المخرج الكبير سمير العصفوري: «المدرسة الإخراجية» اختراع خالد جلال

المخرج الكبير سمير العصفوري
المخرج الكبير سمير العصفوري

كتب: محمدة بركات

قدم المخرج الكبير سمير العصفوري على مدار سنوات طويلة مجموعة كبيرة من أهم الأعمال المسرحية منها “مأساة الحلاج”، “العيال كبرت”، “إنها حقاً عائلة محترمة”، كما قدم للجيل الجديد “ألابندا”، “كده أوكيه”، “طرائيعو” وغيرها من الأعمال، هو شخصية مميزة على الجانب الإنساني وعبقرية فى الجانب العملي، لذا تم مؤخراً تدشين “مدرسة سمير العصفوري الإخراجية”، لنقل خبراته عبر سنوات طويلة للأجيال الجديدة من المخرجين الشباب.. اختص العصفوري جريدة أخبار النجوم بالحديث عن مدرسته التى فتحت أبوابها مؤخرًا، وكيف جاءت فكرة تدشين المدرسة، وشروط الالتحاق بها، والهدف منها.

- كيف جاءت فكرة إطلاق مدرسة سمير العصفورى الإخراجية ؟
خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي ورئيس البيت الفني للمسرح هو مخرج مبهر ومبتكر أوجه له التحية على هذا التقدير من خلال تدشينة “مدرسة سمير العصفوري الإخراجية”، يتصور البعض أن المخرجين يكرهون بعضهم البعض، هذا ليس صحيح، خالد يعتبر من تلاميذى و تلقيت منه اتصال وقال لى سيتم عقد مؤتمرًا صحفيًا قريبًا في البيت الفني للمسرح، ولدى مشروع لك، فوجئت تمامًا بعرض فكرة المدرسة، وهي من تخطيطه بشكل كامل دون معرفتى مقدمًا، وقال لى “يوجد مجموعة من شباب الجامعات سواء خرجين أو طلاب يقومون بعمل رائع في المسرح الجامعى في الإخراج والإعداد، ويجب تدريبهم جيدًا على يديك، وقلت له: “الإرهاق والتعب والسن”، ليرد جلال : “المشروع مهم جدًا للطلاب للاطلاع على مشوارك الطويل لأنه لا يوجد تعليم عن بعد”، وطلبت منه التفكير، لأن منطقتي المسرحية هي منطقة بعيدة عن المسرح التقليدي، وأخشى أن يتغير فكر هؤلاء الطلاب أو يتم تشويش فكرهم المسرحى، وقال جلال “هذا ما أريده، وهو الإطلاع على أحدث المناهج المسرحية الحديثة، حتى لا يكررون ما شاهدوه في التليفزيون”، وكان هذا نص الحوار الذى دار بيننا قبل تدشين المدرسة.

- كيف كان شعورك بعد تدشين المدرسة ؟
سعيد جداً من تدشين “مدرسة العصفوري الإخراجية” ولكن يجب التنويه إلى أمر هام وهو أن كلمة “مدرسة العصفوري” كلمه أسرية داخل العائلة، أنا من عائلة مدارس العصفورى في محافظة بورسعيد، وخالد جلال لم يعرف هذه القصة، كما أننى نشأت وكانت هناك مدرسة أسفل منزلى، ودرست بها في المرحلة الابدائية، ثم انتقلت إلى المرحلة الإعدادية بمدرسة يمتلكها شقيقى، وفى المرحلة الثانوية تعلمت في مدرسة شقيقى الأخر، وكنت أخرج في المدرسة الثانوية ومعى محمود ياسين والسيد طلب وعباس أحمد ومجموعة كبيرة من الممثلين، اسمى العصفورى وأنا أحد أبناء مدارس العصفورى الشهيرة في بورسعيد، فلم يكن إطلاق المدرسة بإسمى يمثل صدمة لى أو شيء جديد علىً، ولكن بشكلها المسرحى هذا هو إختراع خالد جلال.

- وكم عدد الذين تقدموا للمدرسة، وشروط الالتحاق بها ؟
مع لحظة الإعلان على المشروع فوجئ خالد جلال بوجود مجموعة كبيرة من الشباب الحاصلين على جوائز جامعية ذات مستوى عالى من الخبرة، حيث تقدم للمدرسة حتى الآن ما يقرب من 25 مخرج، من بينهم مخرج متمرس ومحقق عدد كبير من الإنتاج، وكان لابد من وضع خطة، وهى هل سأقوم بمقابلة كل من يتقدم للمدرسة ؟، ثم بدأنا جلسات العمل وكانت أول جلسة بعد 30 يوم تقريباً من المؤتمر، وحضر المتقدمين للمدرسة وهم في منتهى الاستعداد والجدية وبحضور خالد جلال، أطلب منه أن يظل الباب مفتوحًا لمن يشاء، فالمدرسة بالمجان تابعة لوزارة الثقافة طبقاُ للشروط التي وضعها وهى أن يكون المتقدم من المسرح الجامعى، أن يكون مارس النشاط الجامعي في الإخراج وأطلب منه أن يكون أيضاً النشاط في التمثيل.

