في ذكرى عيدهم | تعرف على دور عمال الإسماعيلية في مواجهة المحتل البريطاني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب - فتحي البيومي 
"يا حلاوة الأيد الشغالة، ورونا الهمة يا رجالة، ده المكن الداير من شوقه،  بيقول يا أولاد أحلى قوالة" كلمات للمطربة الراحلة شريفة فاضل اعتدنا على سماعها في كل عام في الأول من مايو حيث تحتفل مصر والعديد من الدول بعيد العمال.

وللعامل المصرية بطولة لا تقل في عظمتها عن سائر البطولات والملاحم العظيمة فاليد الصانعة لا يقل أهمية دورها عن  بقية الأدوار فالوطن جسد والعمال أحد أعضائه.

اقرأ أيضا| وصول الرئيس السيسي لشركة الشرقية للسكر للاحتفال بعيد العمال

ولعمال الإسماعيلية نصيب كبير في البطولات والسير المشرفة سواء كانت في العمل والبناء أو في مواجهة المحتل البريطاني والدفاع بسلاح العمل في مواجهة هذا المحتل .

فقد ضرب عمال الإسماعيلية مثالا يحتذى به لكرامة وعزة العامل المصري وعقيدته الراسخة التى لا تهتز بأن الوطن أولا والجميع يفنى من دونه .


اضراب العمال عن العمل في المعسكرات البريطانية

وعن هذه الأحداث يقول المؤرخ والكاتب " أحمد فيصل" لقد بدأت الأحداث في تصاعد مستمر بعد يوم ١٦ أكتوبر وبدأ الأحساس الوطنى يتزايد ويتعاظم مع جموع الشعب المصري، وكانت البداية مع العمال حيث أضرب العمال المصريون عن العمل في المعسكرات البريطانية وانسحبوا جميعا تلبية لنداء عدم التعاون مع المحتل، وترك حينها حوالي ٤٠ ألف عامل العمل بالمعسكرات البريطانية ، وكذلك امتناع العمال العاملين في السكة الحديد عن التعامل مع القوات البريطانية فتوقفت حركتها وكذلك عمال الشحن والتفريغ مما أربك العمل في الجيش البريطاني.

تحريض عمال فايد ضد الجيش البريطاني

ويضيف "فيصل" إذا كان العمال المصريون قد تركوا العمل في المعسكرات البريطانية بعد إلغاء المعاهدة فذلك لا يعنى أن علاقتهم بها كانت جيدة قبل إلغائها، بل إنها كانت دوما في حالة صراع وحرب خفية، ولذلك قررت قيادة الجيش البريطاني في فايد فصل ٢٤ عاملا بدعوى أنهم يحرضون بقية العمال ضد الجيش البريطانى ، وجاءوا بالعمال المفصولين وأوقفوهم صفا واحدا وقال أحد الضباط الإنجليز في مكبرات الصوت " إن القيادة البريطانية التى أكرمت هؤلاء العمال يؤسفها أن تسلمهم إلى أحضان الجوع " ولم يجد من العمال ما يردون به إلا أنهم هتفوا جميعا تحيا مصر ..تحيا مصر..وتسقط بريطانيا ويسقط الاستعمار .

اتهام عمال الطهى المصريين بتسميم الجيش البريطاني.

كذلك قامت إدارة الجيش البريطاني أيضا بفصل ٨٠ عاملا مصريا كانوا يعملون في معسكر الطيران في فايد وذلك لأنهم قاموا بتسميم أفراد الجيش البريطاني وذلك بعد مظهرا من مظاهر المقاومة ضد المحتل البريطاني .

ويقول "فيصل" إن العامل المصري له من القصص والحكايات ما يمكننا أن نصنع منها آلاف الأعمال الدرامية والسينمائية ، ولو أردنا الحديث عنها لا تكفينا كتب ولا مجلدات فالسيرة العمالية في مصر تذخر بالكثير والكثير ولا يسعها حديث واحد بل تحتاج لألف حديث وحديث.