خلال زيارته لبكين.. هل تمكن بلينكن من إذابة جبل الجليد مع الصين؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد ما يصل لـ5 أعوام من انقطاع الاتصالات الرسمية والعسكرية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتوتر العلاقات بينهما بشكل ملحوظ وصل لدرجة حدوث مناوشات بين السفن والطائرات في بحر الصين ومضيق تايوان، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة لفتت أنظار العالم على مدار اليومين الماضيين، ووصفت بأنها محاولة لإذابة الجليد الذي تراكم بين البلدين طوال الأعوام الماضية.

اقرأ أيضًا: تايوان تشكر بلينكن على دعم واشنطن للسلام في المنطقة

فخلال زيارة دامت لمدة يومين، وبدأت الأحد 18 يونيو، للعاصمة الصينية، بكين، التقى بلينكن كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، بالإضافة لوزير الخارجية الصيني تشين قانج، ولقاء آخر تمت الموافقة عليه في اللحظات الأخيرة بين المسئول الأمريكي والرئيس الصيني شي جين بينج، دام لمدة 35 دقيقة.

وعلى الرغم من أن الطرفين لم يتفقا على إعادة المحادثات العسكرية بينهما، إلا إن الزيارة تم النظر إليها على أنها خطوة نحو طريق استعادة العلاقات بين القوتين العظمتين في العالم.

وتقف عدد من الملفات عائقًا بين تطور العلاقات الأمريكية الصينية، أهمها وفقًا لما ذكرته التقارير الأمريكية، ملف تايوان، والذي تشدد الصين من خلاله على ضرورة احترام أمريكا لمبدأ الصين الواحدة، ومطالبتها واشنطن بالتوقف عن تسليح الجزيرة صاحبة الحكم الذاتي.

إذابة جبل الجليد

وفي هذا الصدد سعى بلينكن إلى تطمين الجانب الصيني، قائلا إن بلاده تدعم مبدأ الصين الواحدة، وتابع: "نحن لا نؤيد استقلال تايوان. ما زلنا نعارض أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن من قبل أي من الجانبين." 

وشدد بلينكن: "ما زلنا نتوقع حلًا سلميًا للخلافات عبر المضيق"، مضيفًا أن واشنطن لا تزال ملتزمة بقانون العلاقات مع تايوان، بما في ذلك التأكد من أن تايوان لديها القدرة على الدفاع عن نفسها."

وفي تقرير لشبكة CNBC الأمريكية، قالت إن الرئيس الأمريكي ليس وحدة هو من علق على الزيارة مشيرًا إلى أن بلينكن "قام بعمل رائع"، إلا إن الرئيس الصيني أيضًا صرح بأن العلاقات بين بلادة وبين واشنطن تحتاج بأن تكون مستقرة.

وتابع بايدن تعليقًا على زيارة وزير خارجيته: "نحن على الطريق الصحيح".

وفي مقطع فيديو بثته قناة CCTV الإعلامية الصينية، قال الصين شي جين بينج: "اتفق الجانبان الأمريكي والصيني خلال زيارة بلينكن على متابعة التفاهم المشترك الذي توصلت إليه أنا والرئيس بايدن في بالي".

وقال إن الجانبين "حققا تقدما وتوصلا إلى اتفاق بشأن بعض القضايا المحددة" دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، معلقًا: "هذا جيد جدا."

ودعا شي إلى علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة، قائلا إن العالم يحتاج إلى أن تكون العلاقة بين العملاقين الاقتصاديين "مستقرة بشكل عام".

وفي بيان للخارجية الأمريكية، وصفت المحادثات بأنها "صريحة وموضوعية وبناءة".

وتابعت الخارجية الأمريكية: "عقد الجانبان محادثات صريحة وموضوعية وبناءة حول القضايا الرئيسية ذات الأولوية في العلاقات الثنائية ومجموعة من القضايا الدولية والإقليمية.

وشدد الوزير بلينكن على أهمية المحافظة على خطوط اتصال مفتوحة بشأن مجموعة كاملة من القضايا بغرض تخفيف أخطار سوء الفهم وسوء التقدير، وأوضح أنه على الرغم من تنافس البلدين بشدة، ستدير الولايات المتحدة هذه المنافسة بشكل مسؤول لئلا تتحول العلاقة بين الدولتين إلى نزاع، كما شدد على أن بلاده ستواصل استخدام الدبلوماسية لطرح القضايا المثيرة للقلق ومجالات التعاون المحتمل التي تلتقي فيها مصالحنا."

وذكرت الشبكة الأمريكية CNBC أن ماحدث خلال الزيارة التي دامت ليومين، يمكن أن يمهد الطريق أمام لقاء محتمل بين الزعيمين الأمريكي والصيني في شهر نوفمبر القادم.

وبحسب وزارة الخارجية، "اتفق الجانبان على متابعة ارتباطات زيارات رفيعة المستوى في واشنطن وبكين لمواصلة فتح خطوط الاتصال".

ودعا وزير الخارجية الرئيس الصيني لزيارة الولايات المتحدة قريبا، واتفقا على تحديد موعد زيارة متبادلة في وقت مناسب للطرفين، وفقا للبيان.

واشتد التنافس التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة، حيث منعت الولايات المتحدة الصين من الوصول إلى تكنولوجيا الرقائق المتقدمة، وحظرت الصين مشغلي البنية التحتية الرئيسيين من شراء منتجات شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة ميكرون.

ومن بين الموضوعات الشائكة أيضًا التي شملتها مناقشات الزيارة، المناوشات التي حدثت بين البلدين في الفترة الأخيرة في كل من مضيق تايوان، وكذلك في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

وتعليقًا عليها قال بلينكن إنه اثار هذه الموضوعات ومخاوف بلاده منها خلال اللقاء الذي جمع بينه وبين الرئيس الصيني.

كما ناقش الطرفان خلال الزيارة وفقًا لبيان الخارجية الأمريكية ممارسات الصين الاقتصادية، وشدد بلينكين على أن الولايات المتحدة ستدافع دائمًا عن قيم الأمريكيين.

وعلى الرغم من أن التوترات بين البلدين مازالت قائمة إلى حد بعيد، ويمكن أن تتحول في أي لحظة على صراع يسعى الجميع لتجنبه، إلا إن هذه الزيارة قد تحرك بحر العلاقات الراكد منذ سنوات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.