عُملة البريكس.. حلم روسى يهدد هيمنة الدولار

فى أوروبا.. ماكرون يُحيى مساعي خجولة لرفض التبعية لأمريكا

ماكرون يُحيي مساعي خجولة لرفض التبعية لأمريكا
ماكرون يُحيي مساعي خجولة لرفض التبعية لأمريكا

نوال سيد عبدالله
هل يمكن لمجموعة البريكس تسهيل إيجاد بديل للدولار الأمريكى قابل للتطبيق بنجاح؟ قد تفسر الأزمة المالية العالمية المستمرة والسياسة الخارجية الأمريكية المواجهة سبب قيام دول البريكس بتكثيف جهودها لإطلاق عملة بديلة للدولار الأمريكى..

لسنوات طويلة هيمن الدولار على اقتصاد العالم فيما بدا كقاعدة بديهية لا تعرف أجيال متعاقبة سواها. يأتى ذلك فى الوقت الذى يفترض فيه أن رفع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة يرفع تلقائيا من قيمة الدولار أمام سلة العملات الأخرى، إلا أن هذا الارتفاع يحمل فى طياته ارتفاعا لنقاط ضعف العملة الخضراء..

وفى القارة العجوز، يحاول الرئيس الفرنسى أن يقنع جيرانه بتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكى خارج الحدود الإقليمية مؤكدًا نظريته حول «الحكم الذاتى الاستراتيجى» لأوروبا، التى من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح «قوة عظمى ثالثة»..

فى هذا الملف، نسلط الضوء أيضا على إساءة استخدام وضع الدولار الأمريكى كعملة احتياط، واستعداد أكبر الدول اقتصاديًا لإطلاق البديل، ونجيب عن عدة أسئلة بما فى ذلك ما هو مطلوب لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة وفرص نجاح هذه التجربة.

قبل أسابيع قليلة، صرح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لصحيفة بوليتيكو بأن «الخطر الكبير» الذى تواجهه أوروبا هو «الوقوع فى أزمات ليست أزماتنا»..

وقال ماكرون على متن طائرته بعد العودة من زيارة للصين استغرقت ثلاثة أيام، إنه يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، مؤكدًا نظريته حول «الحكم الذاتى الاستراتيجى» لأوروبا، التى من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح «قوة عظمى ثالثة»..

وفى هذا السياق، أشار ماكرون، إنه يجب على أوروبا تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكى خارج الحدود الإقليمية. وذكر ماكرون أنه يجب أن تقاوم أوروبا الضغوط التى تسعى لتحويلها إلى تابعة لأمريكا..

فى الوقت نفسه، تزداد العقوبات الاقتصادية الأمريكية قسوة ولا تميز بين الصديق والعدو، وعليه يزداد عدد الدول التى تحاول التخلص من هيمنة الدولار على تجارتها الخارجية، ويبدو أن فرصتها جيدة لكسر سطوة هذه العملة على النظام المالى العالمى.. حتى حلفاء الولايات المتحدة يظهرون فقدان الصبر تجاه حروبها التجارية وعقوباتها الاقتصادية التى أضحت كابوسًا لأكثر من عُشر دول العالم وفى مقدمتها الصين وروسيا وتركيا والاتحاد الأوروبى.

لعل أبلغ الدعوات للحد من هيمنة الدولار ما ورد على لسان رئيس الاتحاد الأوروبى السابق جان كلود يونكر المعروف بصداقته مع النخبة السياسية فى واشنطن.

ففى خطابه أمام البرلمان الأوروبى فى النصف الأول من شهر سبتمبر عام 2018 دعا يونكر الاتحاد إلى وجوب اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز مكانة اليورو فى النظام المالى العالمى اعتباراً من العام 2019. ووصف يونكر تسديد أوروبا لنحو 80 بالمائة من واردات الطاقة بالدولار الأمريكى بأنه ضرب من المستحيل مضيفاً: «من المضحك أيضا قيام شركات الطيران الأوروبية بشراء طائرات أوروبية بالدولار وليس باليورو!»..

وأكد تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية أن هناك رغبة عالمية بالتخلص من احتكار عملة واحدة لنظام التحويلات المالى العالمى، لاسيما أن العقوبات الأمريكية لم تعد تحتمل بالنسبة للكثير من الدول والمجموعات التى يمكن لعملاتها أن تلعب دوراً أقوى على الصعيدين الإقليمى والعالمى.

اقرأ أيضا| الرئيس الفرنسى يبحث مع «ماسك» امتثال تويتر للوائح الأوروبية