ما زالت المعصرة التي توجد في مدينة قوص جنوبي قنا، تحفظ مكانتها التاريخية، التي صنعتها لنفسها، كواحدة من أقدم المعاصر في الصعيد، والتي يتخطى عمرها قرابة ربع قرن من الزمان .
معصرة الحاج يونس، لها مكانتها التاريخية، التي ما زالت عالقة في أذهان الجميع، ومقصدا لعلاج المرضى، الذين يشدون الرحال لها من مختلف مراكز وقرى قنا، بل امتدت شهرتها إلى المحافظات المجاورة، وتحولت المعصرة إلى مركز طبي يقصده الكثيرون لشراء الزيوت لعلاج المرضى.
أدوات بدائية
فمنذ من قرابة 250 سنة، أنشأ الحاج يونس معصرته، لإنتاج زيوت الطعام من البذور، بأدوات بدائية عبارة عن أحجار قديمة ثقيلة، تدور بالماشية لطحن البذور، وبالرغم من التطور ودخول الكهرباء والتكنولوجيا الحديثة، إلا أن المعصرة ما زالت تدار بالطريقة القديمة، ولكن مع انتاج الزيوت العلاجية مثل زيت الزيتون وغيره من الزيوت، التي تتميز بأنها نقية وثقيلة مقارنة بغيرها.
معصرة الحاج يونس زارع تتواجد منذ أكثر من 250
عبد الرحمن محمد، عاما، يقول إن معصرة الحاج يونس زارع تتواجد منذ أكثر من 250 عاما بمدينة قوص جنوب قنا، ورغم التقدم التكنولوجي إلا أن المعصرة تعتمد على الآلات القديمة التي تزيد عن مئات السنين وما زالت متواجدة ومحتفظة بمعالهما الأصلية ويعتمد عليها في عصر بذور الحبوب التي تستخرج منها الزيوت، لافتا أنه بدأ العمل في المعصرة منذ ما يزيد عن 4 سنوات تعمل خلالها مراحل التصنيع وإنتاج الزيوت من خلال طحن الغلال وتصفيتها بمكابس مخصصة واستخراج الزيوت المختلفة الأنواع .
تصنيع الزيوت الطبيعية
ويوضح محمد، أن تصنيع الزيوت الطبيعية من خلال المعصرة يتم في مراحل أولى المراحل هي التي تقودها البقرة وتوضع الغلال داخل صحن الأحجار ليبدأ الدوران لمدة 15 دقيقة، حتى تصبح الحبوب ناعمة وتزود بالقليل من الماء، وذلك من خلال الحجر الكبير الذي يدور فوق تلك البذور ليجعلها متماسكة ولتجهيزها إلي مرحلة التصفية.
مراحل التصنيع
ويشير إلى أن المرحلة الثانية هي مرحلة التصفية عن طريق "البرش" الذي توضع داخله الغلال ويضغط عليه من خلال آلة مخصصة لذلك للتصفية وخروج الزيوت إلي أسفل للتصفية في وعاء بلاستيك، ثم تجهيزه في جراكن للتعبئة في عبوات صغيرة يعرض من خلالها للبيع في المكان المجاور للمعصرة.
90 نوع من الزيوت
ويوضح كريم محمود، عامل بالمعصرة، أن المعصرة نتنج أكثر من 90 نوع زيت داخلها، منها زيوت الزيتون وحبة البركة والجرجير ولوز والصبار وجوز الهند وخردل وسمسم، وخلطات للعظام والشعر، ويقبل الأهالي على شراء زيت حبة البركة لتقوية المناعة في الوقت الحالي ولاسيما مع انتشار فيروس كورونا، كذلك يقبل الأهالي على شراء زيت الزيتون الذي يستخدم في الطعام .
ويشير، إلى أن هناك وصفات طبية من الزيوت لآلام العظام يقبل علي شرائها الأهالي وذلك لفعاليتها، وتروج المعصرة لمنتجاتها من خلال نفس المكان الذي يتم فيه عصر الزيوت بأسعار مناسبة للجميع بحسب حجم العبوة ونوعها.
