تحت اسم «بنبنى مستقبلنا» .. «بنت 13» تقود مبادرة لتأهيل الشباب

جانب من توعية النشء فى مكتبة حلوان
جانب من توعية النشء فى مكتبة حلوان

الشباب هم الأمل والدافع القوى لبناء مستقبل الوطن، والاهتمام بتنمية العقل والفكر من الصغر يصنع فارقا كبيرا فى تغيير وبناء المجتمع وينعكس ذلك بشكل أكثر تطورا على مختلف مناحى الحياة الاقتصادية والتجارية والصناعية والتنموية، وهذا كان الهدف الرئيسى الذى سعت له فاطمة عطية وهى فى الثالثة عشرة من عمرها من أجل بناء جيل قادر على تنمية المجتمع وتحقيق أهدافه ومساعدته على توظيف طاقته بطريقة صحيحة تحقق أهداف التنمية المجتمعية المستدامة.

بدأت الحكاية عندما قررت فاطمة أن تتطوع وهى فى العاشرة من عمرها بقسم المكفوفين بإحدى الجمعيات الخيرية للمساعدة فى كتابة الكتب على برامج الحاسب الآلى ليتم طباعتها بطريقة برايل للمكفوفين، وكذلك تطوعها بأحد النوادى الثقافية لإشباع شغفها من الاطلاع والقراءة ولتحقيق حلمها بأن تكون فردا مؤثرا فى المجتمع، فكانت تحرص دوما على حضور ندوات تنموية سواء فى المكتبات العامة أو قصور الثقافة، حتى وصلت للمرحلة الإعدادية ورأت أن واجبها تجاه زملائها فى المدرسة هو إفادتهم بما تدرسه وتتعلمه، ورأت أنها يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديمها بعض الفعاليات والأنشطة والندوات داخل المدرسة، فلم تنتظر كثيرا بمجرد أن حصلت على الفكرة كاملة، عرضت الأمر على الإخصائية الاجتماعية لتنفيذ ذلك، حينها أخبرتها بعرض الأمر على مدير المدرسة.

التقت فاطمة وهى فى الثالثة عشرة من عمرها بالمدير لتوضح له تفاصيل الأمر وإخباره بفكرة المبادرة وتأثيرها فى النشء، حينها وعدها بأنه سيعطيها الفرصة بشرط أن تكون على قدر المسئولية وعدم التقصير فيما بعد، وهنا جاء ردها مباشرة بطريقة عملية، فأخرجت ورقة كانت دوّنت بها خطة لتنفيذ بعض الورش والفعاليات التى تقدم إفادة حقيقية لكل أقرانها وزملائها كما حصلت عليها من خلال الدورات التنموية، وبالفعل استطاعت تنفيذ المبادرة بمدرستها لمدة عام كامل من 2010 وحتى 2011 واختارت لها اسم «بنبنى مستقبلنا»، وقدمت للطلاب العديد من الندوات عن التنمية البشرية وتطوير الذات، وعلى الرغم من صغر سنها قررت المغامرة وتنفيذ مبادرتها فى كل ما تستطيع الوصول إليه من مكتبات وهيئات ومؤسسات مجتمعية على الرغم من رفض بعضهم لها بسبب صغر سنها، لكنها أصرت على استكمال المسيرة حتى وضعت قدمها على أول الطريق لتنتطلق فيما بعد لتنفيذ فعاليات عديدة للنشء والشباب وتوعية الأسرة بطرق التربية الإيجابية والتحدث بشأن كثير من المواضيع الاجتماعية شديدة الأهمية مثل مواجهة ختان الإناث وكذلك التوعية الصحية بشكل عام، وذلك بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية من مدارس ومكتبات عامة ومؤسسات مجتمعية وأكاديميات التدريب.

وفى عام 2019 وبعد تحقيق نجاح كبير وأيضا بعد مقابلة تحديات عديدة وصلت بها لفقدان الشغف فى كثير من الأحيان، إلا أنها ظلت تقاوم لتحقيق حلمها بالشكل الصحيح لتكون هى مثالا يحتذى به الشباب فى مواجهة العقبات وكيفية تخطى الأزمات، فقامت بالتعاون مع فريق العمل بإجراء دراسة قياس أثر عما قدمته خلال السنوات السابقة، وللعمل أيضا على تطوير البرامج لرؤيتها أن التدريب وحده لا يكفى لتأهيل النشء. وقد وجدت أثرا إيجابيا على أرض الواقع ظهر من خلال رغبة العديد من الأطفال والشباب فى الإقبال على الحصول على المزيد من الدورات التدريبية والاستشارات فى مختلف النواحى.

قررت بعدها إطلاق البرنامج الثالث من المبادرة وتقدمت بفكرتها لتأهيل النشء والشباب من الألف للياء فى صناع التغيير بإحدى المؤسسات المعنية بالتنمية المجتمعية، وتأمل أن يصبح هذا البرنامج قوميا ويصل لكل النشء على مستوى الجمهورية، ويكون السند والدعم بداية من أول المشوار وتعلم طرق اكتشاف الذات وكذلك تعلم القيم المجتمعية وكيفية المحافظة على المساحة الشخصية وتقبل آراء الآخرين والمساعدة على تنفيذ الأفكار والابتكارات فى المجتمع ويصبحون جزءا داعما لاقتصاد البلد وقادة مؤثرين ومشاركين لصناعة القرار. وأشارت إلى أن المبادرة تعمل أيضا على توفير بعض الشراكات للشباب الراغبين فى تنفيذ مبادرتهم الخاصة وكذلك توفير التمويل الذى يسمح لهم بالتنفيذ العملى على أكمل وجه، فضلا عن توافر منصة خاصة بمبادرة «بنبنى مستقبلنا» لتستقبل جميع الاستفسارات من جميع الأعمار لتأهيل النشء والشباب وتوفير كل سبل الدعم للأفراد من خلال مراحل التدريب والتعليم وتقديم الاستشارات والمتابعة والدعم.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 5/4/2023

أقرأ أيضأ :  محافظ أسيوط: استمرار تنظيم الفعاليات والأنشطة لأطفال وتلاميذ المدارس