مهرجان كان السينمائي

مراد مصطفى : أبطال أفلامى حقيقيون

المخرج مراد مصطفى
المخرج مراد مصطفى

طارق سعيد أحمد

تلقيت خبر فوزه بجائزتين الأولى هي “رايل دور” في مسابقة “أسبوع النقاد للأفلام القصيرة”، أما الثانية فهي جائزة الجمهور بعد عرض الفيلم في مدينة “ڤالبون” وسط عدد كبير من الحضور الجماهيري الذي قام بالتصويت على مسابقة الأفلام القصيرة بـ”أسبوع النقاد” في مهرجان “كان” عن إخراجه فيلم قصير تحت اسم “عيسى”، وأظنه مصنف من الأسماء المحملة بالدلالات..

مراد مصطفى مخرج مصري من مواليد القاهرة 1988 مقيم في فرنسا حاليا، عمل في عدة أفلام مستقلة، وتعاون كمخرج منفذ في فيلم “سعاد”، الذي تم اختياره رسميًا في مهرجان “كان” السينمائي، وهو خريج برامج عالمية مرموقة مثل “Berlinale Talents - مواهب برلين”، “أكاديمية لوكارنو” و”مصنع سينما العالم”، كتب وأخرج 3 أفلام قصيرة اختيرت جميعها في مهرجان “كليرمون فيران” السينمائي الدولي، الذي يعد أهم مهرجان متخصص في الأفلام القصيرة بالعالم، وتم اختياره في 3 سنوات متتالية، وعُرضت أفلامه في أكثر من 300 مهرجان دولي، وفازت بالعديد من الجوائز. 

يعمل مراد حاليًا على تطوير فيلمه الروائي الطويل “عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن” في برنامج “سينيفونداسيون” بمهرجان “كان” السينمائي، جنبًا إلى جنب مع “تورينو” فيلم لاب وروتردام لاب، وقد حصل المشروع مؤخرًا على عدة منح مالية من جهات مختلفة مثل مهرجانات “الجونة” و”البحر الأحمر”.

بدأ حوارنا معا بسؤالي له: “كيف انطلقت فكرة الفيلم؟”، ومتشوقا أن أعرف أيضا “كم استغرق تصوير الفيلم؟.. وكيف كانت أجواء التصوير؟”، ليجيب مصطفى: “انطلقت رحلة صناعة الفيلم منذ 3 سنوات تقريبا، وبدأت الفكرة عند المنتجة سوسن يوسف، ومن هنا بدأنا العمل سويا على السيناريو، وتم تطوير المشروع في معامل هامة مثل معمل (مواهب مهرجان برلين)، وحصلنا على بعض الدعم المادي خلال ذلك، فهي رحلة طويلة وشاقة، لكنني سعيد وفخور بها جدا، حيث الفكرة الفيلم هي تكملة لما بدأته، وليس شيئا جديدا، فأول أفلامي هو (حنة ورد) عن (حنانة) سودانية تعيش في مصر، وكلا الفيلمين الهدف منهم حكي قصص مختلفة بعيون أبطال مختلفين يعيشون داخل المجتمع المصري”.

ويضيف: “استغرق تصوير الفيلم 3 أيام في 3 مدن مصرية، بين القاهرة والدقهلية والإسكندرية، وكانت أجواء التصوير جميلة وهادئة، لأني اعمل مع نفس فريق العمل، وهذا الفيلم الرابع لنا سويا، فأصبح هناك تفاهم كبير بيننا، وذلك سهل عملية التصوير وجعل المناخ جيدا، وفريق العمل جميعهم من غير المحترفين، أو بمعنى أدق هم غير ممثلين، فأنا دائما اعمل مع ذلك النوع من غير المحترفين، وأفضل ذلك لأنهم يمتازوا بشيئا طازجا وحقيقا ومشاعرهم تصل للقلب أسرع، لأنهم أناس حقيقيون لا يمثلون الشخصيات التي في الفيلم، بل هم الشخصيات نفسها، وهذا فرق كبير بين الممثلين والغير ممثلين”.

