شؤون الحرمين تستقبل حجاج بيت الله الحرام بالهدايا 

شؤون الحرمين تستقبل الحجاج بالهدايا
شؤون الحرمين تستقبل الحجاج بالهدايا

 قدمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالتي شؤون المسجد الحرام والعلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية، الضيافة والاحتفاء لحجاج بيت الله الحرام ضمن مبادرة " حفاوة " التي تندرج ضمن حملة الرئاسة " خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا " في عامها الحادي عشر.

وأوضح وكيل الرئيس العام المساعد بالمسجد الحرام جنادي بن علي مدخلي أن المبادرة تهدف إلى تقديم الضيافة والاهتمام بالضيوف الكرام حجاج بيت الله الحرام تزامنًا مع دخول موسم الحج، وذلك من خلال توفير كافة سبل الراحة والتسهيلات للحجاج والمعتمرين بالمسجد الحرام، وتوفير أفضل الخدمات التي تسهم في جعل زيارتهم للحرمين الشريفين تجربة متكاملة ومميزة.

اقرأ أيضًا: السعودية ترفع درجة الاستعداد القصوى لذبح الأضاحي قبل موسم الحج

وحرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على توفير كل ما يلزم لضيوف الرحمن، وتحقيق أفضل الخدمات والتسهيلات لهم، وذلك ضمن سعيها المستمر لتحسين الخدمات وتطويرها، لتحقيق رؤية الرئاسة التطويرية 2024م في إثراء تجربة ضيف الرحمن .

هذا ويستعد قطار المشاعر المقدسة أحد أبرز المشاريع التي نفذتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الـ 15 الماضية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو المشروع الذي نال العديد من الجوائز كجائزة فرانس إيدل مان أوارد بالولايات المتحدة الأمريكية لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية، كما تم اختياره من قبل منظمة الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية من بين أفضل 24 مشروعًا على مستوى العالم خلال المائة عام الماضية.

وهو قطار كهربائي ترددي صمم يخدم ضيوف الرحمن في موسم الحج من كل عام فيقوم بنقلهم بين المشاعر المقدسة بين كل من منى وعرفات ومزدلفة.

ودخل قطار المشاعر المقدسة الخدمة في نوفمبر من العام ٢٠١٠ وذلك بعد قرابة العامين من بدء أعماله الإنشائية والتي نفذت عبر الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية السعودية المحدودة.

ويعمل قطار المشاعر المقدسة على خط حديدي يبلغ طوله ١٨ كيلومتراً ينطلق من منطقة تخزين القطارات ليعبر تسع محطات ثلاث في مشعر عرفات وثلاث في مشعر مزدلفة وثلاث في مشعر منى آخره تقع بجوار جسر الجمرات وتبلغ سرعة القطار ٨٠ كيلو متراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة.

ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من ١٧ قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد ثلاثة الآف راكب في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ ٢٠٪ من مجموع ركابه، لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية ٧٢ ألف راكب في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد على ٣٥٠ ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة.

وروعي في تصميم المحطات عدة أمور لتسهيل تنقل الحجاج أثناء دخولهم للمحطات وركوبهم للقطار وأثناء مغادرتهم له، من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين يستخدمون قطار المشاعر المقدسة، فتم فصل منطقة الانتظار عن منطقة الصعود وكذلك تم فصل رصيف الصعود عن رصيف المغادرة، وتحتوي محطات قطار المشاعر المقدسة على جسور ربط مخصصة لنقل الركاب للدور الأرضي للمحطة من الجهة المقابلة لها، وكذلك على منحدرات مخصصة لنقل الركاب من رصيف المحطة، بالإضافة لمصاعد كهربائية تهدف لتسهيل دخول وخروج الحجاج للمحطة وبشكل خاص كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.

كما روعي في تصميم المحطات عدد أبواب الدخول والخروج للقطار والبالغ عددها ٦٠ بابًا لكل جانب حيث تحتوي المحطات على العدد ذاته من الأبواب لتسهم في دخول وخروج سلس للحجاج أثناء رحلتهم على متن القطار.

ويسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر، فبالإضافة إلى وصول هذا العدد الكبير من الحجاج بيسر وسهولة لأداء مختلف المناسك في وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى فإن وجود القطار يسهم في ازاحة ما يقارب الخمسين ألف حافلة ركاب من الطرق أثناء موسم الحج، وهو ما يخفض من الازدحامات المرورية وكذلك يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية.

ويعد قطار المشاعر المقدسة من القطارات صديقة البيئة حيث يعمل بالطاقة الكهربائية وهو الأمر الذي يجعل مستوى انبعاثاته الكربونية صفرياً ويسهم في الحفاظ على البيئة في منطقة المشاعر المقدسة والحفاظ على الصحة العامة لحجاج بيت الله الحرام.

ولقطار المشاعر المقدسة أسلوب تشغيلي خاص به لا يتواجد في أي قطار آخر في العالم حيث يعمل بالنظام الترددي (المترو) فيتم تنظيم حركة القطار وفقاً للاحتياج اليومي في موسم الحج وبحسب النسك المفروضة لكل يوم فيتم من خلال مركز التشغيل والتحكم بالمقر الرئيسي لإدارة القطار تحديد مواقع مرور وتوقف القطار وذلك من خلال خمس حركات مختلفة تبدأ من اليوم السابع من ذي الحجة وحتى نهاية أيام التشريق.

وقد انتقل تشغيل قطار المشاعر إلى سار  إثر قرار مجلس الوزراء رقم 538 وتاريخ 16/9/1440هـ، القاضي بإسناد عملية تقديم الخدمة والصيانة والتشغيل لقطار المشاعر المقدسة إلى الخطوط الحديدية السعودية (سار) وتلا ذلك في الأعوام التالية إسناد عملية إدارة الحشود والخدمات الأمنية إلى الشركة.

وقد تمكن قطار المشاعر من نقل مليونين و300 ألف راكب خلال موسم الحج ١٤٤٠هـ وذلك عبر ٢١٧٠ رحلة، وتوقف قطار المشاعر المقدسة بعد ذلك عن العمل عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١ في ظل جائحة كورونا، ليعود للعمل مجدداً في العام ٢٠٢2 حيث قام بنقل مليون و 350 ألف راكب في موسم الحج الماضي ١٤٤٣هـ وذلك عبر ٢٢٢٨ رحلة.

ومنذ تولي سار مسؤولية إدارة وتشغيل قطار المشاعر المقدسة حرصت على تطوير البنية التحتية وكذلك الأنظمة التشغيلية للقطار، فقد نجحت هذا العام في إضافة أكثر من ٩٦ معدة صيانة ميكانيكية وكهربائية لتسهم في توفير الصيانة الثقيلة للقطارات. فتم خلال الأشهر الماضية إعادة تأهيل عدد ٩ قطارات بالكامل وذلك ضمن خطتها لصيانة وتأهيل القطارات. 

كما قامت بترقية وتطوير أنظمة التواصل مع الركاب من خلال الشاشات والأنظمة الصوتية، وكذلك تبنت (سار) عملية تطوير وتحسين أنظمة الإشارات والاتصالات المختلفة التي تستخدم على الخط الحديدي أو في مركز التشغيل والتحكم.