بالجمل والهودج .. أهالي القصير يحتفلون بليلة النصف من شعبان

 أهالى القصير يحتفلون بليلة النصف من شعبان
أهالى القصير يحتفلون بليلة النصف من شعبان

" ليلة النصف من شعبان .  و«عيد النص» أي عيد النصف من شعبان ... هذا التقليد الجميل الذى تنفرد به مدينة القصير  على مدى الأجيال  فعلى مدار مئات السنين، لم تتوقف مسيرات المحامل والهوادج الموضوعة على أسنمة الجمال التي يحييها أهالي مدينة القصير بالبحر الأحمر في الذكرى السنوية بليلة النصف من شعبان من كل عام هجري.

يقول محمد عبده حمدان رئيس مدينة القصير الأسبق من المعروف أنه يوجد فى القصير عدد كبير من الأضرحة تصل الى 20 ضريح تقريبا  نذكر منهم ضريح الشيخ عبدالقادر الجيلانى .. الشيخ عبدالغفار اليمانى الشيخ  عبدالله الهندى ..  الشيخ سليم .. الشيخ الفاسى أو الفارسي ، قبل يوم 15 شعبان يتم التجهيز لخروج المحامل بالجمال واستدعاء اامزمار البلدى من قفط .

اقرأ أيضا| تخصيص 900 متر لإنشاء مبنى لإدارة التعليمية  بأبوتشت 

وتابع حمدان  تبدا مسيرة المحامل يوم 15 شعبان  فى الصباح  من عند الشيخ عبدالغفار بعدد 10  جمال تقريبا يتقدمها محمل الشيخ عبدالغفار  ثم بقية المحامل   مكسوة بالقماش الجميل المزركش، تجوب المسيرة المدينة  يتقدمها المزمار وحولها الاهالى وظاهرة تحميل الرجال لاطفالهم فوق الاكتاف ..

وأضاف حمدان تستمر المحامل فى المسير حول المدينة حتى الظهيرة ثم الاستراحة وكانت فى العوينة منطقة جنينة أبو سعيد .. فى العصر تستانف المحامل مسيرتها تبدأ من شارع بورسعيد ( السوق سابقا) عند المغرب تقريبا تكون وصلت المحامل عند قسم الشرطة ( القديم طبعا )   يكون مأمور القسم  والضباط  فى انتظارهم ويتم إلقاء الحلوى على المحامل والأهالى ثم تستمر المحامل فى السير حتى نهاية شارع بور سعيد ( البحر )    ثم تبدأ فى إنزال توابيت المحامل عند مكان كل ضريح  تقريبا عند العشاء يكون تم إنزال كل تابوت فى ضريحه ..

ويتكرر هذا المشهد يوم عيد الفطر ببقية المحامل بتقدمها محمل ضريح الشيخ عبدالقادر الجيلاني ..  نتذكر رموز  المحامل  كل من المرحوم  صديق ابوريالات  .. احمد غزالى .. كمال عبدالمبدى   قائد التحطيب مع المزمار  .. وآخرين طبعا  ... هذا  اليوم كان يحمل البهجة للاطفال بالملابس الجديدة ...

د ياسر خليل أحد الاساتذة الجامعين من أبناء مدينة القصير يقول منذ الفتح الإسلامي، احتفظ أهالي مدينة القصير بعاداتهم التراثية الدينية الخاصة، ولا يزالون يحتفلون بالمناسبات الدينية بطريقتهم الخاصة والمميزة.

في القصير، يحتفل الأهالي بليلة النصف من شعبان بطريقة مميزة ومختلفة عن الاحتفالات التي تتم في باقي المدن المصرية. ففي القصير، يحرص الأهالي على الاحتفال بالعادات التراثية التي تمتد إلى قرون مضت.

وتابع خليل وتنطلق هذه المحامل من منطقة العوينة التي تشتهر بوجود العشرات من الأضرحة لعدد من المشايخ وأولياء الله الصالحين، حيث يتم تجهيز الهوادج واختيار الجمال قبلها بعدة أيام، وتنتظر السيدات والأطفال أمام المنازل لمشاهدة لحظة مرور المحامل والانضمام للمسيرات، وتجذب هذه المحامل سكان المدينة من مختلف الأعمار.

وترافق المسيرات فرق الفنون الشعبية والمزمار البلد والرقص الصعيدي بالتحطيب مع موكب من الجمال، ويستمر موكب المحامل في السير حتى منتصف الليل ويسير أحد الجمال محمولا عليه الهودج ويطلق عليه أهالي القصير «المحمل».

وحول تاريخ هذا الاحتفال فأن هذا الاحتفال قديم بقدم مدينة القصير الإسلامية، والاحتفال بالمحامل ليلة النصف من شعبان من أهم التراث المتوارث في المدينة، وكان يشرف على تجهيز هذه المحامل وإلى القصير في وقت حكم والفاطميين والمماليك وحتى العثمانيين.