الحوار الوطني| القعيد: الهوية في مأزق ..ووجود «الأمية» لا يليق بنا

رشوان خلال إدارة جلسة الهوية الوطنية بحضور مقررى اللجان ومساعديهم
رشوان خلال إدارة جلسة الهوية الوطنية بحضور مقررى اللجان ومساعديهم

أكد المشاركون فى جلسة الهوية الوطنية بالحوار الوطنى أن الثقافة والهوية «قضية أمن قومى»، مشددين على ضرورة استغلال التعليم والرياضة والثقافة فى تطوير الشخصية المصرية.. كما أوصى المشاركون بضرورة الاهتمام بالتعليم واللغة العربية وتاريخ الدولة بحيث يكون ذا أولوية قصوى لدى المجتمع، بالإضافة إلى الاهتمام بتقديم مفهوم القدوة من خلال الشباب المصرى الناجح، وتكثيف جهود المؤسسات الدينية لترسيخ السلوك الإنسانى والأخلاقى، وعودة مادة التربية العسكرية لرفع روح الانتماء.

■ جانب من مناقشات الجلسة

جاء ذلك فى أولى الجلسات النقاشية للمحور المجتمعي بالحوار الوطني، للجنة الثقافة والهوية الوطنية، بحضور المهندس خالد عبدالعزيز، المقرر العام للمحور المجتمعى، والدكتورة نسرين البغدادى، مقرر لجنة الأسرة والتماسك المجتمعي، وريهام الشبراوى المقرر المساعد، والدكتور أحمد زايد، مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية، وأحمد مجاهد، المقرر المساعد، وممثلين عن مجلس أمناء الحوار، ومئات من ممثلى مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلى والشخصيات العامة والخبراء ووسائل الإعلام العربية والمحلية والأجنبية.

وأكد الدكتور أحمد زايد، مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى، أن الحوار الوطنى يمثل خارطة طريق لبناء الجمهورية الجديدة. وقال زايد إن لجنة الثقافة والهوية الوطنية هى إحدى أهم لجان المحور المجتمعى، موضحاً أن الثقافة هى العمود الفقرى للمجتمع.

وأشار إلى أن اللجنة ستناقش على مدار جلسات الحوار أربعة موضوعات هى الثقافة والهوية والصناعات الثقافية والمؤسسات والسياسات الثقافية وقضايا حرية الإبداع وتشجيعه.

وأكد أن موضوع الهوية الوطنية له أهمية خاصة نظراً لأن الهوية هى الصبغة التى تجمع المجتمع فى إطار واحد يمكّن أبناء المجتمع من تحديد موقعهم من العالم، مشيرًا إلى أن الهوية تتكون عبر التاريخ وكذلك عبر اللغة والدين والعادات والتقاليد والتاريخ والمكان وغير ذلك.

وأوضح أن الهوية الكلية لا تلغى الهويات الأصغر للأفراد، مشيرًا إلى أن الهوية تتعرض لعدة تحديات أولها العولمة التى أدت إلى تفتيت الهويات ومزقت ثقافات المجتمع وأدت إلى الصراع بين الثقافات.

اقرأ أيضًا | أبرزها رقمنة النيابات الحسبية.. 9 توصيات من لجنة الأسرة بالحوار الوطني

وأضاف أن وسائل التواصل أحد التحديات التى فتحت آفاقًا للحرية لم تكن معروفة من قبل، إلى جانب الاختلافات فى تفسير المصطلحات وفهمها.

وأوضح أن الجلسة ستطرح العديد من التساؤلات بشأن الهوية الوطنية فى ظل حضور واسع من الخبرات والمثقفين والمفكرين ما سيسهم فى بلورة أطر نستطيع من خلالها الخروج بتوصيات عملية بعيدة عن الخيال، يمكن من خلالها ترجمتها لخطوات تنفيذية.

