عاجل

فيض الخاطر

حمدي رزق يكتب: الْمُتَبَتِّلُونَ

حمدي رزق
حمدي رزق

صورة بألف كلمة، لفريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة بملابس العمليات الزرقاء يتناولون فطور رمضان فى استراحة قصيرة لدقائق قبل أن ينفروا إلى طاولة العمليات ليكملوا رسالتهم السامية فى تخفيف آلام المرضى الفقراء.

يكتب صديقى «أحمد إبراهيم» ما نصه: «هناك بعيدا عن الصخب الرمضاني، جلس ملائكة الرحمة، علماء فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة خلال فترة الاستراحة يتناولون معا الإفطار، ‏ثم مواصلة إجراء عملية زراعة الكبد والتى تستمر١٨ ساعة، هذا المشهد يتكرر مرتين كل أسبوع لإنقاذ حياة فقراء المرضى مجانا». 

كبرت الصورة قدر الاستطاعة لأرى وجوه الْمُتَبَتِّلُينَ، وجوه ناعمة لسعيها راضية، يتعبدون الله بتخفيف آلام المرضى من عباده.

لمحت على طرف المائدة البسيطة العالم الجليل الدكتور «محمد عبد الوهاب» رائد زراعة الكبد والذى يقود فريقا من المُتَبَتِّلٌين طبيا، يعملون فى صمت، وينجزون فى صمت رسالة طبية، وقربى إلى الله، وخدمة للطيبين ممن امتحنوا بفشل الكبد. 

فى جامعة المنصورة إنجاز طبى فريد، فريق طبى مجتهد أنجزوا وبنجاح ما تشهد به الدوائر الطبية محليا ودوليا، أجروا ألف حالة زراعة كبد، مما جعل المركز قبلة للمرضى البسطاء. 
فرسان مدرسة الطب فى المنصورة يسجلون حضورا لافتا بعيدا عن العاصمة، ورغم ضعف الإمكانيات إلا أن همة البشر، وخيرية ناس المنصورة الطيبين يوفر مددا لا ينضب. 
النقلة التى تنتظر المركز لم تتأخر، بدعم الرئيس السيسى مركز جراحات الكبد بما يقدر بنصف مليار جنيه كلفة تشطيبات مبنى زراعة الكبد الذى تبرع به شيخ كريم.

العطفة الرئاسية ستنقل المركز نقلة مؤسسية، وستمكنه من إنجاز طبى فريد، الانتهاء من قائمة الانتظار الطويلة، وتسجيل الألف عملية زراعة كبد الثانية، وهو رقم يطمح إليه فريق الدكتور عبد الوهاب الذى يلهج لسانه بشكر الرئيس. 

اللافت فى هذا المُنجز الطبى المحترم أن جميع المرضى من مختلف المحافظات يتم إجراء العملية مجانا، وهذا توجيه كريم من الرئيس شخصيا، وهنا يستوجب الشكر للرئيس الذى بادر بتحمل الحكومة العبء كلية.