اقرأ أيضًا | خالد جلال: مدرسة العصفوري تستقبل المخرجين الشباب 

- وكيف كانت أطروحات ومناقشات الجلسة الأولى ؟
تعرفت على ما قدمه المخرجون الشباب خلال مشوارهم الفني القصير، وتحدثت معهم عن بعض المدارس المسرحية العالمية والمذاهب الإخراجية، داعيًا إياهم إلى البحث في تعريف هذه المدارس لتكوين فكرة عامة عن فلسفة عمالقة المسرح في العالم، كما ناقشت معهم مقترحاتهم حول المشروع المسرحي الذي سينتج عن هذه المدرسة وأهمية أن يسهم المشروع في نضوج فكر ورؤية كل منهم حول المنهج الذي يود اتباعه في أعمالى القادمة، ويجب معرفة كل الاتجاهات والمذاهب والقضايا المسرحية، ليخرج أحدهم ويقول :”لدى كتاب عن الراحل جلال الشرقاوى”، ووافقت أن يكون أول كتاب نعرضه هو: ماذا قال جلال الشرقاوى في كتابه عن فن المسرح، ثم انطلق آخر وأعد المقدمة بشكل رائع ثم يواصل إعداد أبواب الكتاب في جلسات قادمة، ثم انتقلنا إلى الحديث عن المسرح التقليدي، وطلبت من أحد الشباب أن يؤدى مشهد من المسرح الكلاسيكى بكل ميزاته وتفوقه وعظمته وصراخه، ثم قدم الشاب المشهد، هذا المشهد الكلاسيكى الذى يمر بعمليات فلترة وإشارات إلى المؤدى في درجات متعددة، يصل إلى درجة A وهى أعلى درجة من درجات الأداء “الأوفر” أو المبالغة، ويصل بعد ذلك إلى درجة B، يكون الخفوت والأقرب إلى الوعى الكامل النفسى، وهو ليس نفسى لأنه صراع مع الآلهة، ولكن صراع لعلوم متصلة بفنون بقدرات، وهذا ما أردت توضيحه، ثم تناولنا مشاهد قصيرة من كتاب كلاسيكيين ومعاصرين وكتاب من مسرح العبث وغيرهم.

- وما هو الهدف والاتجاه العام للمدرسة ؟
تكليف المخرجين الشباب بإخراج أعمالهم تحت إشراف عام، كل ما أقوم به هو توجيهم وإرشادهم بشكل علمى وفنى، أعمال المدرسة مسجلة من الممكن أن يستفيد منها شباب خارج القاهرة عن طريق بثه على جروب المدرسة، كما توجد تدريبات منظمة بين أفراد المجموعة بشكل منظم وتعاون فيما بينهم، الهدف أيضا هو أن يعيش الشباب تجربة كبيرة وعميقة يخرجها المخرج، ومن الممكن أن أكون هذا المخرج لكي يشاهد الشباب كيف يتعامل المخرج ويوجه الممثلين على خشبة المسرح، مثلما كان يحدث في الماضي بعد أن غاب هذا البيان العملى الاحترافى حاليًا من المشهد المسرحى بسبب قلة الإنتاج، أيضاً كل دورة من المدرسة سيتم إنتاج مسرحية واحدة، كما يوجد “مائدة تشريح النصوص” وهو وضع نص على مائدة ويتم تحليله من الناحية الأدبية بشكل عام وهى فترة الإعداد لقراءة نص مسرحي، في نهاية الأمر هذا يعتبر من وحي خيال خالد جلال ولم يكن خيالى ولا تصوري أو حماسى من البداية، ولكنها وجهه نظرة  هو، وشعر أنه تدرب وتعلم بهذه الطريقة، وأراد  إعادة الضوء على التدريب وتطبيق هذا التصور على البقية الباقية من المخرجين الكبار قبل أن نختفى، وهذا سبب موافقتى على هذه التجربة لأنها علمية ومنطقية، فكنا نذهب وراء المخرجين الكبار لنشاهدهم أثناء البروفات وهم يتعاملون مع الممثلين.

- اعترض البعض على فكرة استحداث مسابقة دائمة باسم الراحل لينين الرملي بالمهرجان القومي،هل واجهت اعتراضًا علي إطلاق مدرسة بإسمك ؟
في إحدى المهرجانات أنشأؤا جائزة باسمى ولم أكن على علم بذلك وفوجئت بطلب حضورى لتقديم الجائزة للفائز ورفضت الحضور لأنه لم يخبرنى أحد بوجود الجائزة، أنا غير مهتم بهذه الأمور، ليس لى علاقة بإطلاق المدرسة، هي تجربة فنية مستقلة مثل الورش التي تقام في أي مكان، ومازالت المدرسة قيد التجربة، وهذه هى المرة الأولى التى أتحدث فيها عن تفاصيل المدرسة.