حكاية فنان| مجدي عبد العزيز.. تأثيرات وخبايا الأومنيكروم

  الفنان مجدى عبد العزيز رئيس قسم الإعلان الأسبق
  الفنان مجدى عبد العزيز رئيس قسم الإعلان الأسبق

د. طارق عبد العزيز يكتب : 

يعد من القلائل المبدعين فى فن الجرافيك بشكل عام والحفر على وجه الخصوص، رحلة طويلة مع تكنولوجيا الطباعة وخباياها وتصميم العلامات والشعارات التجارية تعدت الستون عامًا .. له بصمات واضحة فى هذا المجال من خلال أعماله التى تعكس شغفه وبحثه الدائم والتعمق فى قيمة تحوير وتركيب السطح المطبوع، ومن ثَمَّ إضفاء حالة من التأثير الفريد المتحرر من القواعد التقليدية فى هذا الاتجاه.

إنه الفنان مجدى عبد العزيز رئيس قسم الإعلان الأسبق والأستاذ المتفرغ  حاليًا بكلية الفنون التطبيقية- جامعة حلوان، يتمتع بتاريخ حافل، حيث انتدب استشاريًّا لتأسيس وحدة التصميم الجرافيكي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عام 1989، ومستشارًا ثقافيًّا بسفارة مصر بالنمسا.

وحصد العديد من الجوائز أهمها جائزة الدولة التشجيعية لفن الحفر 1983، ووسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى عام 1985، وجائزة الرعاة ببينالى سابورى الدولى للحفر فى اليابان عام 1996.. وجوائز أخرى عديدة.

يستمد أفكاره من التراث القديم والبيئة المصرية وجمالياتها التى تحرض على الإبداع، الأشكال الهندسية منظمة تنظيمًا يتأثربنقطتين فى أعماله.. البداية والنهاية، فهو يهتم اهتمامًا واضحًا بالعمق البصرى والتوازن، مما يعكس قدرته على تشكيل لوحاته بعناصر وتكوينات وأشكال مصمتة، لكنها مفردات مليئة بالحيوية والحركة، يتدفق منها التعبير ليبرز ما يجيش فى صدره، فهو لا يهمل البعد الثالث أو المنظور، ويتخذ من مجموعة ألوانه وسيلة لإظهار نتائج تجاربه التى ينشدها فى لوحاته بشكل متفرد.


نشأته فى حي عابدين ثم انتقاله إلى الدرب الأحمر بقلب القاهرة القديمة جعلته يقترب أكثر من الأماكن التاريخية ويعيش فى أجوائها.. خاصة الشارع الأعظم "شارع المعز".. الذى يعد متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية .. كل هذه العناصر جعلت الفنان عاشقًا يستهوي التنقيب فى تلك البقع الساحرة التى تأثر بها كثيرًا، وأصبحت همه الشاغل فى كثير من الأحيان.. يحاورها ويستمع إلى صمتها الدرامى ثم يعيد صياغتها بأسلوبه فى عالم الحفر والطباعة، مع الاهتمام بمساحات اللون ودرجاته التى تنتصر فى عدة مراحل للتجريد والترميز.. فالخطوط فى أعماله تمضى بين مد وجزر .. تقترب وتبتعد فى مجموعات متناغمة محدثة وقعًا موسيقيًّا ..


 يقول مجدى عبد العزيز عن تقنية الأومنيكروم: انه نفذ أعمال كثيرة بتقنية غير معروفة للكثيرين، وهى "الأومنيكروم" وهى شبيهة بطباعة البصمة فى مصر "الأكليشيه"، وقد نفذتها لأول مرة أثناء زيارتى لبرلين فى ألمانيا، وهذه التقنية أنفذها بماكينة خاصة تشبه الرول، حيث أضع أحد الأفرخ الملونة وأضغط عليها بالجزء الإسطوانى بالماكينة  لتحدث أثرًا خاصًّا على سطح العمل، وقد نفذت مجموعة أعمال لأول مرة بهذه التقنية لمجلس الوزراء المصرى وكان ذلك منذ عدة سنوات..


وعن فلسفته بهذه التقنية، يقول د. مجدى: قدمت لوحات عديدة تلامس البيئة المحيطة فى أماكن كثيرة، لكننى اعتدت أن أقدمها بطريقة غير مباشرة، وعلى سبيل المثال عند زيارتى الأخيرة لمدينة الأقصر رسمت رموزًا وموتيفات فرعونية وعين حورس وإخناتون، وتأثرت بألوان جدران المعابد والأحجار المتناسقة ذات الأحجام المتفاوتة بأشكالها الهندسية.. 


كل هذه العناصر تناولها الفنان فى حالة خاصة من الإنسجام اللونى، غلب عليها التجريد والترميز والإيحاء، فهو فنان يستدعى فى أعماله رموز الماضى بتقنيات وحواس الحاضر. 

اقرأ أيضًا . أشهر قصة حب مصرية في القرن الـ19