◄ خطة استراتيجية
قال سيف الإسلام عبد البارى، رئيس حزب «مصر بلدى»، إن الهوية الوطنية هى كل ما هو مشترك بين جماعة من الناس، مضيفًا أن الثقافة والهوية «قضية أمن قومى».
وأشار إلى أن منظومة تشكيل الوعى تتكون من ثلاثة أطر، الأول دينى يتعلق بالمسجد والكنيسة، والثانى إجبارى مثل التعرض للرسائل الإعلامية، والثالث اختيارى يتعلق بما تقدمه وزارة الثقافة.

وأضاف أن الدستور المصرى تطرق للثقافة والهوية فى غير موضع، مؤكدًا ضرورة البدء فى وضع خطة استراتيجية لدعم الثقافة والهوية الوطنية.

ووجّه إيهاب الشحات ممثل حزب «المصرين الأحرار» الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لدعوته إلى حوار وطنى يسهم فى تحقيق الآمال التى يتمناها الجميع للوطن.. واقترح استحداث هيئة وطنية لتطوير الشخصية المصرية يشكلها الرئيس وتتكون من 14 عضوًا من الخبراء فى المجالات المختلفة يكون دورها رصد وتحليل ومعالجة كافة الظواهر السلبية وعمل خطة لتطوير الإيجابيات فى الشخصية المصرية ووضع جدول زمنى لمرحلة التطوير، وكذلك استغلال التعليم والرياضة والثقافة فى تطوير الشخصية المصرية، والتعريف بكيفية استخدام وسائل التواصل بشكل صحيح.

فيما قال سيد هويدى ممثل حزب «الكرامة»، إن الهوية المصرية هوية متنوعة للغاية تنصهر جميعها تحت شعور وطنى قوى.
وأكد أهمية التفريق بين الهوية والشخصية، فالهوية متغيرة بحكم الزمن، أما الشخصية فهى تراكمية، مشيرًا إلى ضرورة انصهار هوية الفئات والجماعات المختلفة داخل بوتقة الوطن والتعايش.
وأشار إلى أن الثقافة تعرضت لعدة تحديات أدت إلى عزوف الناس عنها، ما جعلها تفقد دورها التقليدى فى المجتمع.. وأكد ضرورة مراجعة مفهوم الثقافة فى المجتمع فى ظل التحديات التى يفرضها تطور وسائل الإعلام والاتصال، وكذلك تقييم السياسات الثقافية.. منوهًا إلى أن الثقافة المصرية تملك ميزة نوعية نظرًا لامتلاك مصر تراثًا فنيًا وثقافيًا كبيرًا تم تشكيله على مر العصور، لكنه غير مفعل حاليًا.

◄ مخططات خارجية
قالت النائبة فريدة الشوباشى إن الهوية الوطنية المصرية قادرة على الانتصار على مؤامرات ومخططات سواء كانت داخلية أو خارجية.

وأضافت عضو مجلس النواب أن الهوية الوطنية هى من استطاعت التصدى والعبور من حربي ١٩٥٦ و١٩٦٧ قائلة: فى ١٩٦٧ هزمنا الهزيمة.

وأكدت الشوباشى أن ثورة ٣٠ يونيو كانت أعظم تجلى للهوية المصرية، حيث تم رفض كل المخططات وقوى الشر التى استهدفت مصر.

وأوضحت أن هناك مخططات خارجية لتفتيت الدولة العربية إلى دويلات صغيرة، لأن ذلك أكبر ضمان لوجود إسرائيل.

وقالت لابد من العمل للحفاظ على الهوية الوطنية والتصدى لأى محاولات ضرب للوحدة الوطنية.

ومن جانبه أكد الكاتب والروائى يوسف القعيد، أن هناك مأزقًا تعانيه الهوية المصرية وخاصة بين أهالى القرى، محذرًا من مشكلات الأمية التى يعتبر وجودها عارًا على الجميع.

وقال القعيد إن هناك مأزقًا أساسيًا فى فكرة الهوية لدى المواطن الذى يعانى الأمية من ناحية وانتماءه للهوية واعتزازه بها.

