قول لين

العقيدة

محمد سعيد
محمد سعيد

«مصر جاءت ثم جاء التاريخ».. «مصر أم الدنيا».. جملتان قد يرى البعض أنهما تحملان فى ثنايا حروفهما كل معانى «الشيفونية» المطلقة.. إلا أن الواقع يحرر هذه الكلمات الخالدة من أى «شيفونية» توجه لمردديها والمؤمنين بها.. وهم كل مصرى عاشق ومؤمن بهذا البلد وعلى يقين بأن كلمات هاتين الجملتين لا تكفى للتعبير عن العقيدة المطلقة والراسخة فى المكون الثقافى والحضارى.. بل وفى جينات هذه الأمة منذ ما قبل التاريخ بتاريخ.

وفى محاولة لفهم أسباب هذه الحالة المتفردة للعقيدة الجمعية لأمة يمتد إرثها التاريخى منذ مراحل ما قبل معرفة علوم التأريخ والتوثيق.. تجد أن أهل هذا البلد وحتى من جاءوا إليها على مدار العصور المختلفة وامتزجوا بشعبها وأصبحوا مع مر الزمن جزءاً منها وعشقوها يرفعون شعاراً واحداً هو «الله.. الوطن».
تاريخ هذا الوطن شهد العديد من الأزمات، وهجمات وأطماع الغزاة والمحتلين.. وعلى الرغم من ذلك لم نسمع أو  نقرأ عن موجات نزوح جماعى للخارج.. والدافع وراء ذلك عقيدة التمسك بالأرض ومواجهة أى أزمة أو طامع محتل للإبقاء على وطنهم محرراً عزيزاً.  

من وقت لآخر تسطر هذه الأمة حكايتها الخاصة فى صفحات التاريخ.. وتبدع فى تخليد سيرتها الشعبية سواء الجمعية أو الفردية لمن يختارهم القدر لأن يصبحوا أبطالا محوريين فى أوقات عصيبة.