بدون تردد

مسئولية الدول الكبرى

محمد بركات
محمد بركات

بكل الصراحة والوضوح وضعت مصر قادة العالم أمام مسئولياتهم الإنسانية والاخلاقية والسياسية، تجاه الدول النامية فى إفريقيا وغيرها، وطالبتهم بالعمل الجاد والصادق لرفع المعاناة الاقتصادية عنهم، فى ظل التطورات والتأثيرات الجسيمة لتغير المناخ، وتصاعد الأزمة الاقتصادية الدولية الحالية.

حدث ذلك فى ختام أعمال قمة ميثاق التمويل العالمى الجديد التى أنهت أعمالها فى العاصمة الفرنسية (باريس) منذ أيام، حيث طالبتهم مصر بضرورة تحمل مسئولياتهم، وأكدت على أهمية وضرورة الوفاء بوعودهم لمساعدة إفريقيا والدول الفقيرة خلال مؤتمرات المناخ فى كوبنهاجن وباريس وجلاسجو وشرم الشيخ.

وفى خطابه فى ختام أعمال القمة كان الرئيس السيسى واضحاً ومباشراً فى تأكيده على ضرورة التكاتف العالمى لمواجهة الأخطار التى باتت تهدد الجميع، وخاصة إفريقيا والدول النامية والفقيرة فى العالم كله، نتيجة تلوث المناخ الذى قامت به الدول الغنية والصناعية الكبرى.

وفى هذا السياق يجب أن نشير بكل الوضوح إلى أن الحقيقة والواقع على الأرض يؤكدان، المسئولية الكاملة للدول الكبرى عن الكارثة التى يتعرض لها عالم اليوم، نتيجة ارتفاع نسبة التلوث وزيادة الاحتباس الحرارى بالجو، الذى أدى إلى تغير جسيم وخطر للمناخ.

حيث إن هذه الدول هى التى كانت ولا تزال تقوم باستخدام مكثف للمواد الكربونية فى كل أنشطتها الصناعية والحياتية طوال ما يزيد على قرنين من الزمان وحتى الآن،...، وهو ما أدى إلى التلوث الحالى.

وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وروسيا والصين والدول الاسكندنافية واستراليا ثم الهند واليونان وجنوب إفريقيا.

من أجل ذلك تأتى مطالبة دول وشعوب العالم النامية والفقيرة فى إفريقيا وغيرها من القارات لهذه الدول الكبرى، بضرورة تحمل مسئولياتها التاريخية والإنسانية والسياسية أيضا، وتقوم بمساعدة ودعم الدول النامية على مواجهة أخطار تغير المناخ، والصمود فى وجه الأزمة العالمية الاقتصادية القاسية التى يعيشها العالم الآن بعد «كوفيد ١٩» وفى ظل النتائج والتداعيات الاقتصادية القاسية الناجمة عن الحرب الأوكرانية الروسية.

 ومن أجل ذلك أيضا تحدثت مصر باسم هذه الدول النامية والفقيرة بصورة عامة وإفريقيا على وجه الخصوص، لتؤكد على ضرورة وأهمية وفاء الدول الكبرى بالتزاماتها وتعهداتها فى التصدى لهذه الأخطار ودعم ومساندة الدول النامية فى مواجهتها.