ندى محسن
شهد فن الباليه رموزًا أبدعت وأيقونات فنية استطاعت أن تسطر اسمها بحروف من ذهب فى هذا العالم الراقص الفريد من نوعه، وكانوا سفراء في مصر والعالم أجمع، مما ساهم فى انتشارهذا الفن فى العالم ككل، بل عشقه محبى هذا العالم المليئ بالخيال والحركة، حتى دفع الكثير لاقتحامه والتفرد فيه، وكان من أبرز هؤلاء الفنانين الذين برعوا في فن الباليه، هم الراحلة ماجدة صالح والتي كانت أول “بالرينا” في مصر والتي رحلت عن عالمنا منذ أيام قليلة، ولكنها تركت إرثا ضخما ورائها، وبرز في هذا المجال أيضا العديد من الفنانين، منهم عبد المنعم كامل ومجدى صابر وسحر حلمى الهلالى، وهناك أيضًا فرقة باليه أوبرا القاهرة التي تُقدم عروضاً مميزة حتى اليوم.
عبد المنعم كامل
يعد د. عبد المنعم كامل أحد أشهر رواد فن الباليه في مصر والعالم، فقد أثرى هذا الفن بمئات الأعمال الخالدة خلال رحلة عطاء تجاوزت نصف قرن، تخرج من المعهد العالي للباليه عام 1969، ونال درجة الدكتوراة في الفنون من موسكو عام 1979، وعاد بعدها إلى مصر ليبدأ رحلة الاحتراف حتى أصبح أحد أهم فناني الباليه في مصر.
قدم عبد المنعم كامل عدد كبير من العروض على أكبر وأعرق مسارح العالم منها مسارح “البولشوي”، و”نوفوسبرسيك” بروسيا، “لاسكالا” بميلانو، “ماراكايبو”، “كراكاس” بفنزويلا، وإلى جانب عمله كعارض باليه، تعددت مواهب عبد المنعم كامل بين تصميم الرقصات والإخراج في 31 عملاً فنياً ضخماً منها 19 في مجال الباليه، و12 من الأوبرات العالمية أبرزهم “الصمود”، “الوطن”، “عيون بهية، “كارمن سويت”، “كوبليا”، “أوزوريس”، “خطوات مصرية”، “أبو سمبل”، “النيل”، “دون كيشوت”، “روميو وجوليت”، “بحيرة البجع”، “كسارة البندق”، “جيزيل”، “القرصان”، “سندريلا”، “أوبرا عايدة”، “ألف ليلة وليلة”، “حلم تانجو”، وأوبرا “الأرملة الطروب”.
وخلال مشواره الفني حصد العديد من الجوائز والتكريمات منها نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى في الفنون من الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة الاحتفال بإنشاء فرقة الباليه المصرية عام 1966، ونال لقب “فارس” من رئيس جمهورية إيطاليا السيد كارلو تشامبي عام 2003 تقديراً للتعاون الثقافي بين دار الأوبرا وإيطاليا، كما حصل على درع الأوسكار الفضي من مهرجان وادى المعابد بمدينة أجريشينكو في إيطاليا عام 2004، ووسام “فارس” في الفنون والآداب من وزارة الثقافة والاتصالات الفرنسية عام 2007، وأيضاً وسام “ضابط كبير” من السفارة الإيطالية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون لعام 2007، وميدالية الوردة البيضاء من رئيسة جمهورية فنلندا عام 2009، كما كرمه رئيس الوزراء الصيني عام 2010، وتم تكريمه أيضاً من سفارة السودان بالقاهرة عام 2010، بالإضافة إلى تكريمه من إدارة أوبرا المتروبوليتان الأمريكية عام 2012.
وكللت مجهوداته ونجاحاته بشغل العديد من المناصب الهامة أبرزها مديراً فنياً لفرقة باليه أوبرا القاهرة من عام 1983 حتى 2005، ورئيس البيت الفني للموسيقى والأوبرا والباليه من عام 1998 حتى 2004، ومستشاراً فنياً لرئيس الأوبرا، ورئيس لجنة شئون الفنانين بالهيئة العالمية للمركز الثقافي القومي، وغيرها الكثير من المناصب حتى تولى منصب رئيس دار الأوبرا منذ عام 2004 حتى 2011.
مجدي صابر
د.مجدي صابر، -رئيس دار الأوبرا المصرية السابق- هو أحد الذين تميزوا في فن الباليه، التحق بمعهد الباليه في صغره، وكان طالباً متميزاً في عيون أساتذته، وشارك في العديد من العروض على مسرح الأوبرا المصرية، وكان يسعد عندما يُصفق الجمهورلأدائه، وهو ما جعله يتمسك بمهنة راقص الباليه رغم غرابتها وعدم الوعي بقيمة فن الباليه في السابق.
انطلق وهجه بعدما تولى د.عبد المنعم كامل منصب رئيس دار الأوبرا، حيث كانت تجمعهما علاقة صداقة قوية، وقدموا معاً العديد من العروض المتميزة، ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مدرباً في فرقة الباليه، وأصبح بعدها مساعداً للدكتور عبد المنعم كامل، وصمم العديد من الاستعراضات التي وصل عددها إلى 50 عملاً فنياً أبرزهم “الليلة الكبيرة”، و “ليلة مصرية”، “البهلوانات”، “روميو وجولييت”، “أكسير الحب”، وغيرها من الاستعراضات الهامة التي كانت تُشارك في الحفلات الافتتاحية لمهرجان الموسيقى العربية.
