5 صناع للسعادة فى رمضان

مسلسل “الكتيبة 101”
مسلسل “الكتيبة 101”

خيرى الكمار 

رغم أن الدراما هي صناعة جماعية تعتمد في نجاحها على العديد من الأطراف أمام وخلف الكاميرا، إلا أن نجاح العمل وفشله ينسب دائما إلى النجم، فقط بطل العمل هو من يتحمل تقديره أمام الجمهور، رغم أن العديد من المسلسلات خاصة في موسم صعب مثل شهر رمضان، جزء كبير من نجاحها يعود للمخرجين، ممن صنعوا صورة رائعة، ووجهوا أبطاله إلى الطريق السليم.. في السطور التالية نستعرض أبرز 5 نجوم خلف الكاميرا صنعوا السعادة والنجاح لأعمالهم في رمضان

محمد سلامة

رغم أن مسلسل “الكتيبة 101” يعد أول عمل درامي وطني حربي يقدمه المخرج محمد سلامة، إلا أنه نجح من خلاله في التفوق على كل المسلسلات التي تنتمي لهذه النوعية في تاريخ الدراما المصرية، من حيث المشاهد الحربية الضخمة التي تضمنها المسلسل، فقد قدم سلامة مشاهد حربية للعمليات العسكرية للجيش المصري ضد التكفريين في سيناء بشكل يحمل إبهار كبير، وبتفاصيل لم تقدم في أي عمل سابق، خاصة في مشهد هجوم الطائرات “الأباتشي” على التكفريين، وفي مشاهد هجوم الإرهابيين على الأكمنة وتصدي قوات الجيش لهم، وليس هذا الجانب فقط هو الذي يجعل من سلامة بطل المسلسل الأول، لكن هناك جوانب أخرى عديدة، منها نجاحه في تقديم دراما وطنية تحمل مزج بديع بين الدراما الإنسانية والحربية، بما تتضمنه من مشاهد للعمليات العسكرية ولحظات الإثارة والترقب وقدرته على ضبط إيقاع العمل في إطار هذا المزج.

 

محمد شاكر خضير

نجح محمد شاكر خضير من خلال مسلسل “تحت الوصاية” الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان، أن يقدم عمل فني يحمل كل عناصر الترقب الإثارة والتشويق من خلال دراما إنسانية لا دراما الجريمة أو التيمات التي يتم الاعتماد عليها غالبا في أعمال الإثارة والتشويق، ومنذ الحلقة الأولى من المسلسل استطاع  خضير أن يحقق حالة الترقب التي يهدف لها، ليس بإنتظار الحلقة الجديدة فقط، لكن لإنتظار كل مشهد، كما نجح في صنع الحالة التي يريدها إعتمادا على أماكن التصوير والزوايا والكادرات والإيقاع، حيث جعلنا نتعايش بشكل كامل مع شخصية “حنان” التي تجسدها منى زكي، ونصاحبها في رحلتها مع طفليها، وما تواجهه من أجل حياة مستقرة، والخوف الذي يسكنها في كل لحظة من المصير المجهول، وتحديها لهذا الخوف بكل قوة رغم الضعف الإنساني الذي يسكنها، والذي تتحداه أيضا، وتحاول إظهار عكسه، ويحسب لخضير بالتأكيد حالة التألق التي تبدو عليها منى زكي في تجسيدها لشخصية “حنان”.

 

محمد سامي

يجيد محمد سامي صنع دراما شعبية تنجح في جذب المشاهدين حتى وأن كانت غير واقعية، لكنه يحملها بتفاصيل تتشابه مع الواقع بدرجة ما، ومبالغات عديدة لكنها تنال إعجاب الجمهور، فبالتأكيد حي السيدة زينب الذي يظهر في ديكور المسلسل لا يشبه واقع حي السيدة زينب، ولا هذه الشخصيات التي تسكنه شخصيات واقعية، ولا ما يحدث داخل العمل يمكن أن يحدث في الواقع، لكنه الخيال الدرامي الذي يجذب الجمهور ويصنع لديه حالة من التفاعل والترقب الدائم لما هو قادم، هذه التوليفة الشعبية المضمونة النجاح بناءً على تجارب فنية عديدة سابقة، والتي تجمع ما بين الصراعات التقليدية وبعض الأكشن والكوميديا والرومانسية مع سر خفي يسعى البطل لكشف لغزه، وأن كانت هذه التوليفة تعتمد في الأساس على الكتابة، فإن ما يضمن نجاحها وتفاعل الجمهور معها هو المخرج، والذي يتحمل مسئولية اختيار كل العناصر التي تقدم هذه التوليفة، من فنانين يجسدون شخصياتها، إلى تصوير وديكور وموسيقى وغيرها من العناصر، وتقديم الحالة الفنية التي تتناسب مع هذه التوليفة، وهذا ما يجيده ويتفوق فيه سامي، الذي نجح في اختياره لكل الفنانين المشاركين، إلى جانب بطله محمد رمضان الذي تجمعه معه “كيميا” واضحة ونجاح سابق في مسلسلي “الأسطورة” و”البرنس”.

