلابشة قبل أن يقلع بالطائرة إلى أبوسمبل لزيارة معبد الملك رمسيس الثاني  ثم العودة إلى أسوان لقضاء يوم في شوارعها والإقامة في أحد فنادقها الكبرى   

ويضيف رئيس لجنه تنشيط السياحة الثقافية بالأقصر بمجرد هبوط الطائرة في المطار انتقلوا مباشره لزياره معبد الكرنك في حين أن جوارديولا وابنائه كانوا يتمنون زياره طريق الكباش الذي وضح أنه معروف جيدًا بالنسبة  وبالذات لاولاده وبعدها توجه لزياره معبد الاقصر ومنها الى الذهبية حيث قمنا بتنظيم عشاء فاخر له.

تحقيق الحلم

لقد تحدثت مع المدرب العالمي عن مدى معرفته بالتاريخ المصري القديم فقال كلنا يعلم حضارة مصر وتاريخها والحقيقة أن ابنائي كثيرا ما كانوا يتمنون زيارة مصر والتعرف على حضارتها عن قرب ورأيت أن تكون هديتي لهم تحقيق حلمهم  فخططت لهذه الزيارة ومن العجب انه طوال مسيرته في مجموعه معابد الكرنك التي كانت أول محطه لزيارته سالوا عن كل مكان في الأقصر سأل عن مقبره الملك توت عنخ امون ومعبد الدير البحري التي شهدته الملكه حتششلسوت وقال إنني شغوف بزارتهما  

 وكذلك تحدثوا عن طريق الكباش وكانوا يرغبون في ان تكون اول الزيارة له وطول الرحلة يؤكد اهتمامه بمصر وخاصه انه سيقضي في الاقصر يومين وينتقل الى اسوان في رحله بالذهبية لمده اربع ايام يزور خلالها معابد اسنا وادفو وكوم أمبو وكلابشه ثم ابو سمبل ويبقى في اسوان ليله في احد الفنادق الثابتة ومعنى ذلك انه طول هذه الرحلة يؤكد اهتمامه الكبير بمصر وهذه الزيارة تعد ايجابيه جدا في صالح السياحه الثقافيه حيث تعود الاقصر إلى سابق عهدها  كمقصد سياحي هام للمشاهير وليس هناك اشهر في العالم تقريبا من جوارديولا فهل تعود سياحه البارونات بعد هذه الزيارة الى الاقصر كلنا امل في ذلك فهذه قوه ناعمه على مستوى السياحة في العالم حيث سيصل عدد متابعي هذا الرجل خلال رحلته ما يزيد عن 100 مليون متابع من كل اطراف العالم واعتقد انه هو المدرب الاشهر والاغلى في العالم

اغتنام الفرصة

ويضيف الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تشجيع السياحية الثقافية للأقصر، أن كل هذه الامور تجعلنا نتصيد الفرصه فلدينا كنز دعائي يجب ان نستغله جيدا ونعمل عليه من خلال ارسال تفاصيل هذه الرحله وصورها الى مكاتبنا السياحيه واعول على هيئه تنشيط السياحه وهيئه الاستعلامات ان ترسل كل ما تم تصويره الى مكاتبنا في الخارج واتمنى ان نوصل بهدف إلى تشجيع السياحه  

ويرى عثمان، استقرار الاوضاع في مصر والامن والامان الذي يحيط بكل مكان على ارض مصر هما الدافع الرئيسي لزياره الضيف الكبير وكونه اختار هذا التوقيت في هذا الجو شديد الحراره يؤكد ثقته تماما في مصر واهتمامه الكبير بالمناطق الاثريه بمصر خاصه وانه هو يعتقد ان افضل هديه يمكن ان يقدمها الى اسرته بعد الفوز بكاس أوروبا ان يدعوهم الى زياره مصر للتعرف على اثارها حيث يعلم مدى شغف أبنائه بالتعرف على كنوز مصر واثارها بعد أن قرأوا عنه كثير ودرسوه فى مناهجهم الدراسية وبالطبع ما كان يمكن ان ياتي الى مصر او اي بلد اخرى ليس فيها استقرار

زيادة بنسبة 22%

   وبنظره فاحصه للفتره ما بين يناير الى شهر يونيو أن زياده التدفق السياحي زادت بنسبه 22% عن العام الماضي ونسبه الانفاق زادت بنسبه 18% ونحن في انتظار تدفق سياحي غير مسبوق من دول شرق اسيا خاصه الصين والهند كل هذه الامور تتوج مجهود الدوله سواء في اكتشافات اثريه رائعه او في حاله الاستقرار السياسي التي تعيشها البلاد او الدعايه الطيبه التي يشارك فيها القطاع العام والخاص.

