نحن والعالم

لعبة عض الأصابع

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

المراقب لملف انضمام السويد لحلف الناتو والذى تعرقله تركيا منذ اكثر من عام، سيستمتع جدا بلعبة «الضغوط» التى تمارسها الأطراف المعنية بهذا الملف على بعضها البعض.

 بداية اللعبة كانت مع استغلال الغرب للحرب الروسية الأوكرانية لإغواء السويد وفنلندا للتخلى عن عقيدة الحياد العسكرى التى اتبعوها لعقود والانضمام لحلف الناتو، وذلك بهدف «الضغط» أمنياً على روسيا عبر تحويل بحر البلطيق لمنطقة نفوذ للناتو.ولأن الحلف يشترط إجماع كافة أعضائه على العضويات الجديدة، فقد أعطى ذلك فرصة لتركيا، صاحبة ثانى أكبر جيش فى الحلف، لممارسة «الضغط» على فنلندا والسويد لإسقاط حظر الأسلحة الذى فرضوه عليها فى 2019 بعد هجومها على شمال شرق سوريا، ولوقف دعم التنظيمات الكردية وتسليمها عشرات الأكراد المرتبطين بهذه التنظيمات.

ومع التزام فنلندا بتنفيذ هذه المطالب أقرت انقرة طلبها لتنضم رسمياً للحلف. اما طلب السويد فبقى معلقاً. ورغم إقرار الأخيرة لقانون جديد يجرّم «الانخراط فى منظمة إرهابية» وموافقتها على تسليم تركيا احد مؤيدى حزب العمال الكردستانى والذى تدينه انقرة بتهريب المخدرات، الاّ ان انقرة ترى ان ستوكهولم فشلت فى التطبيق الكامل لقوانينها الجديدة لمكافحة الإرهاب وكبح المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين» وبالتالى لا يمكنها إقرار طلب انضمامها.

فى المقابل تحاول أمريكا وأوروبا الضغط على انقرة للتخلى عن عنادها مستغلين ما يملكون من كروت، فتراوغ أوروبا بفيزا «الشنجن» معرقلة حصول المواطنين الأتراك عليها، فيما تساوم أمريكا انقرة بمقاتلات «إف-16» التى ترغب تركيا فى الحصول عليها. فى الوقت نفسه يحاول الرئيس اردوغان استغلال الوضع «للضغط» على إدارة بايدن لإذابة الجليد الذى يسود علاقاتها معه منذ قدومها للسلطة. 

وفى ظل الرغبة الأمريكية-الأوروبية لإنهاء انضمام السويد للناتو خلال قمة الحلف يوليو القادم يسابق الجميع الزمن الآن للفوز فى لعبة «عض الأصابع» والحصول على مبتغاه.