إلــى عَرَفاتِ الله| ملتقى الأزهر.. الأضاحى استسلام لأمر الله واتباع لسنة أبينا إبراهيم

جانب من ملتقى شبهات وردود بالجامع الأزهر
جانب من ملتقى شبهات وردود بالجامع الأزهر

إلى عَـــرَفاتِ اللـهِ هبتْ جُمـــوعُ
حـشودٌ هَمَت شُعثًا  وغُبْرًا كأنهم
أكفٌ تغــار الشمــس منها وكلــما 
فيــوصٌ مِن الأنوار تَهْمِى عليهمُ
هُنَا الموقفُ الأسمى بأرضٍ مِن الجِنَا
وفى حَـرَمِ البيتِ العـتيقِ مَهــابةً
قناديلُ أرواحٍ تُزَينُ ساحةَ الطوافِ (م)
مــلائكةُ الرحمــنِ حَوْلَهُمُ نَــــدَى
فَهاهُمْ عبادى قد غفرتُ لِجَمْعِهِمْ
هنيــئًا لمن فــــازوا بدعوة ربهمْ

فـهاجتْ مَـــآقٍ يَعـتريها خشـوعُ
سيـولٌ مِن الرجـا، وقلـبٌ ضَـريعُ
تعالتْ ترى صُبحًــا بهيـًّـا يَضُـوعُ
فتزهو بِــذى الأنــوار طُهرًا ربوعُ
نِ ، لبــــيكَ يا أللــهُ، فــازت بُيُوعُ
ولَهْفـــاتُ أنفـاسٍ صَــدَاها يَـذِيعُ
كمــــا الشـــــذا سقَــــاهُ الربـيـــعُ
وَرَبٌّ يُبـاهى الخَلْقَ وهْوَ البــديعُ
فَما الشيخُ  هذا اليوم  إلا رضيعُ
فَعِــيدُهُمُ (مِنَــــــى) وَبَدْءٌ نَصيعُ

عقد الجامع الأزهر ، ملتقى شبهات وردود لتوضيح بعض الشبهات التى تدور حول الأضحية فى الإسلام، قال إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق إن المشككين يهدفوا إلى تصدير صورة سيئة عن الإسلام إلى بنى جلدتهم، فمثلا يقولون بإن الأضحية صورة من صور العنف فى حين أنهم يأكلون لحوم البقر والدجاج طوال العام، بل ويقتلونها صعقاً بالكهرباء، بينما الذبح على الطريقة الإسلامية هو أصح الطرق بشهادة علماء وأطباء الغرب.

ولفت الهدهد إلى أن من شبهات الغرب أيضا زعمهم أن الطواف بالكعبة نوعا من عبادة الأصنام فكيف جاء الإسلام بمحاربة الأصنام وفى شعائره الطواف بالحجارة، وشبهتهم مردودة بما روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما قبل الحجر الأسود قائلا: «والله إنى لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أنى رأيت رسول الله  يقبلك ما قبلتك»، فتقبيل الحجر الأسود هو اتباع لتعاليم الله جل وعلا والمنفذ الأعظم والأمثل لتعاليم الله هو رسول الله .

وبيّن الدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتى الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر أن الأضاحى لها حِكم عظيمة منها، الاستسلام لأمر الله جل وعلا، والاتباع لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، وإقامة نوع من التكافل الاجتماعى فى المجتمع، والتوسعة على الأهل والأصدقاء والجيران.

وأشار إلى أن عدد الأضاحى التى تذبح لا تقارن بما تستهلكه المطاعم فى اليوم الواحد، كما أنه لم تخل حضارة من الحضارات الإنسانية على مر التاريخ ولا دين من الأديان من تقديم الأضاحى والقرابين، ونصح من لم يتمكن من التضحية بصلة الرحم والتوسعة على الأهل والأحباب.

واستنكر الدكتور مجدى عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة السابق بكلية أصول الدين ازدواجية المعايير عند المشككين فى الأضحية قائلا: كيف تشفقون على البقر ولا تشفقون على البشر؟ فكم من بشر بين يدى بشر ذُبح بين أعين البشر وما تحرك له بشر وأوضح أن المناسك جعلت لتغيير المسالك فإذا غيرت المناسك المسالك.

وأضاف الدكتور مصطفى شيشي، رئيس قسم القرآن الكريم بالجامع الأزهر أن البعض قد يظن أن ذبح الحيوان يتعارض مع الرفق والرحمة به، فهذا فهم خاطئ فلقد اهتم الإسلام بالحيوان، وأكد على ضرورة التعامل معه بالرأفة والرحمة فنرى رسول الله  ينهى عن قتل العصفور قائلا: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَقْتُلُ عُصْفُورًا ، فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلَّا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهَا ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا ؟ قَالَ : يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا فَيَرْمِى بِهَا».

ويبين أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تدخل الإنسان فى عذاب الله ونار جهنم والعياذ بالله فيقول النبى : «دخلت امرأة النار فى هرة حبستها لا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض»، بل إن الإسلام حرم قتل الحيوان جوعاً أو عطشاً وحرّم المكث على ظهره طويلاً وهو واقف وحرّم إرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقة.

إقرأ أيضاً|خلال ملتقى «شبهات وردود».. الجامع الأزهر يفضح مزاعم المشككين في شعيرة الأضحية