كان

سألته عن تلك الأجواء الكرنفالية لمهرجان “كان”، وكيف وصل الفيلم للمهرجان؟، وعن أجواء العرض أيضا، وحيثيات فوز الفيلم، كما دفعني فضولي لأعرف أين تقع السينما “المصرية / العربية” على خريطة العالم؟ وكانت إجابته: “نسخة الفيلم كانت جاهزة للتقديم لمهرجان (كان) في فبراير 2023 ثم بعد وقت قصير علمنا أن الفيلم في القائمة القصيرة، ثم بعد ذلك تم اختيار الفيلم، وكنا سعداء جدا بذلك، لأن المشاركة في (كان) شرف كبير لأي مخرج، وخطوة هامة للأمام، وكانت أجواء العرض هائلة، حيث امتلأت قاعه العروض والتذاكر نفذت قبل العرض بـ3 أيام، وكان استقبال الجمهور للفيلم مفاجئ بالنسبة لي، فكان هناك تصفيق واحتفاء كبير بالفيلم”.

وعن حيثيات الفوز بالجائزتين يقول: “الجائزة الأولى هي الـ(رايل دور) في مسابقة (أسبوع النقاد الأفلام القصيرة) مؤهلة لعدد جيد من الجوائز، وهذه أحدهم، فهي جائزة مرموقة يقوم بالتصويت عليها من قبل لجنة تحكيم، خاصة من 100 ناقد من (جمعية نقاد ومحبي السينما)، وكانت مفاجأة أننا حصلنا عليها، لأنها من قبل عدد كبير من النقاد.. أما الجائزة الثانية فهي جائزة الجمهور، وقد حصل عليها الفيلم بعد عرض الفيلم في مدينة (ڤالبون) وسط عدد كبير من الحضور الجماهيري الذي قام بالتصويت على مسابقة الأفلام القصيرة بأسبوع النقاد، وأخبرنا بعد يوم العرض أن نتائج فرز الأصوات قد اختار فيلم (عيسى) ليمنحوه جائزة الجمهور”.

ومعترضا على سؤال “كيف تصل بفيلمك إلى مهرجان (كان)؟”، قال مصطفى: “ليس هناك مصطلح مثل هذا.. فالطريق إلى (كان) يجب يكون نحو الاجتهاد وصنع فيلم جيد يعجب صانع الفيلم أولا.. والطريق إلى ذلك يتطلب مجهود شاق وكبيرا، فيجب أن تكون راصد جيد لما يدور حولك في مجتمعك وتكون مطلع على الأفلام الحديثة وأساليب السينمائية المتطورة، سواء في الحكي أو التكنيك، وثالثا أن يكون لديك مشروع وهدف في الحياة تريد أن تحكيه في أفلامك، أو تطرح فيه وجهات نظرك.. لكن الطريق إلى (كان) شيء عظيم وشرف كبير، فهو أهم مهرجان سينمائي في العالم، لكن الأهم التفكير أولا في صنع فيلم جيد”.

مؤكدا على أن الدورة الأخيرة للمهرجان هي دورة عربية بإمتياز، ليس فقط بسبب كم الأفلام المشاركة، بل أغلبية الأفلام العربية حصلت على جوائز متنوعة في كل الأقسام، سواء الطويلة أو القصيرة أو الوثائقية، مستطردا: “أنا فخور كوني مخرج مصري عربي أفريقي بعد ذلك النجاح الكبير الذي تحقق هذا العام هناك”.

مشاريع مقبلة

اختتم مصطفى كلامه بالقول: “أعمل الآن على تطوير مشروع فيلمي الروائي الطويل الأول (عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن)، وهو في مرحلة الكتابة الآن، وتم اختياره أيضا في مهرجان (كان) ببرنامج (السينفديسون) لتطوير المشاريع السينمائية، وقد حصل المشروع على بعض المنح العربية والدولية، وأيضا تكملة لما بدأته وبطلته مهاجرة أفريقية تعيش في مصر”.

اقرأ أيضًا : ‏Cannes 2023.. أفراح السينما العربية


 

;