أمنية

حكمة المشوار

محمد سعد
محمد سعد

اﻟﺤﻴﺎة أﺣﻴﺎنًا ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ بعض الأحداث، ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ أﻣﺮ يستحق الوقوف عنده، ولعل مختصر هذه الدنيا ما قاله سيدنا جبريل للنبيِّ‏ : يا محمَّدُ! عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مفارقُه، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مجزِيٌّ به.


ولذلك عليك أن تصنع بنفسك كل ما يجعلك تشعر بالسعادة وتستمتع بالباقى من حياتك، فالعمر يمضى وحتما سوف تصل إلى يقين أنك مسئول عن سعادتك، وعليك أن تتعلم عدم انتقاد الناس حتى وإن أدركت أنهم على خطأ، فلا يهم إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين لأن السلام مع الجميع أفضل من الكمال الوهمى.


تعلم فن المجاملات بسخاء وكن متمرسا فيه بحرية وبلا نفاق، وسوف تعلم بخبرة مشوار الحياة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى المجاملة ولكن لك أيضا، لكن سيصبح لازمًا عليك أن تبتعد بهدوء عن السيئين الذين يسيئون إلى شخصك، باختصار تعلم أن تكون شخصا باردا عندما تواجه أحدهم يستفزك بعدوانية كى يدخلك فى صراع أو فى جدل عقيم، فأنت لم تعد تتحمل، فقط ابتسم وأوضح له أنه قطعًا على صواب وانسحب سريعًا وبهدوء.


عش بإيجابية واعمل على بث الأمل فى الآخرين قدر المستطاع لكن لا تملأ حياتك بأشخاص أنت لست فى احتياج إليهم، فلا تحول علاقاتك لسلع تشتريها لمجرد وجود تخفيض عليها، وتكون مضطرا ذات يوم لأن تتوقف عن شرائها، ولذلك لابد أن تتفحص من حولك جيدًا وتنتقى الأقرب إلى روحك وعقلك، واعلم أنك ستعيش الحياة مرةً واحدة وستغادر الدنيا خالى اليدين كما دخلتها، فلا وقت لأشخاص تعكر صفوك.


حكمة المشوار ودليل الإنسانية ومهدها أن سلامك النفسى وأمانك الداخلى أهم سلاح لديك للتغلب على صعوبات البيئة المحيطة، فلا تجعل أحدا مهمًا كان أن ينازعك فيهم، أو يحاول أن يضيع ابتسامتك ويغتال هدوءك، وتعلم أن الله خلق الأرض الصماء لا تخلط العذب بالمالح، ولا الوليف الوفى بالقاسى والجارح ولا الحليف الأليف بالغادر والفاضح.