وقال اعتقد أن زياره جوارديولا في هذا التوقيت وبهذه الكيفيه تساوي 20 رحله خارجيه دعائيه تسويقيه الزياره شملت جوارديولا وزوجته وبنتين وولد هم اولاده الثلاثه الذين يعيشون بواكير الشباب وكان انطباعهم عن الزياره رائعا منذ دخولهم معبد الكرنك حيث حدث انبهار شديد بمجموعه معابد الكرنك منذ دخولهم وتحديدا قدس اقداس الكرنك واعمال الترميم واسترجاع الالوان في صاله الاعمده الكبرى بمعابد الكرنك وحرصوا على تصويرها والتقاط الصور التذكارية  فيها لتكون افضل ذكرى لهم كما توقف كثيرا عند الصرح الامامي الثاني في المعبد وتفحصوا النقوش والكتابات الهيروغليفيه واستمعوا جيدا الى شرح المرشد السياحي ودخلات الاثاري الطيب غريب المدير بمعابد الكرنك كما اعربوا عن انبهارهم بالبحيره المقدسه ومياهها التي لم تجف منذ ايام قدماء المصريين.

رمزية السلام بمعبد الأقصر

 وفي معبد الأقصر اعرب عن انبهاره بوجود كنيسه ومسجد للعارف بالله السيد ابو الحجاج الاقسري فوق المعابد دلاله على رمزيه السلام في هذا المكان الذي بنى فيه الرجل الداعيه الاسلامي مسجده فوق معبد وبجوار كنيسه وهو ما يؤكد تلاقي الحضارات وشرحت له ان في هذا المعبد اقيمت فيه اول اوبرا في مكانها الاصلي وهي اوبره عايده للموسيقات العالمي فيردي عام 1987 وهي الاوبرا الاشهر على مستوى العالم حيث تدور احداثها في البيئه المصريه القديمه والتي نظمها الفنان العالمي دراسو دي ديمنجو.

 كل هذه الامور استعرضناها معه من الاشياء الجميلة التي حرص عليها جوارديولا وابنائه تفقد طريق الكباش والسير فيه وفيما يبدو أن الحفله التي اقيمت في افتتاح طريق الكباش والتي نالت شهره عالميه قد حققت اهدافها والدليل حرصهم على زياره على طلبهم رؤيه طريق الكباش والتقاط الصور التذكاريه فيه الحقيقه ان ابنائه عندهم معلومات اكثر وكانهم متخصصون في دراسه الاثار المصريه القديمه وهذا يعكس اهميه ما تقوم به مصر من اكتشافات اثريه ومتابعه فخامه الرئيس لتلك الاكتشافات خلال زيارته الأخيرة للأقصر فى 25 نوفمبر من العام الماضي  والتى كان لها مردود ايجابي على مستوى العالم كله.

المنطاد الطائر

وحرس جوارديولا على الصعود في رحله طيران بالبالون الطائر في مدينه الأقصر لمشاهده بانوراما المناطق الأثرية ويرى منطقه البر الغربي من الجو وجبل القرنه ومعبد الملكة حتشبسوت ومعابد البر الغربي الجنائزيه بعدها عاده للإفطار في الذهبية ثم توجه إلى وادي الملوك ثم مقبره الملكة نفرتاري في وادي الملكات ثم توجه بعد ذلك الى معبد الدير البحري التي سيدته الملكة حتشبوت ويعتبر تحفه معماريه فنيه لا مثيل لها وأشادوا بمقبره الملك توت عنخ امون واعتبروها احد اهم المقابر الفرعونية  وأعربوا عن دهشتهم  باحتفاظها بالألوان وكأنها قد نقشت بالأمس.

