أبلة فضيلة.. منعها «بابا شارو» من الظهور في برنامجه وحاربت من أجل الأطفال

أبلة فضيلة
أبلة فضيلة

رحلت عن عالمنا الإذاعة الكبيرة فضيلة توفيق الشهير بـ"أبلة فضيلة" الخميس 23 مارس، عن عمر يناهز 94 عاما في كندا، وتعد أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية.

السيرة الذاتية لفضيلة توفيق

ولدت فضيلة توفيق فى 4 أبريل 1929م لأب مصري وأم تركية، وكان ترتيبها الأول بين الأبناء ثلاث بنات وولد، هي شقيقة الفنانة محسنة توفيق، ترعرعت في شارع الملكة نازلي "رمسيس حالياً"، درست في مدرسة الأميرة فريال ومن زميلاتها فاتن حمامة، وخرجت في كلية الحقوق وعملت في بداية حياتها المهنية في مكتب المحامي حمدي زكي، وتتلمذت على يد بابا شارو أحد أعلام الإذاعة المصرية في بداية حياتها العملية في العمل الإذاعي، وظلت تعمل في برامج المنوعات حتى عام 1959، ثم انتقلت إلى برامج الأطفال، وشغلت منصب مدير عام البرامج الإذاعية للأطفال في الإذاعة المصرية في الفترة من 1970-1980، وهي أخت الممثلة القديرة محسنة توفيق. 

من المعروف أن أبلة فضيلة هي واحدة من أشهر مذيعات الأطفال في الإذاعة المصرية القديمة، ولكنها لم تعمل في ركن الأطفال منذ البداية، بل حاولت سنوات الوصول له بإصرار بعد منع بابا شارو لها حيث كان يتولى هو هذا التخصص كلياً.

ومن ناحية أخرى، قالت فضيلة توفيق في إحدي تصريحات لها نشر عام 1997: "عندما التحقت للعمل بالإذاعة فور تخرجي طلبت العمل مع الأطفال، لكن بابا شارو المسئول وقتها عن برامج الأطفال رفض أن يعمل أي شخص غيره مع الأطفال وكان رأيه أن من يعمل مع الأطفال ويخاطبهم من خلال الراديو لابد أن يكون شخصاً واحداً فقط، ورغم إصرار بابا شارو فقد ظللت أصر أنا الأخرى على أن أكون قريبة من الأطفال ورغم عملي كمذيعة في برامج المنوعات الخاصة كنت أذهب إلى الاستوديو للبقاء مع أطفال بابا شارو، وأتحدث معهم لأنه كان يطلب بقاء شخص معهم في استوديو آخر غير ذلك الذي يسجل فيه هو على الهواء".

وأكملت القصة أنها ظلت في برامج المنوعات حتى عام 1959، حين انتقل بابا شارو للعمل في التلفزيون وقت إنشائه، وقالت: "سألوني إذا كنت استطيع أن أحل محله وطبعاً وافقت فوراً وبدأت عملي منذ هذا التاريخ".

وفي حوار آخر ذكرت أبلة فضيلة حبها الشديد للأطفال وعن سبب إصرارها العمل مع الأطفال رغم المعوقات، قائلة: "إصراري نابع من إيماني بأن التعامل مع الأطفال موهبة من عند الله مثلها كموهبة الرسم أو التمثيل أو أي موهبة أخرى ولا يستطيع أي شخص أن يتعامل مع الأطفال إلا إذا كانت لديه الموهبة، وأنا لدي هذه الموهبة ومنذ صغري كنت أبقى مع الأطفال في سني أو أصغر مني لأحكي لهم الحواديت وكانت تجذبهم حكاياتي، لكن هذه الموهبة كانت لابد أن تصقل بالدراسة وهذا ما شعرت به عند بداية عملي، وطلبت وقتها من أساتذة علم النفس أن يستمعوا إلى أثناء حديثي للأطفال لأتعرف من خلالهم على أخطائي، وبالفعل قيل لي أن بعض إجاباتي على الأطفال تكون خطاً من ناحية علم النفس.

فضيلة توفيق تتعلم دراسات علم الفس للأطفال

ونتيجة لحبها الشديد لعملها قررت أن تتعلم وتتزود معرفة في هذا المجال، وقالت إنها فكرت في الدراسة، وذكرت: "لكن وقتها لم تكن هناك دراسات معروفة نفسية عن الأطفال أو معاهد لذلك لجأت إلى مرسي سعد الدين وكيل وزارة الثقافة، وسألته عن كيفية عمل دراسة عن الأطفال وبالفعل تم تنظيم دورة تدريبية لكل المهتمين والعاملين في حقل الأطفال استمرت 3 أشهر، وأنا مدينة لهذه الدورة في وضع قدمي على الطريق السليم لأكون مذيعة أطفال دارسة وواعية".

 

اقرأ أيضا بعد وفاة فضيلة توفيق.. سر تسميتها بـ«أبلة فضيلة»