وجع قلب

الشخصية المصرية

هبة عمر
هبة عمر

تميزت الشخصية المصرية على مر عصور طويلة بسمات كانت أقرب إلى الثبات ولذلك يعتبرها العلماء سمات أصيلة لتمييزها عن سمات فرعية أو ثانوية قابلة للتحريك مع الظروف الطارئة، وكانت دراسة هذه السمات وتحولاتها موضوعا لدراسات علمية واجتماعية ثرية، لفهم طبيعة المصريين، منها دراسة الدكتورة عزة عزت التى صدرت فى كتاب عن دار الهلال عام ٢٠٠٠، والتى حددت سمات المصرى بكونه ذكيا، متدينا، طيبا، فنانا، ساخرا، عاشقا للإستقرار، وكان هذا يشكل الخريطة الأساسية للشخصية المصرية فى وعى المصريين ووعى غيرهم، وقد أدى إلى الثبات النسبى لهذه السمات ارتباطها بعوامل جغرافية ومناخية مستقرة نسبيا .

ويرصد الدكتور محمد المهدى الطبيب النفسى فى دراسة مهمة أجراها عام ٢٠٠٥ ماحدث من تحولات نوعية فى بعض السمات وتحولات نسبية فى سمات أخرى، فمثلا استخدم البعض ذكاءه فى الفهلوة، وتعددت صور التدين بعضها أصيل وبعضها غير ذلك، وقلت درجة الطيبة وحل محلها بعض الميول العنيفة أو العدوانية الظاهرة أوالخفية  ، وتأثر الجانب الفنى فى الشخصية تحت ضغط التلوث والعشوائيات، وزادت حدة السخرية وأصبحت لاذعة قاسية أكثر من ذى قبل وأحيانا متحدية فجة جارحة، أما عشق المصرى للاستقرار فقد اهتز كثيرا بعدما أصبحت البيئة المصرية طاردة نحو الخارج.

وإذا كانت الطبيعة السمحة البسيطة المعطاءة قد أعطت صفات إيجابية الشخصية المصرية فإن لها أيضا جانبا سلبيا ،  حيث منحت المصرى شعورا زائدا بالطمأنينة والسكينة وصل به فى بعض الأحيان إلى حالة من الكسل والتواكل والسلبية والتسليم للأمر الواقع والميل إلى الاستقرار الذى يصل أحيانا إلى حالة من الجمود . فالشخصية المصرية مثل الطبيعة المصرية لا تتغير بسهولة ولا تتغير بسرعة .

تستحق هذه الدراسة وغيرها من دراسات مهمة المزيد من  القراءة والفهم والتحليل أكثر مما نتسع له مساحة المقال.