«مرحبتين بلدنا حبابا.. حباب النيل.. حباب الغابة».. السودان بين جنة الأمل ونار اليأس |صور وفيديو

الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق حميدتي
الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق حميدتي

◄| السماني عوض الله رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز السوداني لـ «بوابة أخبار اليوم»: إبعاد مصر عن الآلية الرباعية كان أكبر خطأ.. ومصر الأقرب لحل الأزمة


◄| مكي مغربي المحلل السياسي السوداني لـ«بوابة أخبار اليوم»: لا تفاوض على دور سياسي للدعم السريع 


«مرحبتين بلدنا حبابا.. حباب النيل حباب الغابة.. ياها ديارنا نحن أصحابا.. نهوى عديلا ونرضى صعابا.. نعشق شمسها الحراقة.. بتلهب في قلوب دفاقة.. نحن شعارنا حب وصداقة.. للناس الصفات أخلاقة.. مرحبتين بلدنا حبابا».. بهذه الكلمات كان يتغنى السودانيين حبا في وطنهم الذي لامس ضوءًا خافتا نهاية نفقه المظلم الذي استمر لسنوات وسط توقعات دولية متفائلة بانخفاض معدلات التضخم، ولكن يبدو أن الأمل الذي كان يحلق في الأفق سقط في وحل الصراع المسلح مع القتال الدائر بين  الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وميليشيات الدعم السريع بقيادة الفريق حميدتي، فهل السودان قادر على الخروج من عنق الزجاجة بإرادة داخلية؟ أم الأمر سيكون عبر وسطاء الإقليم أم سيأتي عبر ضغوط من قوى غربية؟.

الأزمة.. وسطاء دوليون
رأى الكاتب الصحفي السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز، أن الحل الذي يأتي عبر وسطاء دوليون لن يصمد ما لم تكن هنالك قناعة من الطرفين المتنازعين، حيث أن توفر الثقة بينهما هي التي تؤدي إلى حلول مستديمة للأزمة إذا أخذنا في الاعتبار أن الوسطاء الدوليين هم السبب الرئيسي في خلق هذه الأزمة بما تم فرضه على الأطراف في الاتفاق الإطاري الذي يهدف إلى تفكيك المؤسسة العسكرية السودانية.

 

وأوضح رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة الخرطوم، أنه رغم الارتباطات الدولية والإقليمية لكل طرف فإن الحل الذي يأتي عبر الخارج سيكون هشا ولن يصمد باعتباره حل مفروض عليهما دون قناعات منهما، لافتا إلى أن الوسطاء الدوليين عليهم أن يعملوا من أجل العمل على تقريب وجهات النظر حتى يكون الحل سوداني سوداني بقناعة الأطراف وأن الحل الداخلي هو الأنسب لديمومة الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه أطراف النزاع.

 

مصر الأقرب

وشدد على أن إبعاد مصر عن الآلية الرباعية كان أكبر خطأ ارتكبته تلك الوساطات، لأن وجود مصر في آليات حل الأزمة كان مهما لأنها أقرب للأطراف المتنازعة وهي الأكثر إدراكا لنفسيات تلك الأطراف، وتحركات مصر الأخيرة بالتنسيق مع جنوب السودان وهما الأقرب إلى السودان يمكنهما من التوصل إلى حلول إذا أخذنا في الاعتبار الدور المصري تجاه حلحلة القضايا السودانية في أوقات سابقة.

 

وأشار رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز، إلى أن السودان ومصر تربطهما علاقات تاريخية ذات خصوصية علاقات شعبية وأن السلام والاستقرار في السودان ينعكس إيجابا على الأوضاع في مصر خاصة للحدود الممتدة في ظل وجود تحركات لعناصر إرهابية في الشريط الحدودي بين البلدين.

 

لا تفاوض مع الدعم السريع
مكي مغربي المحلل السياسي السوداني، قال إنه لا يوجد أي تفاوض على دور سياسي للدعم السريع، مشيرا إلى أن هذا أمر تجاوزه الزمن، ولكن من الممكن أن يكون هناك تفاوض للخروج الآمن من مسرح الأحداث.

 

وأضاف مغربي، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة الخرطوم، أن أسلوب الحسم والعزيمة المصاحبة له غير مسبوق ولا رجعة عنه لأنه جاء بسبب دافع وطني تراكم على مدى 4 سنوات من الانتقال الفاشل بسبب التدخل الخارجي الذي حول الدعم السريع إلى موطأ قدم له في البلاد، وفشلنا في كل محاولات النصح والاصلاح، مبينا أنهم كانوا يتمنون أن يحدث إصلاح على مستوى قيادة الدعم السريع، ولم نكن نرفض وجود حميدتي في قيادته في حال قيامه بالاصلاح، ولكنه رفض ذلك واتخذ حلفاء من ورق ضد الوفاق الوطني.

 

وأكد المحلل السياسي السوداني، أن مصر تميزت عن كل أصدقاء السودان بأنها وقفت على مسافة واحدة من الجميع، مشيرا إلى أن مصر لا تحتاج دروسا من أحد حول الإسلام السياسي بالذات من دول تكونت أول أمس وتريد أن تسوق كل أصدقاء السودان لأجندتها، مشددا على أن مصر نجحت لأن معادلتها بسيطة وواضحة جدا فهي لا تقبل التدخل في شئونها من أحزاب سودانية وهي أيضا لا تنقل صراعاتها الداخلية للسودان، ولا تقوم بتفضيل طرف على طرف إلا بمعيار مصالح البلدين والعلاقة بينهما وليس بفرز أيدولوجي أو سياسي مسبق.