زينب إسماعيل تكتب: المتهم .. «كلب»!!

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

     حادثة اعتداء بشعة علي مواطن نتج عنها إصابات خطيرة  تسببت في احتجازه في الرعاية المركزة بأحد المستشفيات ، ودخوله في حالة غيبوبة وتمزق في أوتار وأعصاب الذراعين والفخذ استدعت تدخلًا جراحيًّا عميقا.. ما اثار تعجبي أن المتهم هنا " كلب " وليس أي كلب بل هو من النوع المعروف بشراسته  ونوعه « بيتبول »  ، وهو نتاج تهجين عدّة أنواع من الكلاب للحصول على كلب بمميزات عالية من حيث القوة الهجومية والشراسة، مما جعله يصنف كأكثر الكلاب شراسة وعدوانية والأقوى بينها ، والأعجب أن  بعض الدول الأوروبية تحظر اقتناؤه كحيوان أليف في المنازل ! ويقتنيه بعض المصريين ! 
وهذا النوع من الكلاب يستخدم في صيد المواشي الضخمة – طبعا ليس في مصر -  وأن  قوته وشراسته جعلت الكثير من مربيه يلجؤون إلى استخدامه في المباريات والنزالات الشرسة التي تقام بين الكلاب ، وأظن أنه أيضا ليس في مصر-  حيث يمتاز هذا الكلب عن غيره من الكلاب المشاركة في هذه النزالات بقدرته على القتال لوقت طويل دون الاستسلام، حتى لو أدى ذلك في النهاية إلى موته. ويعود السؤال ويتكرر مع كل حادثة - تعرض إنسان للقتل أو التشوه بسبب “كلب منزلي” أو “كلب شارد ”- .. هل تربية الكلاب حلال ام حرام وإن جاز اقتناؤه ما هي شروط  تربيته ؟ اجابة السؤال جاءت من دار الإفتاء  خلال بث مباشر علي موقعها الإليكتروني أكدت فيه إنه يجوز اقتناء وتربية الكلاب في المنازل، لأي غرض، بشرط عدم ترويع الجيران أو تعريض حياة الناس للخطر، موضحة أنها تأخذ بالفتوي على مذهب الإمام مالك  , هذا وقد اتفق  الفقهاء على أنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا لحاجة، كالصيد والحراسة، أو للماشية، أو للزرع، ومساعدة الضرير وغير ذلك من وجوه الانتفاع التي لم ينه الشارع عنها، ويجوز تربية الكلب الصغير الذي يتوقع تعليمه الصيد؛ أو لاتخاذه لهذه المنافع المذكورة، ولا ينبغى اتخاذه لغير ما ذكر من منافع .. كلام جميل ولا أعتراض عليه ولكن ماذا نحن فاعلون أمام حوادث الكلاب سواء كلب شوارع أو كلب متربي علي الغالي ومنعا لسوء الفهم لا أطالب بقتل كلاب الشوارع أو منع تربيتها في المنزل وقد أجازها الشرع .. ولكن ألم يحن الوقت أن يخرج تشريع يضع حلا لمواجهةهذه المشكلة ! حتي لايتحوّل “الوفاء” وهي صفة معروفة للكلاب إلى “غدر” يحدُّ من حرية تنقّل الناس في الشوارع !