أيمن فاروق يكتب: محاولة ميتة لاستمالة العقول في رمضان

أيمن فاروق
أيمن فاروق

بقلم: أيمن فاروق

..وسط أحداث عالمية متسارعة، وحالة ترقب في الأفق لما يدور على المستوى الدولي من تراشق وتبادل الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، القوتين النوويتين الأكبر في العالم، ووسط مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، ومؤخرًا محاكمة ترامب في تمثيلية سياسية واضحة المعالم داخل أمريكا، وأخيرًا تسريب وثائق عسكرية للبنتاجون، عبر الهواء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، تلك التي كشفت عن مدى عمق اختراق المخابرات الأمريكية لأجهزة الأمن الروسية، في نفس الوقت مساعي وزارة الدفاع الأمريكية إغلاق توزيع تلك الوثائق وتداولها عبر السوشيال ميديا، وعلى الجانب الآخر توجيه اتهامات من الجانب الأمريكي بوقوف روسيا أو عناصر موالية لها وراء هذا التسريب، وبين هذا وذاك، إعلان الجيش الصيني مواصلة المناورات العسكرية بحرًا وجوًا حول تايوان، وسط غضب غربي من تلك المناورات، وإعلان تأييد إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة، بهدف الدفاع عن الجزيرة في حال تعرضها لضربات صينية، وما يحدث من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واقتحام المسجد الأقصى، واعتقال مئات المعتكفين وقصف غزة بالصواريخ، لايزال الإخوان يعيشون في عالم افتراضي معتقدين أنهم بإمكانهم العودة للمشهد مرة أخرى، ورغم التأكيد على أن الجماعة الإرهابية لفظت أنفاسها الأخيرة مرارً وتكرارًا، المثير والعجيب لهؤلاء المنتمين لتلك الجماعة الذين يأخذون من الدين ستارًا لأعمالهم الدنيئة، يستغلون شهر رمضان الكريم، في الترويج لأفكارهم وبث شائعاتهم وأكاذيبهم دون مراعاة هذا الشهر المبارك، حيث أن لجانهم الإلكترونية أو ذبابهم الإلكتروني نشط بشكل مكثف على السوشيال ميديا والقنوات الفضائية التابعة لهم، للترويج لقضاياهم وأفكارهم السياسية، وهم الآن يحاولون إعادة استعادة الماضي بالترويج لفكرة المظلومية وفي نفس الوقت محارية الدولة والإنجازات والمشروعات القومية ومحاولة إظهار الصورة باللون الرمادي وربما الأسود، حتى يبثوا اليأس داخل نفوس الشعب المصري، أضف إلى ذلك الترويج لأفكارهم من خلال بوستات أو صفحات مجهولة لا احد يعرف مصدرها أو تبعيتها للجماعة، ونشر فكر الجماعة الهدام عليها، لمحاولة استقطاب أجيال جديدة وأيضا فتيات وسيدات وبالتالي يستطيع التحكم فيهم وتوجيههم فيما بعد، سياسة شيطانية تتبعها جماعة الإخوان من قديم الأزل، وهاهم يعيدون إنتاجها مرة أخرى، عن طريق بث شائعات الإخوان وطرق غسل عقول الشباب بطرق قديمة لضمان ميل الهوى لأفكارهم الهدامة.

أساليب استمالة الهوى وغسل العقول بطرق غير مباشرة واتباع سياسة المظلومية للتمكن من قلب وعقل الآخر، ليست سياسة جديدة للإرهابية، فقد تعودوا عليهامستغلين شهر رمضان كي يمارسوا فيها «بلطجة الميديا» بقلب الحقائق لأجل أغراضهم الخبيثة.

ولكن هذا الشعب الذي تصدى للاحتلال والأعداء ولفظ الكثير والكثير ممن كانوا يطمعون في هذا البلد، وأخيرا طردوا بلا رجعة جماعة الضلال لن ينطلي عليهم ألاعيبهم، فهذا الشعب وتلك الأمة المصرية لا يمكن لجماعة أو أجهزة خارجية أو دول غسل عقولهم لأن الجينات المصرية «معجونة» بتراب هذا الوطن، لهذا كل ما يفعلونه ما هي إلا محاولات ميتة لن تلقى صدى من قبل المصريين.

حفظ الله مصر.. شعبا وجيشا وشرطة