أما قبل

اتحضر... واتـكدر !

داليا جمال
داليا جمال

منذ أن أطلقت وزارة البيئة ووزيرتها شعار «تحضر للأخضر»، حتى انتابتنا حالة من التفاؤل وافتكرنا ان الشجر الناشف هيبقى ورور، والطير هيبقى لعبى ومتهور !!

واعتقدنا أن الدنيا ربيع والجو بديع، لكن فى الحقيقية من يومها بقى وعينك ما تشوف إلا النور !!

لأن ماحدث كان عكس ذلك تماماً..وبدلا من أن يكون معنى شعار تحضر للأخضر أن تتبنى الوزارة عمليات تشجير واسعة فى الشوارع والميادين فى كل محافظات مصر، لزراعة الأشجار المثمرة او أشجار الظل، انقلبت الأمور الى النقيد، وفوجئنا بحملات واسعة لاغتيال اللون الأخضر من شوارعنا البائسة !!

واصبح الحال الذى يراه الجميع أننا نستيقظ كل يوم لنفاجأ بقطع الأشجار فى كل الشوارع والميادين، وتحويل أخشابها لفحم ينفع فى شرب الشيشة !

بعد تحويل الحدائق الجانبية الى أكشاك ومقاه !!

واصبحت ألوان شوارع القاهرة لونين لا ثالث لهما، إما أصفر او رمادى !!

وللحق فإننى لست ادرى ماذا كانت معالى وزيرة البيئة تقصد عندما رفعت شعار حملة تحضر للأخضر !

لأنها بالتأكيد لم تكن تقصد مافهمناه جميعا عن طريق الخطأ من أن تحضر للأخضر معناها أننا هنزرع أشجار تجمل شوارعنا، وتخفف من شدة حرارة الصيف القائظ الذى سيهب علينا قريبا ولن نجد ظل شجرة نستظل بها ! ولأننا فهمنا شعار تحضر للأخضر غلط، فلهذا لم نقرأ أو نسمع تصريحا واحدا لوزارة البيئة ووزيرتها اعتراضا على قطع الأشجار، وتحويل شوارعنا لكتل اسمنتية من المبانى خالية من كل مظاهر الجمال، فى وقت تتسابق فيه الدول من حولنا لتحويل صحاريها الى وديان خضراء، وتتنافس دول العالم فى زراعة الأشجار ونشر الخضرة فى شوارعها ومدنها لجذب السياحة وتلطيف مناخها، وتعليم الأطفال معنى الجمال واحترام الأشجار.

عموما فى كل الأحوال علينا أن نسمع كلام وزيرة البيئة ونتحضر للأخضر.. وأدينا قاعدين نتحضر.