عاجل

فى الصميم

«النكبة».. فى الأمم المتحدة!

جلال عارف
جلال عارف

للمرة الأولى، وبعد ٧٥ عاماً من وقوعها، تحيى الأمم المتحدة ذكرى نكبة فلسطين، القرار الخاص بذلك صدر قبل ستة شهور وبأغلبية كبيرة بلغت ٩٠ دولة ضد ٣٠ رغم الحملات الصهيونية والضغوط الأمريكية المعتادة مع كل قرار يكشف حقيقة إسرائيل ويدين جرائمها التى لا تتوقف.

الحدث هام، لأنه يكشف بوضوح أن العالم بدأ يكشف أكاذيب إسرائيل ويفضح حقيقتها كدولة احتلال عنصرى، وأن الرواية الحقيقية لما حدث من اغتصاب لأرض فلسطين وتشريد لشعبها على يد العصابات الصهيونية قد بدأت تتضح أمام شعوب العالم.. وهو ما يثير فزع اسرائيل ومن يدعمونها فى عدوانها المستمر من قبل «النكبة» وحتى اليوم.

إحياء الأمم المتحدة لذكرى النكبة بحضور الرئيس الفلسطينى «أبو مازن» هى تأكيد على المسئولية التى تتحملها المنظمة العالمية عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وحماية الشعب الفلسطينى.. وتأكيد أيضاً على مسئولية من استخدموا «الفيتو» لحماية إسرائيل، ومن لجأوا للمعايير المزدوجة لكى تفلت إسرائيل من الحساب على جرائمها على مدى خمسة وسبعين عاماً وحتى اليوم.

هذا الاعتراف العالمى بـ «النكبة» يعنى سقوط أكاذيب إسرائيل عن أن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب.. وتعنى الإقرار بأن ما حدث كان جريمة كبرى فى حق الشعب الفلسطينى وفى حق الإنسانية. وكانت -ومازالت- مشروعاً استعمارياً لاغتصاب أرض فلسطين وتشريد نصف شعبها ليقوم هذا الكيان العنصرى الذى يمثل عدوانا مستمراً على الإنسانية كلها، وعاراً دائماً على من يدعمون هذا العدوان ثم يجدون الجرأة للحديث عن الديمقراطية وحقوق الشعوب فى تقرير مصيرها!!

ويأتى إحياء الأمم المتحدة لذكرى «النكبة» ليكون إنذاراً جديداً لحكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف فى إسرائيل الذين ينكرون كل حقوق الشعب الفلسطينى ويصادرون أرضه ويدعون لإبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم. إحياء الأمم المتحدة لذكرى «النكبة»  يقول لهم إن العالم -ورغم الضغوط والمعايير المزدوجة- لن يسمح بنكبة أخرى، وأن الحساب قادم، والجريمة فى النهاية لن تفيد، وأنه لا أمن ولا سلام إلا بعودة الحق لأصحابه، وقيام فلسطين المستقلة وتطبيق كل قرارات الشرعية الدولية التى كانت بالأمس تقر بوقوع «النكبة» وتتحمل مسئولية تصحيح ما فرضته  القوة الغاشمة ومن يدعمونها.. بالسلاح، وبالفيتو، وبالضغوط التى فشلت فى منع العالم من أن يتذكر «النكبة» ومنع الأمم المتحدة من الاعتراف بها!