بدون تردد

مصر.. وقطر واستقرار السودان

محمد بركات
محمد بركات

من الطبيعى والمسلم به عربيًا وإفريقيًا ودوليًا، أن تكون مصر الدولة والشعب من أكثر الدول والشعوب حرصًا على استقرار الأوضاع فى السودان الشقيق، وأن تكون فى مقدمة الدول والشعوب فى العالم كله سعيًا لإحلال الوئام فى ربوع الأراضى السودانية.

ومن الطبيعى والمسلّم به أيضًا أن تكون الأكثر سعيًا للعمل على إغاثة الأهل والأشقاء فى السودان، وتقديم المساعدات الإنسانية الواجبة واللازمة فى جميع الملمات والظروف الصعبة التى تواجه الشعب السودانى الشقيق.

تلك حقيقة ثابتة وراسخة فى الوجدان الرسمى والشعبى المصرى، تجاه الأشقاء فى السودان على مر العصور، منذ نشأة المجتمعات والشعوب وقيام الدول فى هذه المنطقة من العالم.

والمؤكد أن هذه الحقيقة تزداد رسوخًا ووضوحًا فى كل يوم، بحيث أصبحت واقعًا ثابتًا على الأرض، مؤيدة بثوابت الجغرافيا ومجريات ووقائع التاريخ الإنسانى، الممتد منذ فجر الحضارة ومولدها فى رحاب وادى النيل بشطريه الشمالى والجنوبى.

وفى هذا الإطار جاء الاتفاق المصرى القطرى، الذى جرى بين الدولتين الشقيقتين على العمل المكثف لاحتواء الأوضاع الإنسانية بالسودان، وتسهيل انسياب المساعدات الإغاثية للشعب السودانى، فى نطاق السعى للتخفيف من معاناته وتجنيب المدنيين تداعيات القتال الدائر هناك.

ولتحقيق ذلك جاء الاتفاق بين الرئيس السيسى والشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر، فى الاتصال الذى تم بينهما، على إطلاق مبادرة مشتركة لدعم وإغاثة الشعب السودانى، للتخفيف من آثار وتداعيات الأزمة الراهنة على الأشقاء السودانيين وخاصة اللاجئين، من خلال تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.

وغنى عن البيان أن أمن واستقرار السودان الشقيق، هو جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار العربى والإفريقى بصفة عامة وأمن واستقرار مصر بصفة خاصة،...، ولذلك كان من الطبيعى والمسلّم به أيضًا، أن تسعى كل من مصر والشقيقة قطر إلى دعم الشعب السودانى الشقيق فى مواجهة التحديات والظروف الصعبة التى تواجهه حاليًا.