قضية ورأى

الخطر «الخفى» !

أ.د. أحمد عفيفى
أ.د. أحمد عفيفى

يعيش «اﻹنسان» وكأن سائر المخلوقات اﻷخرى ﻻحياة لها.. و ليست اصلأ على «راداره»إنها «أمم أمثالكم».. فهو يستفزها ويستغلها ويستبيحها ظنا أنها لن ترد له «الصاع» .ولكن «الخطر الخفي» انها ترد «بصاعين» إن لم يكن بأكثر وأشد.

تعمل «الكائنات» فى صمت وتحيا «المخلوقات» دون أن تزعج أحدا.

وحين عبث اﻹنسان بطبيعة «الكوكب» وغير «مناخ» اﻷرض حصد «اﻻحتباس الحراري» وجنى «اﻻنفلات البيئي» مما دفع الكائنات دفعا «للنزوح» انتقاﻻ إلى مناطق لم تكن مؤهولة بها وﻻ مؤهلة لها وذلك بحثا عن «مستقرات» و «مآوى» بديلة كى تستعيد نظامها البيئى «المفقود».

إن هذا«اﻻنتقال» ذاته هو «الخطر الأضخم» الكامن وغير المحسوب. فاختلاط أنواع «منتقلة» بأنواع «باقية فى المساحات المستهدفة سيخلق» مجتمعات» جديدة ومن ثم «آليات» تفشى أوبئة مستجدة وأمراض مستحدثة وفيروسات متحورة، تهيئ جميعها«منصة «انطﻻق»العدوى المجهولة صوب «اﻹنسان» مثلما حدث من شيوع أنفلونزا «الطيور» و«الخنازير» وجدرى «القرود» و«اﻹبل» وكذلك «كورونا».

وحسب مشروع «بريديكت»التابع «للوكالة اﻷمريكية للتنمية الدولية» ،فإن الإنسان قد أصيب بـ٧٥ مرضا  منذ عام 2001 نشأت من الحيوانات. وفى تقاريرعلمية أخرى، فإن ٣/١ اﻷمراض التى نقلت الى البشر خلال العقد الماضى كانت عبر الطيور والقمل والبراغيث والذباب والبعوض. وأكدت دراسات جامعة «جورج تاون» أن آﻻف الفيروسات الجديدة ستهاجم العالم حتى عام ٢٠٧٠ نظرا  لحرارة الكوكب المستمرة مما أدى الى نزوح الحيوانات البرية المتحركة (الخفاش نموذجا) الى مواطن كثيفة السكان و تصير مصدرا غير مسبوق للعدوى بأمراض تهدد صحة الحيوان واﻹنسان.

ﻻشك أننا نحيا على وقع غضب الطبيعة وتطرف المناخ وتزامنهما مع «اﻷمن العذائي» وأيضا مع «اﻷمن الصحي». فلنستهول اﻷمر وﻻنستهين به تاركينه بين أروقة «المؤتمرات» و«القرارات» و«الموافقات» و «اﻻعتراضات» ونجعل من أنفسنا ووعينا وإدراكنا»المدماك»اﻷساسى لصد تلك التحديات وننتصر للحق فى حياتنا و حياة جميع المخلوقات حماية «للأرض» من اﻻنحسار واﻻندثار..نحن نملك القدرات ولدينا اﻻستطاعات، فهل ينعقد عزمنا وتتجلى إرادتنا؟!..

أستاذ بعلوم القاهرة