منذ انشائها عام 2016 أخذت الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية» على عاتقها أن يكون لها دور مجتمعى كبير من خلال مبادرات انسانية ومجتمعية على كافة المستويات، كان أخرها القرار الذى اتخذته بتحمل تكاليف علاج الإعلامية «شيرين الطحان» التى وافتها المنية أمس، ومن قبلها تحمل تكاليف علاج الفنان «شريف الدسوقى» بعد بتر قدمه وصرف معاش استثنائى له، وليس هذا الدور المجتمعى الوحيد الذى تقوم به «المتحدة» بل سبقته أدوار كثيرة ومبادرات مجتمعية كبيرة.
منها دعم «حياة كريمة» و«دعم الجيش الأبيض» فى ظل أزمة كورونا و«تدريب الشباب» و«دعم أسر الشهداء» ومبادرة «أخلاقنا الجميلة» وغيرها من المبادرات المجتمعية، مثل «صندوق مخاطر العاملين فى مهنة الاعلام» والذى أعلن عن تأسيسه المهندس حسام صالح، الرئيس التنفيذى للتشغيل والعمليات للشركة المتحدة والمتحدث الرسمى منتصف عام 2021 وذكر أن صندوق مخاطر للعاملين فى مهنة الإعلام، وليس للعاملين فى المتحدة فقط.
وعندما يكون هناك حالات صعبة أو حالات بها مخاطر، يتدخل هذا الصندوق على الفور ولا يقتصر تدخله على المخاطر الصحية أو العمل، بل فى أمور أخرى كثيرة، وكانت أولى الحالات التى تدخل الصندوق فيها، أحد العاملين بالشركة المتحدة توفى هو وزوجته، وترك أربعة أولاد، أصغره عمره عامان، وأكبرهم 12 سنة، وتم أخذ قرار بأن ولى أمر الأطفال وهو عمهم، يتم تعيينه فى الشركة، ويكون هناك معاش شهرى للأطفال، وتم عمل وديعة للأطفال الأربعة ب500 ألف جنيه، لكل منهم بإجمالى 2 مليون جنيه، تتكفل بمصاريفهم فى الفترة المقبلة لحين بلوغهم السن القانونية.
وعند انشائها كان هدف الشركة المتحدة إعادة الإعلام المصرى إلى دوره الريادى والمجتمعى وتطويرمنظومة الإعلام المصرى عن طريق دعم الصناعات الخاصة بالإعلام والتدريب المهنى وإنتاج محتوى يقوم بتثقيف وترفيه وإلهام المجتمع المصري، لذلك حرصت على التنوع فى إنتاجها الإعلامى وتعدد منصاتها بين قنوات تليفزيونية ومواقع وتطبيقات إلكترونية وصحف دليل على أن الشركة تنفذ مشروعاً إعلامياً متكاملاً يراعى مختلف متطلبات الجمهور.
.
وعلى كل المنصات التى يلجأ إليها للحصول على المعلومة أوالخبر أوالتحليل أو الترفيه أو صناعة الدراما فاذا كانت الدولة المصرية حالياً تسيرفى طريقها إلى جمهورية جديدة بخطى سياسية واستراتيجية ثابتة، فإن الإعلام يُعد أحد أعمدتها،والذى يضطلع بمهمة كبرى فى معركة صناعة الوعى وتعزيز وعى الشخصية المصرية.
لقد ساهمت منظومة إعلام الشركة المتحدة فى ضبط السوق الإعلامية من خلال كوادر ذات كفاءة عالية قادرة على ضبط إيقاع الإعلام المصرى عموماً بعد فترة عانى خلالها الإعلام من أزمات كبرى بعد 2011، حيث مر بأزمات عدة، لكن اليوم توجد شركة قوية تلعب دوراً رائداً للنهوض بالإعلام المصرى، كذلك تقدم دراما مختلفة ومبادرات لإعلام الطفل، وتدشن قنوات إخبارية عالمية قادرة على المنافسة مع إعلام يعمل منذ سنوات فى الساحة، وكل ذلك يأتى فى إطار منظم وجهود متميزة.
ولا شك أن هناك نهضة درامية من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لدعم الوعى الاجتماعى، فمسلسل»الاختيار»بأجزائه الثلاثة ومسلسل»العائدون»ومن قبلهم فيلم «الممر» ولاحقا فيلم «السرب»هؤلاء نافذة لوعى كبير، وفتح أبواب فكرية كثيرة وزاد من الانتماء للوطن لأن الدراما عامل مهم جدا ومؤثر للغاية.
وخاصة أن الأعمال الوطنية انقطعت لفترة طويلة بعد مسلسل «دموع فى عيون وقحة « و«رأفت الهجان».. أن الشركة المتحدة من خلال ما تقدمه من مسلسلات درامية متنوعة، تستعيد دور الفن فى إعادة بناء الهوية الوطنية، وسط استمرار معارك الجيل الرابع التى تستهدف العقول.
وتسعى لضرب التماسك المجتمعى بإثارة الفتن أوالشائعات، كما أنها استطاعت إعادة المشاهد المصرى والعربى للشاشة الصغيرة، وهو ما حرصت عليه من خلال وضع خارطة للموسم الرمضانى هذا العام تتنوع ما بين الأعمال التاريخية والوطنية، والدينية، والكوميديا، والدراما الاجتماعية، فنجد الدراما الشعبية فى« جعفر العمدة» و«ضرب نار»والدراما الدينية فى «رسالة الإمام» ودراما قضايا المرأة فى«تحت الوصاية» و«حضرة العمدة» للكوميديا مساحة كبيرة فى مسلسلات «الكبير7» و«1000حمد الله على السلامة» و«الصفارة» و»جت سليمة»، والدراما الإجتماعية فى «جميلة» و»علاقة مشروعة» ومذكرات زوج»، وكان التاريخ محل اهتمام فى «سره الباتع»، كما تمسكت بتجسيد بطولات أبنائنا البواسل من رجال الجيش والشرطة وتوثيق ما يقدمونه من تضحيات، ونقل حقيقة المعارك التى تخوضها الدولة مع الإرهاب، فى الدراما الوطنية من خلال «الكتيبة 101 وحرب» كما أعادت التفاف كافة الفئات حول الشاشة بتوثيق مرحلة مهمة من عمر الوطن والتعريف بحقيقة ما كان يحاك ضد مصر من مؤامرات بسرد للاحداث بالصوت والصورة تتوارثه الأجيال.
ونجحت فى تحقيق المعادلة الصعبة من خلال اختيار المحتوى الجاذب والهادف فى نفس الوقت، لتخلق قواعد جديدة المنافسة داخليا وخارجيا، بعد أن عانت لسنوات من سيطرة أعمال لا تعبر عن مجتمعنا وتم تصديرها باعتبارها المجتمع المصرى وكان المبرر دائما أنها النوع الذى يحظى بقبول الجمهور، حتى جاءت المتحدة لتثبت عكس ذلك وتحققق مزيج مميز من الأعمال الدرامية التى لفتت الأنظار فى الخارج قبل الداخل، وتمكنت من إنقاذ صناعة الدراما من الانهيار، لتضعها على طريق النجاح والتقدم والازدهار، من خلال خطة قوية لتنظيم الصناعة وإعادة بنائها بما يتناسب مع التطورات العالمية فى سوق الدراما، لتجد لنفسها مكانا للمنافسة مرة أخرى إقليميا.
اقرأ ايضا | بث مباشر| لحظة وصول عدد من الفنانين لعزاء والد الفنانة دينا الشربيني
نقلا عن صحيفة أخبار اليوم
