حكايات| ارتجاج المخ حولهم لـ مشاهير.. «موسيقار معروف وآخر مهووس بالفيزياء»

ديريك أماتو
ديريك أماتو

يتعرض عدد كبير من الأشخاص حول العالم إلى حوادث بصفة يومية، قد يقودهم حظهم العاثر إلى تعرضهم لإصابات بالغة قد تدمر حياتهم أو قد تكون تلك الإصابات بابًا من أبواب الشهرة والمال.

يشمل التاريخ الحديث عددا من الحوادث التي احتار العلماء في تفسيرها وفقًا لما شاهدوه من مواقف مميتة تحولت إلى حوادث نادرة لتكتب لأشخاصها حياة جديدة مختلفة كليا.

من أشخاص عاديين أو يعانون من الإفلاس إلى الشهرة كانت الصدفة أو حوادث بابًا نحو شهرتهم وأن تتحول حياتهم رأسًا على عقب إلى الأفضل في كل شيء.

ديريك أماتو

لم يكن يدرك ديريك أماتو "المشرد" الذي كان يقضي حياته داخل سيارته أن تعرضه لحادث سيغير مسيرته إلى أحد أشهر الأشخاص حول العالم.

ديريك الذي ينتمي لولاية كولورادو الأمريكية، ويبلغ من العمر 40 عامًا لم يتوقع أن تتحول حياته عقب حادث سقوطه داخل حمام سباحة عام 2006، حيث تبدلت حياته لوضع مختلف بعدما تعرض لهذا الحادث.

كان الشاب الأمريكي قد عمل في مجال العلاقات العامة ومندوب مبيعات ومدرب رياضي إلا ان كل هذه المهن تم طرده منها، ثم اتجه لتأسيس مشروعًا خاصًا به لكن المشروع خسر ولم يحقق النجاح.

بدأ الأمر عندما قفز الشاب الأمريكي إلى حمام السباحة دون إدراك مدى العمق الخاص به، حيث ارتطمت رأسه في الأرض وتبين أنها ضحلة وغير عميقة، ليفقد الوعي حيث تعرض لارتجاج في المخ وفقدان بالذاكرة والسمع نتيجة الحادث.

عقب مرور أيام كان ديريك متواجدًا لدى أحد أصدقائه وحينما وجد آلة البيانو توجه لها وعزف عليها واكتشف أنه يعزف بمهارة على الرغم من أنه لم يدرس الموسيقى أو يمارس البيانو قط طيلة حياته.

وأذهل الشاب الأمريكي بموهبته الحاضرين في التجمع الذي كان موجودًا، حيث اعتقد البعض أن ما حدث مجرد مزحة من الرجل الذي فشل في كل المشاريع التي قام بها أو التي عمل بها لكنهم تفاجئوا بأنه يقدم مقطوعات موسيقية حقيقية دون أي تزييف وكان الأمر بمثابة الصدمة.

يتحدث ديريك عن الواقعة التي مر بها قائلا: "أدركت فجأة أنني قادرا على العزف على البيانو.. لقد كنت أرى المربعات البيضاء والسوداء المتعلقة بالبيانو في مخيلتي دون قراءة النوتة ثم كانت تحول أصابعي ما يدور بذهني دون أي تدخل".

استمر "أماتو" في تقديم موسيقاه حول العالم وأصبح عازفًا وملحنًا بارعًا يحقق شهرة كبيرة إلا أنه بالتفسيرات العلمية فإن تلك الموهبة قد تختفي في أي وقت وهو ما يضع قلقًا كبيرًا عليه.

جيسون بادجيت

عاش جيسون بادجيت الرجل الأمريكي حياة عادية قبل 17 عامًا، حيث عمل طيلة حياته كمندوب مبيعات قبل أن يصبح مهووسًا بالفيزياء ويعطي دروسًا حول العالم بشأن قصته.

تحولت حياة بادجيت إلى الرياضيات فجأة وبدأ في رؤيتها أمامه طيلة اليوم حيث إنه أشار إلى أنه يغسل أسنانه يوميًا وفقًا لمعادلات رياضية محسوبة.

حياة بادجيت لم تكن كذلك منذ الصغر حيث كان مندوب مبيعات سابق لإحدى شركات صناعة الأخشاب، حياته كانت روتينية مملة كما وصفها داخل مدينة "تاكوما" بولاية واشنطن.

قصة بادجيت بدأت تتحول في 13 سبتمبر 2002، عندما تعرض لهجوم من رجلين، خارج أحد الحانات وسرقا متعلقاته وضرباه بقطعة حديدية على رأسه، حيث تم نقله إلى المستشفى بعد تعرضه لارتجاج في المخ ونزيف كلوي بعد لكمة في البطن.

وعقب الحادث مر الرجل الأمريكي بعدة مراحل حيث بدأ يرى الحياة أمامه بمثابة أشكال هندسية ويصبح لديه هوس غير طبيعي بالفيزياء، لتتحول حياته من شخص لم يكن يحب الرياضيات إلى مهووس بالفيزياء.

تجربة جاسين كانت ملهمة ليس للمتخصصين فقط لكن لكل طلبة الرياضيات والفيزياء الذي كان جيسين يعطيهم محاضرات بطريقة سهلة لتقديم العلوم.

تفسيرات علمية

ظاهرتا جاسين ديريك لديهما تفسيرات طبية، حيث أوضح الأطباء أن ديريك يعاني من متلازمة "العبقري" حيث يعاني المصاب من بعض المشكلات في المخ، وينتج عنها إظهار موهبة فذة في أحد المجالات.

وأكد الأطباء أن الإحصاءات تشير إلى أن 30 شخصًا فقط حول العالم هم من يعانون من تلك المتلازمة، ذات الأعراض الجانبية، وتسبب اكتسابهم مواهب وقدرات لم تكن لديهم عند ولادتهم.

ويشير الأطباء إلى أن تلك الموهبة التي اكتسبها الرجل يمكن أن يفقدها في أي وقت ولا يمكن السيطرة عليها، وهذا ما يجعله يشعر بالقلق.

فيما يعاني بادجيت من اضطراب "التكامل الحسي" وذلك نتيجة وجود اتصال عصبي بين مناطق الدماغ التي لا تتصل ببعضها في المعتاد.

ويعاني من هذا الاضطراب نحو 4% من سكان العالم، حيث يرى المصابون ألوانًا معينة عندما يستمعون إلى الموسيقى فحينها تتنابهم مشاعر معينة.

كما أشار الأطباء تعليقا على حالة بادجيت إلى أن بعض الأشخاص قد يولدوا بهذا الاضطراب وقد يصابوا به بسبب صدمة أو إصابة رأس.