أمنية

بداية طريق

محمد سعد
محمد سعد

الطريق يبدأ بالحوار، والحوار الصحيح هو الذي يرتبط بالمواطن فقط دون غيرة ولا يوجد أي فصيل يسيطر عليه أو يتحكم فيه، هكذا كان إيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تبني فكرة عقد حوار وطني بناء بين قوي الشعب، لأن اليقين يقول أنه لا توجد دولة تقدمت وشعبها غائب عن المشاركة ولا هناك دولة تدعم كل مقومات الحياة لشعبها.


كان الطريق وعرا مليئا بالعقبات، تتعثر فوق ثراه الأقدام فتصاب النفس بالإحباط، يكابد الإنسان وعثاء الرحلة لا محالة تلك هى الحياة، ارتضى بها المصريون أكثر من نصف قرن، تكونت عبرها ثقافة لا تبنى وطنا وترتضى بما فى الحياة فاعتادوا الطريق لم يغيروا خريطته أو ملامحه يوما ما، لم يحاولوا تحطيم صخوره ليصنعوا معنى الحياة.


سعى الرئيس لدفع المصريين إلى التخلى عن تلك الثقافة السائدة مستندا إلى شعبيته الطاغية بين المصريين ومنحازا لبناء دولة تصحيح مسار الطريق، واختار السباحة ضد تيار اعتنقه رؤساء سبقوه لم يمنحوا الدولة رعاية لبناء مسيرة تقدمها أهملوا بناء مؤسساتها ولم يشيدوا بناء يدعم اقتصادها وأصبح بناء التقدم دربا من المستحيل، لم يشأ الرئيس الاستمرار على ذات الطريق أراد تغيير معانى الصور الباهتة فى الأذهان ليعيد تشكيل ثقافة الشعب فيسترد وعيه تجاه قضايا الأمة وجعل الوطن محور اهتمامه ليصنع وجوده ويشيد بنيان مؤسساته.


اختار الرئيس الطريق الصعب وغامر بشعبيته وغايته بناء مصر لم يكن بمقدوره الانتظار أو القبول أن نظل بمنأى عن ركب التقدم فكل يوم يمضى يصعب الإصلاح وتصبح تكلفته باهظة الثمن، كان علي الرئيس تغيير ثقافة بناء الدولة فى معتقد المصريين وهي مغامرة تحسب له كونه الرئيس الوحيد فى تاريخ مصر من دفع بالمصريين للمشاركة فى بناء وطنهم والعمل على تقدمها بمشروعات عظيمة وضخمة شملت كل المجالات، ثم جاء الوقت للحوار بين الجميع فلم يتردد لحظة لدعوة كل الأطياف وتبني حوار مجتمعى يستمع فيه الناس إلي بعضهم البعض حتي يخرجوا بتوصيات قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع.