صباح الجمعة

أرمنيوس المنياوي يكتب: شنودة.. والمحتفين بعودته 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

لا أعرف كيف أكتب عن الطفل شنودة ؟ أخشي الكتابة عنه لئلا أظلمه أو أظلم أسرته بالتبنى ولاسيما السيدة ٱمال إبراهيم والذي بدون قصد صنعت منها وزارة التضامن بطلة عام 2023 بلا منازع..

هكذا بتصرفات موظفين صغار نخلق مشكلة تصل إلى حد الأزمة في المجتمع ولولا تدخل فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام مفتى الديار المصرية والمستشار حماده الصاوي النائب العام في هذا الأمر ما كنا شاهدنا نهاية لتلك القصة التي صنعها بمهارة يحسد عليها غباء إداري في كيفية إنهاء أزمة من المهد وقبل أن تبدأ وتشغل المجتمع الذي يعاني غالبيته من ترهل وفقر إجتماعي غير مسبوق في وزارة هي الأولي برعاية والحفاظ على الأطفال من نمردة الشارع والذي تتٱكل معه براءة أطفال كل يوم ربما لعدم مقدرة الوزارة تارة  أو إهمالها تارة أخرى في الحفاظ على أطفال لاسبيل ولارعاية لهم في الكثير من دور الأيواء والتي لايخفى على أحد ما يدور في البعض منها وتجرد بعض فيها  من إنسايتهم تجاه أطفال إما وجدوا في الشوارع وإما وجدوا أنفسهم بلا أب بسبب خطايا المجتمع.

أكتب هذا الكلام ليس تقليلا من الذين ناضلوا هكذا وصفهم البعض في كيفية عودة الطفل شنودة المستحقة لحضن أسرته البديلة كما أطلقت عليها الجهات الرسمية.. أكتب هذا وأن كنت أرى بأم عيني في شوارع مصر كم يوجد مئات مثل شنودة يستحقون الرعاية وأحتضان المجتمع لهم ولايجدون تلك العناية أو الفتات مما وجده شنوده بعودته لأسرته وهي عودة محمودة ورشيدة وعاقلة..

حقيقي رغم سعادتي بعودة طفل إلى مكان ٱمن وفي حضن من أحتووه وهو بعد ملقي في اللفة داخل إحدى دور العبادة  لهو أمرا محمودا ومشكورا من السيدة ٱمال والتي أتمنى أن أجد في مصر مليون سيدة مثلها لكي تنتشل من شوارعنا من هم أمثال شنودة وأحمد وحسانين وبطرس وهم كثرة .. بل دعني أذهب بعيدا عن الشوارع إلى داخل بيوت مصرية بسيطة حيث يوجد أطفال في أسر تقطن بين جدران بيوت من صفيح  يستحقون  رعاية وحماية من المجتمع ولاتقل معاناتهم عما عاناه شنوده فترة وجوده خارج  أسرته التي عاش في كنفها زمنا يسيرا واحدا منهم.

يا ليت الذين عاشوا قصة عودة شنودة وتصوروا أنهم حققوا نصرا مظفرا بعودة شنوده  إلى عرين أسرته والذي خلق منهم موظف او موظفة في التضامن على غير الحقيقة أبطالا أتمنى منهم أن  يعيشوا ويستمروا في مسيرتهم في مساعدة الدولة وإجبار وزارة التضامن على القيام بدورها تجاه أطفال ربما معروفة أسرهم لكنهم لايجدون الرعاية الإنسانية الكاملة وأن تعلن بدورها لنا الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن عن كيفية تطوير دور الرعاية ولاسيما في مؤسسات الأحداث الموجودة في مصر وأن يكون ما حدث مع شنودة بداية لتكون هناك سندة وتعضيد من قبل  القادرين من المصريين وهم كثرة تفيض من سفرهم ما يطعم كل أطفال شوارع مصر ويسترون  أطفال قست عليهم ظروف أسرية وأخلاقية في غاية الصعوبة.

قصة شنودة وجدت الإهتمام وصنعت ابطال بسبب جرة قلم من موظف او موظفة مكبلان بقوانين وإجراءات إدارية شغلت الرأى العام وأنسته معاناته وفرحته بحالة الصيام التي نعيشها معا كمصريين ولولا أن قصة شنوده  أخذت إتجاها أحيانا غير مقبولا ويقيني أن المستشار نجيب جبرائيل الذي تبنى القضية من البداية للنهاية يرفض مثل هذه الإتجاهات التي حاول البعض إدخالنا فيها سواء  من هنا أو هناك ودعني أقولها بصريح العبارة أن قضية شنوده  لولا أن البعض حاول أن يصبغ عليها النعرة الدينية، ما كان أحدا سمع بها أو حتى عرف بها وهذا فقر مجتمعي بغيض وغير مرحب به  ويعيد المجتمع إلى عصور أسوأ مما كانت عليه الشعوب في العصور الوسطي.

بل ذهب البعض سواء من هنا أو هناك وبدلا من أن يتعاملوا  مع القضية بشكل إنساني وحقوقي  نجدهم يحاولون جر المجتمع إلى البقعة التي تحيا فيها خفافيش الظلام من هنا وهناك وتشغل المجتمع أياما وشهورا ويا ليتنا نتعلم أن عودة شنوده لحضن أسرته هذا لن يزيد او ينقص من هنا أو هناك مثلما يصورها أصحاب النفوس المريضة الذي لم يكونوا بعيدا عن مسرح الأحداث وهم هواة خلق أزمة بدون لازمة وصنع أبطالا من ورق  أحرى بهم أن يهتموا بما يبني المجتمع ثقافيا وفكريا وإجتماعيا وإقتصاديا وهذا لن يحدث إلا إذا تجاوزنا معا قصة مسلم و مسيحي لأن كلنا في الإنسانية إلى فوق إذا أردنا أن نخطو خطوات للأمام كدولة.

في نهاية سطوري أننا كمجتمع نحتاج أن نعتذر للطفل شنوده  على ما أعتراه من سحائب بغيضة في مجتمع لايبالي البعض منه بكيفية الحفاظ على براءة طفل في زفة مرفوضة ودون أن يدركوا ما يفعلون ربما يعاني منها شنوده  في مستقبل الأيام وهي قضية كان لها أن تتم دون أن نتسبب في جرح مشاعر طفل عندما يكبر لأن ماحدث من تهليل ورقص وزغاريد إنما هي فرحة تشبه الدبة  التي قتلت صاحبها وإن كنت لا أخفي سعادتي عندما أرى السعادة في وجه طفل من أطفال المعاناة.

أعرف أن النجاح له مائة أب بل في مصر له ألف.. كل من وجد شنوده حمله على منكبيه ومن حمله على زراعيه ومن أحتضنه ولا أعرف من هم هؤلاء من شنوده؟  ولكن أعرف فقط أن المستشار نجيب جبرائيل أنه هو فقط الذي له الفضل بعد ربنا في فض الأشتباك في قضية شنوده كما أنه رجل وطني وله قضايا عديدة في مواقف وطنية عديدة مع أبناء الوطن دون تمييز وأتذكر منها قضية الطبيبين شوقي عبد ربه ورؤوف أمين   في السعودية عام 2008 وقضايا أخرى عديدة متعلقة بحقوق الإنسان ومن ثم  فأنني أشد على يديه ..أما أن تتحول مثل هذه القضايا من حقوقية إلى دينية فهذا مرفوض تماما وبكل تأكيد كانت الدولة حاسمة في تلك القضية وعلى الخط حتى لايتاجر بها البعض وجاء رأى المفتي الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ليحسم الجدل وأكدته دولة القانون ممثلة في النائب العام الجليل المستشار حماده الصاوي بتسليم الطفل شنوده للبيت الذي أحتواه من البداية ..كل الشكر لهما وكل التقدير وحفظ مصر والمصريين من كل ما يعكر صفو المجتمع ويهز وحدته الوطنية.

اقرأ ايضا.. مفاجأة.. «الطفل شنودة» لم يحرم أحدا من «الميراث ولم يرث»

 

 ٱخر السطور 
=========

* فرع منظمة التعاون الدولي بين الجنوب_ الجنوب Ciss في مصر بقيادة الدكتورة ريتا فياتش والتي تعمل في مصر منذ عام 1998 وهي منظمة غير هادفة للربح وتعمل على تمكين الشباب والمرأة و توفير فرص عمل من خلال مشروعات متناهية الصغر وتركز على جنوب مصر وهي تعمل الٱن في محافظتي المنيا والوادي الجديد مثلما يقول مثلما يقول عمرو يحى أحد مسئولي المنظمة في مصر أن هذه المنظمة تعمل في 27 دولة على مستوى العالم.

* ما يعرض على الشاشة خلال شهر رمضان لا يليق غالبيته بالشهر الكريم ومن ثم أخترت ماسبيرو زمان ونيسا لي.

* الأهلي اليوم ممثلا للكرة المصرية وليس صحيحا ما يشيعه أشقائنا في الجنوب أن جماهير الزمالك تقف مع الهلال السوداني ..نحن زملكاوي ودائما مشجعين لكل ما هو مصري وفقط ..وبالتوفيق للنادي الأهلي اليوم ونتمنى رؤية مباراة تليق بالفريقين الأشقاء وأن تكون الجماهير على مستوى المسئولية حتى لاتعيدنا الي نقطة الصفر من جديد وعلى الأتحاد المصري الضرب بيد من حديد على كل من يشجع على أن تستمر فوضي الكرة في مصر وأن يكون بيان وزارة الشباب والرياضة مفعلا وليس كلاما ضد من يسلك طريقا غير ما جاء في البيان.