ذكريات إذاعية.. فنجان قهوة مع يحيى العلمي

ميرفت رجب
ميرفت رجب

كدت لا أصدق ما سمعته أذناى، فالصوت ليحيى العلمي، والكلام؛ دعوة على فنجان قهوة فى مكتبه، أنهيت المكالمة التليفونية بالشكر، وعلى الفور، قطعت مسافة الدورين الفاصلين بين الدور الثالث حيث مكتبى، والخامس حيث مكتبه فى شبه عدو، من أثر بهجة نقلها إلى صوته عبر التليفون وهو يعرفنى أنه استمع إلى حلقة الأمس من برنامجى (قصة عربية)، ناهيك عن كلمات الثناء التى أثلجت صدري، وجعلتنى أعرفه أننى أعتبرها شهادة تقدير تكافئني على مابذلت من جهد فى كتابة (صفاء) وهى من تأليف د.طه حسين.

أتاح فنجان القهوة فرصة كافية للرد على استفسارات الأستاذ يحيى العلمى؛ ما الذى أخذ مذيعة الأخبار إلى عالم التمثيلية الإذاعية، وحين حكيت له عن تعلقى بالراديو منذ أيام الاستماع إلى برنامج حديث الأطفال لمحمد محمود شعبان (بابا شارو) مرورا بالصور الغنائية حتى وصلنا للمسلسلات والبرامج الدرامية، مثل ساعة لقلبك و46120، لم يندهش، بل أمّن على كلامى عندما أوضحت له أننى أدركت منذ نعومة أظفارى أن صيغة التمثيلية الإذاعية هى الأنجح فى جذب المستمعين، ونفس الشىء حدث مع التلفزيون، حدثته عن أسماء زرعت فى قلبى شغفا بكتابة التمثيلية، السيد بدير ومحمد على ماهر وعبد الفتاح مصطفى وطاهر أبو فاشا، تابعت إبداعاتهم على مر السنين، وانتبهت لأسماء مخرجين أمجاد مثل يوسف الحطاب ومحمد محمود شعبان ومحمود الشريف ومحمد علوان ومصطفى أبو حطب وديمتري لوقا، ولم أكن لأنسى الإشارة إلى من كتبوا وأخرجوا برامجهم الدرامية مثل الأستاذين إيهاب الأزهرى وعلى عيسى.

◄ اقرأ أيضًا | منى زكي أفضل ممثلة درامية ودينا الشربيني أفضل ممثلة كوميدية

كان هذا أول لقاء لى بيحيى العلمى الذى كان فى ذروة مجده فى تلك الأيام، وقبل أن ينتهى اللقاء دعانى للكتابة للتلفزيون، بل وحثنى على الإسراع فى ذلك.

أخذت طريق العودة إلى مكتبى نزولا بطيئا على السلالم، فقد أثقل رأسى عرض الكتابة للتلفزيون، ولم يخفف العبء سوى قرارات حاسمة؛ قلت لنفسى إننى لن أخبر أحدًا بهذا الكلام لأرحمها من ضغوط أتوقعها ممن سيرون أن عرض الأستاذ يحيى العلمى لا يُرفَض، وقررت أن أُرجئ اعتذارى وأكتفى بالصمت، والقرار الأهم أن أصرف ذهنى تماما عن أى تفكير فى ذلك العرض، إذ لم يكن لى قِبَلٌ بإغضاب الأستاذ فهمي عمر الذى كان رئيسا للإذاعة فى ذلك الوقت.