وتوقع البعض تحيزه لفن الباليه أثناء توليه منصب رئيس دار الأوبرا، لكنه نفى هذا الأمر في حوار سابق مع “أخبار النجوم”، وذكر أنه عندما شغل منصب رئيس البيت الفني لمدة عام لم ينحاز لفرق الباليه، بل اهتم بجميع مجالات الفنون الأوبرالية لقناعاته أن جميع أنواع الفنون لا تقل أهمية عن غيرها، وتمنى تأسيس فرقة باليه مصرية 100% بالاستعانة براقصات ومخرجين مصريين، لكن هذا الأمر صعب تحقيقه حالياً نظراً لوجود عجز في العنصر النسائي، حيث يتم الاستعانة بالراقصات الأجانب.
سحر حلمي الهلالي
وتنضم سحر حلمي الهلالي إلى قائمة أبرز وأِشهر راقصات فن الباليه في مصر والعالم، اكتشف والدها موهبتها منذ نعومة أظافرها لتلتحق بمدرسة الباليه في سن 8 سنوات، ومن ثُم شاركت بعروض كثيرة وهي طفلة، وكانت ستغير طريقها إلى المحاماة، لكن والدها الكاتب الصحفي الكبير حلمي الهلالي هو مَن شجعها على مواصلة مشوار الفنى حتى تخرجت من المعهد العالي للباليه بأكاديمية الفنون، ثُم إلتحقت بفرقة باليه أوبرا القاهرة عام 1991، وانطلقت في رحلتها مع الباليه، وقدمت عروضاً عديدة على أهم وأشهر مسارح مصر والعالم.
شاركت سحر في عدد كبير من عروض الباليه العالمية الشهيرة منها “لوركيانا”، “كسارة البندق”، “بالرغم من كل شيء”، “أوديسيوس”، “تانجو”، “شطرنج شكسبير”، “رقصات نلتقي بها”، “الثورة”، “الأهرامات والثورة”، كما اشتركت في تقديم أوبرا عايدة فى عدة مناطق، منها الأقصر وأهرامات الجيزة، وبكين، وقامت ببطولة أوبريت “البركان” مع في احتفالات أكتوبر عام 1999.
ومن الناحية الأكاديمية، حصلت سحر على درجة الماجستير في الفنون عام 1997، وكذلك على دبلوم الدولة لأستاذة الرقص من فرنسا عام 2004، ثم حصلت على الدكتوراة عام 2007، وشغلت منصب عضو هيئة تدريس بالمعهد العالي للباليه على درجة مدرس بقسم تصميم وإخراج الباليه، كما تقوم بتقديم برنامج “فن الباليه” بالتليفزيون المصري، وقامت مؤخراً بتأليف كتابين بعنوان “مرحلة ما بعد الحداث في فن الباليه”، و “الرقص الشرقي المصري بين الماضي والمستقبل”، وتم اختيارها مؤخراً من قبل القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية ضمن 100 سيدة عربية مُتميزة أثناء احتفالهم بيوم المرأة العالمي.
باليه أوبرا القاهرة
ومن أعرق وأشهر الفرق على مستوى العالم، هي فرقة باليه أوبرا القاهرة التي انضمت وأصبحت أحد الفرق التابعة لدار الأوبرا المصرية عام 1991، وقدمت الفرقة أولى عروضها عام 1966 بعنوان “نافورة باختشيسراى” ثم انطلقت خارج حدود مصر عام 1972، حيث طافت العديد من دول العالم منها روسيا، بلغاريا، فرنسا، ألمانيا، يوغوسلافيا وتونس.
وقد تأسست الفرقة عام 1966، وكانت حينها تابعة للمعهد العالي للباليه، وتأثرت الفرقة في بداياتها بالباليه الروسي والكلاسيكي، حيث اعتمدت الفرقة على العروض الكلاسيكية، مثل “كسارة البندق”، “جيزيل”، “باخيتا”، ثم بدأت الفرقة رحلة البحث عن هوية خاصة تُميزها، فبدأ ظهور الخط المعاصر في أعمال الفرقة من خلال مخرجين ومصممين رقصات مصرية، وهو ما ظهر واضحاً عندما قدم باليه “أوزوريس” للمؤلف الموسيقي جمال عبد الرحيم عام 1984، ومعبد الموسيقى للفنان انتصار عبد الفتاح، كما قدمت الفرقة عدد من الأعمال المصرية منها باليه “خطوات مصرية”، وباليه “النيل” على موسيقى الموسيقار عمر خيرت.
وتمتلك الفرقة في مشوارها مجموعة كبيرة من أشهر العروض الكلاسيكية العالمية منها “هاملت”، “روميو وجوليت”، “بحيرة البجع”، “دون كيشوت”، “كسارة البندق”، “جيزيل”، “لوركيانا”، “طقوس الربيع”، “كارمينا بورانا”، “سندريلا”، “يوليرو”، “رقصات حتى نلتقي”، “وبالرغم من كل شيء”، وقدمت الفرقة باليه “كليوباترا” لأول مرة عام 2019.
اقرأ أيضًا : وداعاً فراشة مصر.. ماجدة صالح