مصر والسعودية مسيرة طويلة وتاريخ طويل يتجاوز آفاق الأروقة الدبلوماسية والسياسية

الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز
الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز

«لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب».. هذه المقولة الشهيرة للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، خلال زيارته الأولى لمصر عقب توحيد المملكة في عام 1946م ، دائمًا ما نتذكرها عندما نتحدث عن العلاقات المصرية السعودية.

لقد شهد البلدان منذ هذا التاريخ، مسيرة طويلة من علاقات نمت وارتقت، لتتجاوز آفاق الأروقة الدبلوماسية والسياسية، إلى مصير مشترك ورؤية موحدة، وصولا إلى مستوى غير مسبوق من التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس عبد الفتاح السيسي.

فمصر والسعودية تجمعهما تاريخ طويل من العلاقات الوطيدة التي تجمع كلا البلدين، فضلا عن الروابط القوية التي تجمع بين قادة البلدين على مر العقود والعهود، والتنسيق المستمر حيال الملفات والقضايا التي تهمُّ البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية؛ لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

هذا وتمر العلاقات المصرية السعودية بواحدة من أزهى عصورها بفضل التنسيق والتشاور الدائم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أنعكس بشكل واضح على كافة أوجه التعاون المشترك بين البلدين، خدمة لمصالح شعبي المملكة ومصر.

بُنِيَت العلاقات المصرية السعودية على أسس صلبة منذ أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بالملك فاروق عام 1364هـ الموافق 1945م ليضعا حجر الأساس لعلاقة قوية واستراتيجية، تزداد متانة وصلابة عامًا تلو الآخر، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، لترتسم معالم المستقبل المشرق بين البلدين.

وفي عام 1945م، وافق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - على "بروتوكول الإسكندرية"، معلنا انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية، وفي 27 أكتوبر عام 1955م وُقِّعَت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز .

وأثناء العدوان الثُّلاثي على مصر عام 1956م وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

ومنذ عقود طويلة تتبادل المملكة ومصر التعاون والتنسيق الأمني والعسكري، ولا تنقطع الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري؛ لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين.

ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مقاليد الحكم في المملكة توالت اللقاءات الرسمية بين القيادتين، إذ عقد في الأول من مارس 2015م مع الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.