◄ التراث والتاريخ
كما تقدم حزب «المستقلين الجدد» برئاسة الدكتور هشام عنانى، باقتراح يتضمن إنشاء هيئة عليا للحفاظ على الهوية المصرية. واستعرض رؤية الحزب خلال الجلسة النقاشية، موضحاً، أن الهوية الوطنية هى حجر أساس لتقدم الدول، مشددًا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التى تعمق الهوية الوطنية لدى كل مواطن مصرى كأساس من أسس التنمية المستدامة، وبالتالى التأكيد على تأصيل مكونات الهوية ومعناها.

وتقدم الحزب بمقترح إنشاء الهيئة الوطنية للمحافظة على الهوية المصرية بحيث تكون ذات استقلالية وتعمل على المحاور الآتية:

أولاً: المحور التشريعى، حيث يكون لها الحق فى تقديم مشرعات قوانين من شأنها الحفاظ على التراث والتاريخ المصرى سواء القديم أو الحديث والقدرة على وضع ضوابط للحفاظ على الهوية فى الإعلام المرئى والمسموع والإلكترون، وكذا تقديم اقتراحات خاصة بالمحتوى التعليمى فى كافة مراحل التعليم بما يضمن تعميق الهوية عند النشء وتعميق مبدأ المواطنة بكل مفاهيمه فى ظل القواعد والضوابط التى كفلها دستور ٢٠١٤.

ثانيًا: المحور التنفيذى، حيث يكون لها صلاحية تقديم رؤى تنفيذية للحكومة وتقوم على متابعتها لتعميق كافه أوجه المحافظة على الهوية المصرية والحفاظ على الرموز الوطنية والتاريخ والتراث والأيديولوجية والحفاظ على مدنية الدولة.

ثالثاً: أن تكون ذات مسئولية فى وضع سياسات تصدير صورة صحيحة للهوية المصرية للخارج.

ورأى الحزب فى رؤيته أن إنشاء هذه الهيئة أصبح واجبًا للحفاظ على الوطن ووحدته، فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه البلاد وتستهدف ضرب وتشويه هويتها بمختلف الوسائل.

◄ المرجعية الأساسية
وقالت الدكتورة ريهام باهى، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إنه يمكن الحفاظ على الهوية الوطنية فى ظل التعدد والتنوع، من خلال ترسيخ مرجعية الدولة التى هى عبارة عن القيم الأساسية التى يقوم عليها المجتمع.

وأضافت: تلك القيم هى التى تُشكِّل أساس السلوك ويجب تشجيع النشء عليها، خاصة أن القيم مرتبطة بالدولة ككيان فكرى، لأن كيان الدولة ليس ماديًا فقط.

وتابعت: يجب تحديد الفكرة المرجعية الأساسية للدولة وهى البوصلة الأساسية للمجتمع ويتم استدعاؤها فى أثناء الأزمات والتوحيد فى حالة الانقسام السياسي، وهى أساس مكونات القيم الوطنية المصرية.

ومن جانبها قالت فاطمة سليم ممثل حزب الإصلاح والتنمية، إن مصر دولة لديها الكثير من الحضارات التى قامت على مدار تاريخها، مشددة على ضرورة الحفاظ على الآثار المصرية.
وقالت: يجب استغلال فترة الإجازة الصيفية لعمل رحلات للأماكن الأثرية، بما يسهم فى تعريف الطلاب بتاريخهم وحضارتهم.

وشددت على ضرورة تطوير المناهج التعليمية والتركيز على إثراء الهوية الوطنية، بجانب خلق بيئة سليمة لممارسة المواطن الهوية، والتدريب عليها وتعزيز الروح الوطنية من سن صغيرة، مع تشجيع الشباب المؤهلين فى شتى المجالات لبناء القدوة والحفاظ على الهوية الوطنية، وتفعيل دور قصور الثقافة، وإحياء الفنون الشعبية والتراثية والحرف واستغلال القوة الناعمة، وتعزيز دور المؤسسات الدينية وضرورة قبول الآخر.

◄ ترسيخ الانتماء
وقالت كريمة الحفناوى، ممثلة الحركة المدنية، إنه لابد من وضع استراتيجية ثقافية جديدة للثقافة التنويرية، مؤكدة على أننا بحاجة إلى ثورة ثقافية تنويرية للوقوف فى وجه ما يُواجهنا من الغزو الثقافى، العولمة والتكنولوجيا، مشيرة إلى أنه لابد من الحفاظ على هويتنا.

