اليوم .. ذكرى تولي محمد علي باشا حكم مصر

 ذكري مبايعة محمد علي حاكما لمصر
ذكري مبايعة محمد علي حاكما لمصر

في 17 مايو عام 1805م تولي محمد علي باشا مقاليد الحكم في مصر بعد ان بايعه الشعب وذلك لأول مرة في تاريخ دولة الخلافة حيث لم يسبق ان بايع شعبا واليا واجبر السلطة الحاكمة لاقرار ولايته والذي اقره فرمان السلطنة العثمانية آنذاك في يوم 9 يوليو لعام 1805م رغما عنهم.

وهو يعتبر رأس الأسرة العلوية التي استمرت في حكم مصر (1805- 1953) ، فقد جاء إلى مصر عام ١٧٩٩ ضمن فرقة عسكرية للاشتراك بجانب الأتراك وبمساعدة الإنجليز لإخراج الفرنسيين من مصر ولكن القوات التركية انهزمت في موقعة أبو قير البرية ١٧٩٩ وظل يحكم حتى ١ سبتمبر ١٨٤٨م. ‏

ولد في ( قوله - اليونان) سنة 1184 هـ/ 1769م ، وقيل انه من اصل الباني وقيل أيضا إن اصل أبيه من أكراد ديار بكر جنوب شرق تركيا حاليا ، قدم إلى مصر بعمل معين حسبما ذكر أحد أحفاده ( الأمير محمد علي) عام 1949 لمجلة المصور المصرية بمناسبة مرور مائة عام على حكم العائلة في مصر

‏توفي والده وهو فتى ، فكفله عمه طوسون آغا، ثم قتل ، فكفله رجل من أصدقاء والده ، فربي أمياً لا مرشد له إلا ذكاؤه الفطري ، وعلو همته، وكان يجاهر بذلك ويفاخر به ، وكان محمد علي في الفرقة العسكرية التي حشدت من قوله مع الجيش العثماني الذي جاء إلى الديار المصرية لإخراج الفرنسيين منها

‏وكان وكيل فرقة قوله ، ولما انهزم الجيش العثماني في موقعة أبي قير سنة 1799، سافر رئيس تلك الفرقة إلى بلاده وأقام محمد علي مقامه، ورقي إلى رتبة بكباشي.

بعد خروج الفرنسيين من مصر ، طلب جموع الشعب والمشايخ والعسكر توليته على مصر حيـنما ضاق المصريون ذرعاً بحكم خورشيد باشا الوالي

‏لما امتاز بحسن سياسته ودهائه، فأقاموه على مصر والياً ، و أرغموا بذلك الباب العالي علي توليته فبعث السلطان العثماني بفرمان بتوليته على الديار المصرية، ولقب بـ محمد علي باشا.

وقام بإنهاء سطوة المماليك في مصر ، حيث دعاهم إلى القلعة

لتوديع ابنه طوسون باشا الذي سيره لقتال الوهابيين بالحجاز ، فبعد أن استقروا في القلعة ، أغلق الأبواب ، وقتلهم عن بكرة أبيهم إلا واحداً تمكن من الفرار وهو أمين بك.

واستطاع استئصال شأفتهم في اليوم التالي سنة 1226 هـ / 1811م ،

‏ولما انقضى أمر المماليك وجه عنايته إلى إصلاح القطر المصري ، واسترضاء الدولة العثمانية ، ففتح السودان 1821-1823 م ، واخمد ثورة الوهابيين في الحجاز ، وساعد على إخماد ثورة اليونان أيضا.

باشر بجمع الأموال ، وتنظيم الجيش وبنائه وتحديثه وبناء السفن الحربية ، وتحسين ميناء الإسكندرية

‏وعمل الأسلحة الحربية ، وترقية الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم ، واستعان بالأجانب وخاصة الفرنسيين ، وعمل المصانع لنسج القطن والحرير ، وإيصال المياه إلى الإسكندرية ، وبناء سد أبي قير ، والقناطر الخيرية التي لولاها لما أمكن من زراعة القطن في الوجه البحري

وإرسال البعثات التعليمية لأوروبا ، وتأسيس المدارس، وإرسال البعثات العلمية الي الخارج ، ولم يكتف بما ناله من الملك في مصر ، بل طمح إلى الاستيلاء على سورية، وجهز جيشاً بقيادة ابنه إبراهيم باشا للاستيلاء على سورية ، واستولى عليها ، وطمع بفتح الأناضول ، ففتح أضنه وقونية كوتاهية 1833م

وصارت أبواب اسطنبول مفتوحة أمام إبراهيم باشا، لكن الدول الأوروبية وقفت أمام طموحاته، وجردته من جميع فتوحه بمقتضى معاهدة لندن 1841، وقررت أن تكون ولاية مصر لمحمد علي ولذريته من بعده، ويخرج من بقية سورية، وعاد ابنه إبراهيم باشا إلى مصر، وصرف همه إلى إصلاح البلاد المصرية والنهوض بها

‏وادخل بها إصلاحات كثيرة في جميع نواحي الحياة ، لكن عقله كان قد كل وتولاه الاختلال ، وصار يحسب الذين حوله خونة يقصدون الإيقاع به ، فأعطيت السلطة لابنه إبراهيم باشا سنة 1264هـ . وتوفي محمد علي باشا بالإسكندرية سنة 1265هـ/ 1849م، ودفن بجامعه بالقلعة