أقرأ أيضأ : سماح السعيد: تقديم زوجة «الإمام» سبقها جهد وقراءة وتدريب

الليث حجو 

رغم الأداء المميز لخالد النبوي في مسلسل “رسالة الإمام”، والذي جسد من خلاله شخصية الإمام الشافعي، إلا أن مخرج المسلسل السوري الليث حجو يعد البطل الأول لهذا العمل، وذلك لإخلاصه في تقديم الفترة التاريخية لأحداث المسلسل بكل صدق وإتقان وإهتمام بالتفاصيل، خاصة الديكورات والملابس، وهو بالتأكيد ليس المسئول عن خطأ وجود أبيات شعر منسوبة للشافعي وهي ليست له، وقد أبدع حجو في بناء مشاهد المسلسل على مستوى الصورة بكادرات جمالية تحمل تأثير درامي يعمق من فكر العمل والحالة الفنية العامة له، وتصنع إيقاع منسجم له، كما قدم بإبداع واحترافية وعذوبة مشاهد رحلة الإمام إلى مصر في صحراء سيناء بكادرات شديدة الجمال والتباين بين حالة الشافعي في مصر وبالمرحلة السابقة من حياته، والتي يستعيدها من ذاكرته خلال هذه الرحلة، وتفاصيل الفترة التاريخية الخاصة بوصول الشافعي لمصر بكل أبعادها، وأهم ما نجح فيه حجو بهذا العمل، هو تقديم مسلسل ديني برؤية فنية جديدة وجذابة وتختلف عن كل المسلسلات الدينية التي قدمت من قبل، لهذا أستحق أن يكون البطل الأول لهذا المسلسل.

 

كريم الشناوي

يعتبر المخرج كريم الشناوي أكثر المخرجين الشباب تنوعا في أعماله الدرامية، فتجاربه الدرامية الثلاثة التي قدمها تحمل اختلاف شديد في نوعية كل منها، وهي “قابيل، خلي بالك من زيزي، الهرشة السابعة”، والأخير عرض في النصف الأول من شهر رمضان الجاري، ومنذ أن قدم الشناوي مسلسل “قابيل”، أثبت أنه مخرج متميز وله رؤية وبصمة فنية واضحة، لكن في “الهرشة السابعة” تخطى هذا التميز ووصل إلى مرحلة الإبداع، حيث صنع حالة فنية في العمل تجعلك تدرك في كل مشهد أن هناك مخرج واعي يجيد التحكم في كل أدواته، وفي التعامل مع الممثلين، حتى يصل إلى هذا التناغم الشديد والرقة والنعومة والإتقان الذي يتناسب مع الفكرة التي يطرحها المسلسل، ورغم أن نوعية الدراما التي ينتمي لها “الهرشة السابعة” هي الدراما الاجتماعية الرومانسية تقع في الغالب بفخ الملل في التفاصيل النمطية التي تتناولها والإيقاع الهادئ الذي يكون أحيانا أهم أسباب الإنصراف عن متابعة العمل بعد عدة حلقات، إلا أن الشناوي نجح من خلال رؤيته وتعامله مع كل عناصر المسلسل في عدم الوقوع بهذا الفخ، وقدم عمل إجتماعي رومانسي بإيقاع متفرد وحالة فنية ساحرة، هذا لا يمنع إجادة أبطال العمل وعلى رأسهم أمينة خليل النجمة المفضلة للشناوي وشريكته في مسلسلاته الثلاثة، بجانب محمد شاهين وأسماء جلال وعلي قاسم، وبالتأكيد مؤلفته مريم نعوم وورشتها “سرد”.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 13/4/2023