وأضافت: لابد من ترسيخ الانتماء، من خلال ترسيخ مبدأ الدين لله والوطن للجميع، بمعنى أن تقوم الاستراتيجية الوطنية الثقافية على تحقيق المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية، ثم التعليم، بتربية هذا الطفل منذ ولادته بدايةً من النشأة فى الأسرة بحسب المادة 80 من الدستور، مرورًا بتوحيد نظم التعليم، فلابد أن تكون اللغة العربية اللغة الأم والأساسية مع مادة التاريخ والدين، بالإضافة إلى توحيد مناهج التعليم.

وتابعت: لابد أيضًا من بناء الإنسان من خلال تنمية الموارد البشرية، من خلال التغذية وتنمية المهارات من خلال مراكز الشباب والرياضة وقصور الثقافة وغيرها، مؤكدة على ترسيخ الحرية، فلكى يكون الإنسان منتميًا لبلده لابد أن يتمتع بالحرية، وفقًا للمادة 66 من الدستور، فلا عقوبة سالبة للحرية، فلابد أن يأمن الإنسان على مستقبله، وحياته.. وأشارت إلى أن العدالة الاجتماعية والتنمية الإنتاجية فى المجتمع لهما أهمية كبيرة.

اقرأ أيضًا | ممثل حزب مصر الحديثة: بناء الشخصية تبدأ من الأسرة ثم المدرسة

◄ الدروس الخصوصية
وقال رفعت فياض، ممثل حزب مصر الحديثة، إن تشكيل أو بناء الشخصية يبدأ من الأسرة ثم المدرسة، مضيفًا أن الشخصية المصرية تكاد تكون غابت بسبب غياب دور التربية والتثقيف ثم التعليم، فعندما غاب دور المدرس وهاجر انحصر فى إعطاء المعلومة والدور التثقيفى على شكل كبسولة.. وأضاف فياض، أن المدارس أصبحت مبانى خالية على عروشها، فقد أصبح انتشار التعليم الموازى السناتر والدروس الخصوصية.

وفى السياق ذاته قالت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، إن هناك عدة مسارات ثقافية يمكننا من خلالها الحفاظ على الهوية المصرية، على رأسها الحفاظ على الآثار المصرية، فالآثار المصرية هى شاهد حضارتنا وتاريخها، وهى حضارة إن شئت الحديث عنها مركبة وعميقة، تمتد من قدماء المصريين أو الفراعنة كما يطلق عليهم البعض، ثم تنصبغ باليونانية، والرومانية، والقبطية، ثم أخيرًا الإسلامية بمراحلها المتعددة.

وأشارت إلى أنها أطلقت حملة تحت عنوان: «آثار تستغيث»، هذه الحملة التى تنادى بإنقاذ آثار إسلامية عديدة وقعت تحت إهمال ونسيان، ليس فقط الإسلامية، بل دعنى أتساءل مثلًا عن الـ 100 هرم التى تمتلكها مصر!!،

◄ التاريخ المصري
وطالب الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، بضرورة تعليم الطلاب كيفية حب التاريخ المصرى، لأن لذلك دورًا كبيرًا فى الحفاظ على الهوية الوطنية.. ولفت: «ديلى ميل» قدمت الشكر والعرفان فى شهر يوليو للعام الماضي، إلى أستاذ مخ وأعصاب، استطاع إنقاذ 20% من إصابات الرأس عن طريق ما يفعله القدماء المصريون.

كما أكد الإعلامي جمال الشاعر أن اهتمامات الجيل الجديد بعيدة كل البعد عن الهوية الوطنية، لذلك توجد فجوة كبيرة بين النخبة الثقافية والجماهير.. وأضاف الشاعر أنه يجب إزالة الفجوة بين الأجيال وزيادة الوعي الثقافي للجمهور بالبرامج التى تمس الشارع المصري.