أبشع كارثة نووية في العالم

«حادث تشرنوبل».. هل يتكرر السيناريو المُفزع خلال الحرب الروسية الأوكرانية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: إسراء ممدوح

 

تمر اليوم الأربعاء 26 أبريل، الذكري الـ 37 لأسوأ حادثة نووية في العالم، وهي حادثة محطة تشرنوبل النووية، والتي تُعد حاليًا مصدرًا للقلق في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.

البداية، كانت في عام 1986 حين حدث انفجار داخل محطة تشرنوبل للطاقة النووية، أدي إلى انتشار سحابة مُشعة على كلًا من أوكرانيا، وبيلاروسيا، والاتحاد الروسي، ليصيب الإشعاع حوالي 8.4 مليون شخص في تلك البلدان الثلاثة التي تضررت، لتدق أجراس الخطر تخوفًا من تكرار كارثة أخري خاصةً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.

ولكن.. لماذا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تزايدت مخاوف من تكرار كارثة تشرنوبل جديدة؟

وتجيب «بوابة أخبار اليوم» عن ذلك السؤال المُحيّر في السطور التالية:

بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تزايدت المخاوف من تكرار وقوع كارثة نووية أخري، فلم تُصب الكارثة منطقة تشرنوبل فقط، بل امتدت المخاطر إلى تداعيات تعرض أي من المفاعلات النووية النشطة في أوكرانيا والتي تبلغ عددها 15 مفاعلاً للقصف، أو وقوعها في دائرة معارك الحرب الروسية الأوكرانية.

وبالفعل، حذرت وزارة الخارجية الأوكرانية من احتمالية وقوع «كارثة بيئة جديدة» عقب سيطرة القوات الروسية على محطة تشرنوبل النووية في مارس من العام الماضي. 

اقرأ أيضًا: أمريكا والاتحاد الأوروبي يتعهدان بتقديم «دعم أمني واقتصادي» لأوكرانيا

وكشفت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية، عن رصدها زيادة في الإشعاع النووي في منطقة تشرنوبل المُنضمة لها 4 مُفاعلات مُغلقة أحدها ذاب أثناء انفجار تشرنوبل عام 1986، فأُطلقت نسب عالية من الإشعاع على أجزاء كبيرة في أوروبا.

في عام 1991، أنشأت الأمم المتحدة الصندوق الاستئماني لتشرنوبل، الذي يعمل حاليًا تحت إدارة مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، ومنذ عام 1986، افتتحت المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الرئيسية ما يزيد عن 230 مشروعًا من مشاريع البحوث والمساعدة في مجالات الصحة والسلامة النووية وإعادة التأهيل والبيئة وإنتاج الأغذية النظيفة والمعلومات، لتعلن الأمم المتحدة في عام 2002 تحولًا في إستراتيجيتها حول تشرنوبل، وتركيزها على نهج إنمائي طويل الأجل. 

فأخذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكاتبه الإقليمية في البلدان الثلاثة المتضررة وهم أوكرانيا وبيلاروسيا، والاتحاد الروسي، زمام المبادرة في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة.

ويحذر الخبير النووي في منظمة "السلام الأخضر" لشرق آسيا، شون بورني، من خطورة الأمر في ضوء العدد الكبير من المفاعلات النووية في أوكرانيا، فالمفاعلات النووية الأوكرانية تظل مصدرًا للقلق، وقال بورني في مقابلة مع DW، أن الوضع في أوكرانيا "يعد فريدًا في تاريخ الطاقة النووية وربما في تاريخ البشرية حيث تعصف حرب واسعة النطاق بدولة تدير وتشغل 15 مفاعلاً نوويًا".

كما أوضح الخبير النووي في منظمة "السلام الأخضر"، أن كييف تحصل على نصف احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من المحطات النووية رغم أن 9 مفاعلات من الـ15 تعمل فقط في الوقت الحاضر، وأن فكرة تعزيز تدابير الحماية خلال بناء محطات نووية "في حالة نشوب حرب واسعة النطاق لم تكن أبدًا جزءًا من خطة أوكرانيا على الأقل عندما يتعلق الأمر بالطاقة النووية التجارية".

وأكد بورني، أن بعض المفاعلات النووية في أوكرانيا التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة قد شُيدت تحت سطح الأرض خوفًا من أي تهديدات عسكرية، لكنه حذر من أن "المنشآت النووية الكبيرة" قد بُنيت فوق سطح الأرض في أوكرانيا.

وأفاد البيان، بأن، محطات الطاقة النووية تُعد من أكثر المنشآت الصناعية تعقيدًا وحساسية، ويستدعي استمرار عملها تطبيق حزمة من الموارد شديدة التعقيد لتكون في أهبة الاستعداد في جميع الأوقات للحفاظ على سلامة هذه المحطات، كما حذر البيان، من أنه لا يمكن ضمان هذا الأمر في حالة نشوب حرب.

«السيناريو الأسوأ»

وأشار بورني، إلي إن السيناريو الأسوأ يتمثل في وقوع انهيار مبنى في أحد المفاعلات النووية مثل ما حدث في  كارثة فوكوشيما اليابانية  عام 2011، وأن هذا الأمر سيؤدي إلى "إطلاق كميات هائلة من النشاط الإشعاعي".

كما رجح شون، عدم احتمالية استهداف أي من المنشآت النووية في أوكرانيا بشكل مباشر، لكن أشار إلى أنه يمكن تدمير الهياكل المخصصة لتخزين الوقود المستهلك "عن طريق الخطأ ودون قصد" خلال المعارك.

وأكد الناشط في مجال الطاقة النووية بمنظمة "السلام الأخضر" في فرنسا ولوكسمبورج، سبوتز: أن هناك مخاوف من أن الجيش الروسي قد يستولي على محطة نووية في أوكرانيا لكنه لا يمتلك فريقًا من المتخصصين لتشغيلها بشكل صحيح وآمن خاصة وأن هذه المحطات في حاجة إلى عدة مئات من المتخصصين والفنيين القادرين على تشغيلها"، بحسب قوله.