من الآخر

دعم الناشئين.. والأمل الأبيض

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

> هناك حالة تقصير شديدة بالأندية الكبيرة تجاه قطاعات الناشئين.. الوضع الآن يختلف تماما عن أيام زمان حيث إن معظم الأندية كانت تعتمد على أبنائها، كان يوجد مدربون نجوما بمعنى الكلمة ليس عندما كانوا لاعبين فقط ولكن بعد أن اقتحموا مجال التدريب وأصبح لهم اسماء فى الوطن العربى.

عندما تأتى بطولة ودية أو تنشيطية أو حتى صيفية التى كانت تجمع معظم الأندية على شط الإسكندرية خلال فترات الإعداد تكون هذه المنافسات بوابة لانطلاق المواهب الجديدة التى تصبح نجوما فيما بعد، وحتى عندما جاء كأس الرابطة بدأت الأندية بمنح الفرصة للاعبين الشباب ولكن الحلو ميكملش لأن سياسية شراء اللاعب ولا تربيته هى الأسهل والأقرب للنجاح السريع.

لا يوجد لاعب صاعد فى المنتخب الأول ولا يوجد لاعب صاعد فى الفرق الكبرى هذا الموسم الا نادرا، وربما كان سيف جعفر وحسام عبدالمجيد ويوسف أسامة نبيه هم الأبرز ولكن ثلاثى الزمالك مازال أمامه وقت حتى يلعب فى منتخب فيتوريا لأن  أصحاب الخبرات أفضل.

جميل أن يعيد الأهلى أبناءه الذين يحققون نجاحات كبيرة الى الجزيرة.. أقصد بدر رجب الذى عاد إلى أحضان القلعة الحمراء والذى نجح فى المنطقة العربية مع قطاعات الناشئين وربما يكون له دور فى تقديم نجوم جديدة للكرة المصرية وهو مؤهل لذلك، لا أعرف من يتولى الإدارة الفنية لقطاعات الناشئين فى الأندية الأخرى ولكن الوضع اختلف فى أندية كانت تصدر النجوم بالفعل مثل انبى والمقاولون العرب وهذا يعنى أن على اتحاد الكرة أن يضع خطة شاملة من أجل إحياء  ذكرى الاهتمام بالشباب والناشئين والا ستظل هوجة الشراء عمال على بطال .. يكسب الغنى ويخسر الفقير وتضيع المواهب ولا تجد لها مكانا.

الأمر لا يتوقف على قطاع الناشئين فقط فلابد من نظرة عميقة من قيادات الرياضة والأندية على الأكاديميات الخاصة المنتشرة فى كل مكان والتى لا يوجد لها صاحب .. أسماء كبيرة وربما عالمية تجذب أولياء الأمور الطامعين والطامحين فى أن يكون أعز الناس محمد صلاح ويدفع الأب «دم قلبه» مع مدرب «على قده» لا يستطيع أن يعلم أى مهارة من مهارات كرة القدم لأنه لم يمارس أو يلعب الساحرة المستديرة من الأساس.

لا يختلف اثنان على أن الرياضة فى الإسكندرية كانت إحدى ركائز المنتخبات الوطنية ليس على مستوى كرة القدم فقط ولكن على مستوى معظم الألعاب الجماعية والفردية .. تراجع الأولمبى والترام وغيرهما ويجدف سبورتنج وسموحة فى كل الألعاب ولكن تظل السيطرة والشعبية وحب الجماهير لزعيم الثغر الاتحاد السكندرى لا خلاف على أن سيد البلد تعرض لمحن شديدة وكاد أن يهبط ويبتعد عن دورى الكبار  لولا وقفة وتشجيع ومساندة العاشقين للصرح السكندرى .. أقصد محمد مصيلحى الذى تدرج فى الكادر الإدارى داخل الاتحاد حتى وصل إلى رئاسة النادى.

من حق جماهير الاتحاد أن تغضب وتحزن عند الخسارة ولكن ليس من حقها وغيرها أن تتطاول وتخرج عن النص وتوجه الألفاظ الخارجة الى كل اسم داخل مجلس الإدارة بعينه وهو ما يرفضه مجلس محمد مصيلحى الذين يتمسكون باستقالتهم.. نداء الى جماهير الإسكندرية رحيل هذا الرجل ومجلسه الذى صرف ما يقرب من 150 مليون جنيه على الاتحاد فى هذه الفترة يعنى الإنتحار لأن البديل غير موجود ولن يعطى ما أعطاه المجلس السكندرى الآن.

الأندية الشعبية فى محنة كبيرة ويجب على  جماهير الاتحاد  أن تدرك ذلك وإن كان فى اعتقادى أن الأمور داخل فريق الكرة أفضل كثيرا من سنوات ماضية ونفس الأمر بالنسبة لكرة السلة معشوقة الإسكندرانية رغم خسارتها من الأهلى بطولة الدورى  ولكن الحقيقة أن جيل الأهلى الحالى أفضل.. الإصلاح مطلوب ووجود المجلس الحالى هو استمرار للإصلاح ورحيله نهاية للصرح الأخضر.

> مهما كانت العتمة فلابد أن يأتى النور.. أقصد أنه مهما اشتدت الأزمات داخل نادى الزمالك فإن الآمال كبيرة أن يكون القادم أفضل لأننى على قناعة بأن جميع الجهات وأولهم الوزير د. أشرف صبحى يهمهم مصلحة الزمالك ليس بحكم المنصب فقط ولكن بحكم الانتماء والقناعة الكبيرة بأن الزمالك صرح رياضى كبير جدا فى إحداث الانطلاقات الكبرى وأنه ركن أساسى فى منظومة الرياضة المصرية ؛ وللحق فإن الزمالك مظلوم بناسه نجد أن التقييم لأى أمر أو لأى إنجاز أو كبوة يكون حصريا وهناك من يتدخل من أجل إحداث الفتن والكوارث والهزائم أيضا.

نعم.. فريق الكرة يمر بمنعطف خطير والخواجة الكولومبى يتعرض لهجوم عنيف من الاستديوهات التحليلية قبل وبعد المباريات وعلى الأفاضل المترجمين للخواجة أن يوصلوا له ما يحدث لأنه أحياناً يكون برئيا وأحياناً تكون تركيباته وتشكيلاته عجيبة جدا.

يخسر الزمالك تنهال الاتهامات ويقيم أحيانا من ينتمون لهذا الصرح الأفراح.. يكسب الأبيض أبوخطين حمر.. يتم البحث عن ديفوهات للحديث عنها ولكن الأمل يكون دائما موجودا وهذا ما حدث فى كرة اليد التى خسرت هذا الموسم الكثير من الشعبية والأرضية ولكنها فى ظل الظروف الصعبة جدا فازت بكأس أفريقيا من داخل النادى الأهلى.

الأهلى والزمالك هما عنوان عريض للرياضة فى مصر.