حكايات| «سادات قريش».. قصة مسجد شيده عمرو بن العاص

مسجد سادات قريش
مسجد سادات قريش

يعد مسجد سادات قريش من المساجد التاريخية؛ حيث يقع في مدينة بلبيس إحدى مدن محافظة الشرقية، حيث إنه شيد عام 18 هجريًا ويعد أحد أبرز المعالم الإسلامية.

ويصنف مسجد سادات قريش كأحد أقدم المساجد في مصر، حيث يرى بعض المؤرخين أن أول مسجد بني في مصر، وتأسس قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ويرجح أن يكون أول أو ثاني أقدم مسجد في أفريقيا.

سبب التسمية

"سادات قريش" يعود تسميته بهذا الاسم تكريمًا لشهداء المسلمين عند فتحهم مصر في معركتهم ضد الرومان ببلبيس، حيث استشهد من جيش المسلمين نحو 120 جنديًا ممن ينتسبون إلى قبيلة قريش التي ولد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنوا فيه.

ويرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى دخول العرب الفاتحين مصر في أثناء الفتح العربي الإسلامي، وبعد دخول الصحابي عمرو بن العاص مدينة العريش ووصوله إلى مدينة بلبيس، وقد رابط هناك شهرا ودارت معركة طاحنة بينه وبين جيش الروم سميت «معركة بلبيس» سنة 18 هجريا، والتي انتهت بسقوط ألف وأسر 3 آلاف جندى من جيش الروم.

كما استشهد ما يقارب 250 مسلما منهم 40 صحابيا و210 من التابعين من سادات قريش (قريش إحدى القبائل العربية التي كانت تقطن مكة وكانت قبيلة النبي صل الله عليه وسلم).

بعد انتهاء معركة بلبيس، أقدم عمرو بن العاص على بناء المسجد على أثر قصر الحاكم الروماني ليؤدي الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس، وأطلق عليه مسجد السادات نسبة إلى أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم الذين جاءوا مع الفتح الإسلامي لمصر وتكريما وتخليدا لذكري الشهداء.

وقد تم تأسيس المسجد في البداية بطريقة بسيطة وبدائية، حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض وشيدت جدرانه من الطوب اللبن، وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلاً من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي، والمسجد عبارة عن مستطيل الشكل يحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وداخل المسجد 18 عمود رخام فسفوري، و16 في الوسط واثنين في القبلة، وتزيد مساحته عن 2000 م، وتم ترميم المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف عام 1002 هجريا.

وتعتبر مأذنة المسجد من الآثار النادرة، ومازالت باقية وكذلك أعمدة وسقف وحوائط المسجد من الداخل والخارج بحاجة للترميم والاهتمام باعتبارهما من المعالم الأثرية وأحد المزارات السياحية .

«بوابة أخبار اليوم» التقت بالدكتور محمد فرماوي مفتش آثار بلبيس القطبية والإسلامية، حيث أكد في تصريحاته أن مسجد سادت قريش يعتبر من أهم المساجد ذات القيمة التاريخية، موضحا: "كل أهالي بلبيس يعلمون هذا الأمر".

وتابع: "المسجد يندرج تحت المباني ذات الثراث المعمارى ولا يندرج تحت المباني الأثرية حيث تمت إقامة مسجد سادات قريش على أنقاض الحاكم الروماني حيث دارت معركة عام ١٨ هجريا بين جيوش المسلمين بقيادة عمر ابن العاص والرومان أستشهد على اثرها عدد من الصحابة من قريش ويقال ان عدد من استشهد من الصحابة ١٢٠ صحابيا ويزيدون". 

وأضاف: "المسجد مستطيل الشكل يحتوي على 3 بائكات من الأعمدة الرخامية، ومقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي 3 آلاف متر مربع، وتم تجديد هذا المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة".

ونوه بأن قبلته تعد القبلة الرئيسية فى مصر وأقدم قبلة بعد المساجد الـ3 المسجد الحرام والأقصى وقباء.

وأشار إلى أن اسم المسجد في البداية كان "الشهداء"، ودخل سيدنا عمرو بن العاص، مصر من الجهة الشرقية فى مدينة بلبيس واستشهد هناك ١٢٠ صحابيًا، وعندما كان الصحابة أكثرهم من قريش سُمى المسجد بسادات قريش

عدم التسجيل في تعداد الآثار الإسلامية

من جانبه، الدكتور مصطفى شوقي مدير عام  الآثار الإسلامية والقبطية وليهودية بمحافظة الشرقية، فيقول إن الجيش الإسلامي بقيادة عمرو ابن العاص سار من رفح ثم العريش والقنطرة والصالحية والقصاصين ثم اجتاز تلال وادي الطميلات فأصبح على مشارف مدينة بلبيس، ودارت المعارك بالمدينة بين الجيشين المسلم والروماني وانتهت بهزيمة ساحقة للرومان.

وتابع "شوقي" أنه ورد عن "المقريزي" عن مدينة بلبيس بأنها سميت في التوراة أرض جازان ومن المرجح أن يكون مسجد سادات قريش من أحد المساجد الأولى التي أنشئت في مصر، ولكنه لم يسجل في تعداد الآثار الإسلامية، حيث سار الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص من فرح العريس ثم الغرام حتى وصل بلبيس ودارت بها معارك بين الجيش العربي وجيش الرومان وأقيم المسجد في نفس المكان تخليدا الصحابة رسول الله.