سعد الدين الهلالي: الدراما المصرية التاريخية والدينية أهم أشكال الفن الهادفة

د. سعد الدين الهلالي
د. سعد الدين الهلالي

◄ كتب: سالي الجنايني - محمد جمعة - أسماء ياسر 

«نحن بحاجة إلى انتقاء أحداث وشخصيات تاريخية ملهمة، نقدمها للمجتمع وللشباب اليوم».. بهذه الكلمات أكد د. سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أهمية الدراما التاريخية والدينية كونها أحد أهم أشكال الفن الهادفة التى تعمل على نشر الوعي، وتعد مصدرا قيماً للتعلم، مشيرا إلى أنه متابع جيد لمسلسل «رسالة الإمام» الذى يؤرخ لأحداث منتقاه من تاريخ الإمام الشافعي، والذى يقدم رسالة مهمة وحراكا قويا وجذريا، وهى الرسالة التى تعد تقدما كبيرا نحو الرشد والوعى الدينى الصحيح، وتعمل على توجيه الفقه الدينى لخدمة المجتمع، لأن الفقه الدينى إن لم يخدم المجتمع فإنه يكون تحديا ضد المجتمع.

وأضاف سعد الدين الهلالي، أن مسلسل «رسالة الإمام» يقدم رسائل مهمة، منها: حق الإنسان فى فهم فقه دينه، وحقه فى العلم ونشر العلم، وليس إدارة المجتمع بالفتاوى، وأيضا التأكيد على حق المرأة فى اختيار زوجها وحقها فى أن تقول «نعم» أو «لا»، قائلا: « فى مسلسل الإمام الشافعي، تم أخذ انتقاءات من تصرفاته ومن أقواله، لتكون هناك رسالة مفادها أن كل إمام وشيخ يجب أن يكون معلما وليس مفتيا، لأن المفتى هو من يعطى رأيا واحدا فقط، لكن المعلم هو من يعلمنا الفقه ويعطينا الحق فى الفهم والاختيار. وتابع: كما أنه تم اختيار الإمام الشافعى نفسه دون غيره، لتأكيد أن حسن استقبال المصريين للضيف تجعله يندمج وسط الشعب، ذلك أن الإمام الشافعي ولد فى غزة وعاش فى مكة ثم ذهب للعراق وأخيرا جاء إلى مصر، لكنه ما إن دخل مصر «تَمَصَر» بمعنى أنه أصبح مصريا، فتكلم بلسان المصريين، وهو ما يعد نجاحًا لأهل مصر الذين يحتضنون الضيف المخلص ويجعلونه واحدا منهم.

اقرأ أيضًا | الحلقة 22 «رسالة الإمام»| الشافعي يعلم الناس طريقة الغسل على سنة رسول الله

وأكد سعد الدين الهلالي، أن أحد أهم رسائل الإمام، تتمثل فى التاريخ الدموى للصراع السياسى من أجل الحاكمية والحكم، وهذا بالتأكيد إن لم يثمر فى نفوس الأجيال الحالية بالزهد عن الحكم سنظل فى هذا الصراع، قائلا: «يجب أن نزهد فى الحكم لأنه ليس مغنما، وأن تكون الثقافة العامة للشعب هى أن الحاكمية والحكم مغرما ومسؤولية وليسا مغنما أو تشريفا، بل هما تكليف، فإذا كان الحكم بهذا الوضع فيجب أن يزاح من أذهاننا، خاصة أن الجماعات الدينية تعتبر أن الوصول للحاكمية هو الوصول إلى المغنم النهائى بالنسبة لهم».