حين تضع الأم مولدوها، تحظى برعاية ملكية هي وجنينها من قبل عائلتها وزوجها، احتفالا بالوافد الجديد الذي طال انتظاره، وإيذانا للأم بإراحة جسدها، والتقاط أنفاسها بعد تسعة أشهر الحمل والوضع، والتي تعرف بفترة النفاس.
تختلف عادات استقبال المولود، في جميع دول العالم، ولكنها تدور دائما في فلك إراحة الأم، بحسب ثقافة كل بلد عن الأخرى، في طقوس متنوعة ومثيرة وغير العادية للأمهات الجدد.
فيتنام وتايلاند.. «تحميص الأم»
تحظى السيدات في فيتنام وتايلاند برعاية شديدة، إذ يتم إتباع تقليد يعرف بـ«تحميص الأم»، ما يعني أنها تتعرض للحرارة من خلال الجلوس في غرف دافئة.
وتكمن الفكرة الأساسية لتحميص الأم هي إبقاء الأم دافئة طوال الوقت مباشرة بعد الولادة وأثناء الولادة، يبدأ هذا بملابس دافئة، ويستمر بالطعام الدافئ ويبقى في غرف معتدلة الحرارة.
وفي فيتنام وتايلاند، يجب على النساء اللواتي أنجبن حديثًا البقاء دائمًا بالقرب من مصدر الحرارة بينما تقوم نساء أخريات برعايتهن.
ومن أجل تدليل المرأة المقبلة على الولادة في البلدين الأسيويين، أن تستمتع المرأة أثناء الولادة بالتدليك، وتشرب خلطات شاي خاصة من أجل خلق جوًا منعشا وتجد طريقها إلى دورها الجديد كأم.
الصين.. قواعد صارمة بعد الولادة
وتؤخذ الراحة المطلقة بعد الولادة على محمل الجد في الصين، ويُعتقد أن الجسد الأنثوي يجب أن ينتقل إلى نوع من وضع الاستعداد لمدة 30 يومًا على الأقل، ويمنع عن الاستحمام وعدم استقبال الزائرين.
ولا تغادر الأمهات الجدد المنزل خلال هذا الوقت وعمومًا لا يقمن بأي أنشطة مهمة، يفضل أن يكون الطفل تحت إشراف الجدة أو الأقارب الآخرين.
وهناك بعض الأشياء التي يجب على المرأة التي أنجبت حديثًا أن تفعلها، مثل تناول الأطعمة القائمة على اللحوم وخلطات الأعشاب من الطب الصيني التقليدي.
وتتناول المرأة الصينية مرق السمك أو ذيل الثور، والتمر الأحمر، والزنجبيل، من أجل استعادة صحتها والحفاظ عليها على المدى الطويل.
المكسيك.. الانقطاع عن العالم الخارجي
في المكسيك، تقضي المرأة بعد الولادة ما يشبه الحجر الصحي، لمدة أربعين يومًا، إذ تنقطع عن أي اتصال بالعالم الخارجي، ولا يأتي أي زائر إلى المنزل.
ويعتني أفراد الأسرة والأقارب بالأم الجديدة أثناء الولادة حتى لا تقلق بشأن أي، ويبقى فقط «القابلة» هي الشخص الوحيد من خارج الأسرة الذي يأتي لزيارة الأم.
هولندا.. الولادة في المنزل
يوجد في هولندا معدل مرتفع بشكل استثنائي للولادات في المنزل حيث يدفع نظام الرعاية الصحية فقط للولادة في المستشفى إذا كان ذلك ضروريًا من الناحية الطبية.
وتعد الولادات في المستشفى هي الاستثناء والولادات في المنزل هي القاعدة، ما يمنح العائلة الجديدة أقصى قدر من الخصوصية.
السويد.. تجاهل الحامل
في السويد لا يكون الحمل عادة ذا أهمية كبيرة، ولا تعتبر المرأة الحامل مريضة، ويُسمح لها بالعمل حتى قبل الموعد المحدد للولادة بقليل باستثناء الوظائف التي تتطلب مجهودًا بدنيًا والمحفوفة بالمخاطر.
ويتم إخراج الأم والطفل بسرعة من المستشفى لقضاء فترة النقاهة في شقتها، وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بقابلة.