 وقلت للخبير السياحي محمد عثمان،  حدثنا عن الدهبية التي استقلوها  فأجابني بقوله مركبة نيلية تخصص للرحلات المتميزة وهي صغيره نسبيًا وتعد من أجمل الذهبيات الموجودة في الأقصر ولها خاصيه متميزة حيث انها مصممه بطرازها القديم وكأنها  قصر ملكي،  كما أنه أعرب عن سعادته بالتواجد الأسباني في الأقصر عندما علم مني أن السائحين الأسبان هم الأكثر تدفقًا في هذا  التوقيت داخل مصر وأعراب جوارديولا عن سعادته بتواجد السياح بكثرة في هذا التوقيت والذي ينم عن استقرار سياسي إلى حد كبير، وأن أسبانيا تأتي رقم واحد في التدفق السياحي على مصر ورغم اننا في الصيف وارتفاع شديد في درجه الحرارة الا ان معابد مصر القديمة وكنوزها الأثرية تعج بالسياح من كل انحاء العالم فلدينا  إلى جانب سياحه الاسبان  السياح الانجليز والفرنسيين والامريكان وكذلك دول امريكا التينيه وكلها محسوبة على السياحة الإسبانية لانهم يأتوا عن طريق اسبانيا

وأضاف في شهر أغسطس القادم أن شاء الله ستشهد الأقصر تدفق السياحة اليابانية والصينية والهندية من دول شرق اسيا وكذلك كوريا وفي هذا العام اجرينا دراسة لأول مره عن الدول الراغبة في زياره مصر فوجئنا ان بلد مثل الصين بها 17 مليون رغبه لزياره مصر خلال العامين القادمين كذلك الطرق التي تم انشائها حديثا ساهمت في هذه الزيادة افتتاح طريق الكباش وانتظار افتتاح المعبد الكبير لهم دور ايجابي كبير وتكون صوره ايجابيه عن مصر في العالم اجمع

بالتأكيد موسم استثنائي

سألت محمد عثمان رئيس لجنه تشجيع السياحة الثقافية بالأقصر، لماذا يعتبر ذا الموسم موسما استثنائيا  وماهي مظاهره فأجاب من بعد موسم 2010 الذي يقاس به الحركة الحركة السياحية بالأقصر بامتياز يعتبر هذا الموسم موسم استعادة عرش السياحة الثقافية التي كانت تشتهر بها الأقصر من من خلال عدة مظاهر اولها تنوع المنتج السياحي من جنوب شرق اسيا ثانيها لاول مره في تاريخ السياحه في مصر لا ينقسم الموسم السياحي ما بين شتوي وصيفي بل يندمجان في موسم واحد  

تطور البنية التحتية

ثالثا من اهم الاشياء التي ساعدت في نجاح الموسم السياحي هو ان البنيه التحتية التي قدمتها الدولة قفزت بجوده الطرق الى 90 مقعد من التصنيف العالمي في جوده الطرق واصبحت مصر في الترتيب ال 16 على مستوى العالم دول العالم وهي الاولى افريقيًا والسادسة عربيًا يسبقها الست دول النفطية على مستوى العالم رابعا خروج تقرير من اليونسكو بان مصر حافظت على الإرث العالمي والبشري من تاريخ العالم بالاضافة الى الاحتفالية الرائعة التي تمت للاحتفال بمرور 200 عام على حل كلمات اللغة الهيروغليفية القديمة باكتشاف طلاسم حجر رشيد

هذا بالإضافة إلى الاحتفال الرائع بمرور 100 عام على اكتشاف مقبره الملك توت عنخ أمون في 4 نوفمبر الماضي، وهذه الاحتفالية يعتبرها العالم كله احتفاليه استثنائية كل هذا جعل مصر ان تكون رقما مميزًا في إحصائية السياحة العالمية او في بورصة السياحة العالمية

الحدث الأهم

يأتي بعد ذلك الحدث الاهم حيث يقف العالم على أطراف أصابعه من الحدث الأكبر والأعلى في تاريخ الثقافة في العالم، وهو إنشاء المتحف الكبير الذي دخل موسوعة جينيس قبل ان يبدأ باعتبار من حيث المساحة 100,000 متر ويزيد ب 100,000 قطعه اثريه نادره ترجع وتؤرخ الى مختلف العصور كل هذا جعل الموسم السياحي موسما متميزا تعدت فيه التدفقات الدولاريه إلى 12 مليار دولار بامتياز

ونحن العاملون في المجالس السياحي لدينا حلم ان نصل الى 30 مليون سائح بـ ٣٠مليون دولار وهذا الرقم ليس بصعب ولكنه يحتاج الى بنيه تحتيه افضل من الموجود حاليا وهذا متاح لنا خلال العامين أو الثلاثة القادمة وفيها تستطيع مصر ان تدبر كل نفقاتها الدولاريه من خلال السياحه والبعض يتصور أن الأمر صعب ولكنه يحتاج الى بنيه تحتيه من فنادق و لوكندات، وهذا سهل جدًا ان نصل الى 30 مليون سائح وأن مصر تستطيع ان تغطي كل احتياجاتها الدولارية.