زينب إسماعيل تكتب: حتى يكون «الهجر» جميلا

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

الهجر "الجميل" هوألا يقطع الهاجر الصلة بينه وبين الشخص المهجور بالكلية وأن يترك الباب مواربا  حتى يتسنى له الرجوع و من الهجر الجميل هجر عن الأقوال والأفعال التي تغضب الله ، وقد أمر الله  نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل، فالهجر الجميل‏:‏ هجر بلا أذى، والصفح الجميل‏:‏ صفح بلا عتاب.. مع الأسف أحوالنا هذه الأيام تشهد في أحيان كثيرة خاصة علي مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحت أحد أهم عوامل التفسخ الإجتماعي خاصة التعليقات اللاذعة والفاضحة  في أحيان كثيرة الخاصة بالمتخاصمين بين الاصدقاء أو حتي في العائلة الواحدة، الجديد في الأمروقد لا يهمنا ولكن احوالنا تكاد تكون متشابكة معه ألا وهي الخلافات العجيبة والفاضحة في أحيان كثيرة بين المشاهيرالذين من المفترض أن يكونوا القدوة والمثل في كل جميل من الأفعال و الأقوال  ! وهذا الحال  في مجملة لايرضي به الا كائن واحد هو الشيطان الرجيم ويقابله غضب من الله ورسوله.

اخترت لك عزيزي القارئ مثال رائع للتصالح بعد الجفوة بين "أخوين".. فعندما حدثت جفوة وقطيعة بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً، فتفارقا مُتغاضبين ترك المكان محمد ابن الحتفية فلمّا وصل إلى داره  كتب رسالة الي أخيه الأكبرالحسين، فلما وصلت للُحسين فتحهـا فإذا بها مكتوب بدأ ببسم الله الرحمن الرحيم قال فيه: من محمد بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسين بن علي بن أبي طالب أما بعد : فإنَّ لك شرفا لا أبلغه ، وفضلا لا أدركه ،أني نظرت فوجدت أنك خير مني فأنت ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله فأمك خير من أمي ، وجدك رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من جدي .

ولقد سمعت أبانا عليا رضي الله عنه يقول عن جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" فإذا قرأت رسالتي هذه فالبس رداءك ونعليك فتعال إليّ وصالحني، حتّى يكون لك الفضل عليّ في كل شيء، وإني أناشدك بالله أن تبدأ أنت بالسلام، وإياكَ أن أكونَ سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني. وما أن انتهي الحسين من قراءة الرسالة .. عندها ارتدي رداؤه ولبس نعليه وذهب الي اخيه محمد وتصالحا.. وهكذا يكون العتاب والتصالح .

وحتي تتغير أحوالنا السيئة عند الخصام والإختلاف أنصح نفسي وأنتم معي باتباع القاعدة النبيوية بألا نكون "المتخاصم" الذي اذا خاصم فجر بل ننتهج بمنهج  خيرهما من يبدأ بالسلام، وإن كان هناك هجرا أن يكون هجرا جميلا لا أذية فيه ولا تشفي ، إنما هجر العتاب الذي يزيد المحبة  لأنه إذا اشتمل علي عبارات جرح العواطف والمشاعر والتلاعب بها وفضح ما كان من الأسرار..هنا قد لايكون الهجر جميلا.