أحمد السرساوي يكتب: حادث اغتيال طفل!

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

 كعادة الأطفال فى القرى المصرية.. اصطحب أيمن مجموعة من أصدقائه للعب الكرة فى شارع مجاور لبيوتهم.. وأثناء لعبهم طارت الكرة أعلى كشك الكهرباء القريب منهم.

حاول أيمن ابن الأعوام العشرة وأصدقاؤه إنزال الكرة بعصا خشبية فلم يفلحوا.. فلم يجد بُدا من تسلق جدار الكشك لالتقاطها.. وبعد عدة محاولات نجح فى الصعود، لكنه وجدها مستقرة عند منتصف السقف.. حاول الزحف نحوها ببطء لكنه فى لمح البصر سقط سريعا صريعا داخل الكشك، لأن السقف كان مهترئا.. وفى ثانية واحدة مات أيمن.

هكذا وصفت عدة صحف ماحدث الأسبوع الماضى بقرية القنايات بمحافظة الشرقية.. انتظرتُ عدة أيام لعلى أسمع ردا أو تعقيبا أو حتى اعتذارا عن الإهمال من الشركة المسئولة عن الصيانة، أو من الإدارة المحلية التابع لها الكشك.. فلم يحدث!!

وقع الحادث رغم مرور المحافظة بموسم أمطار كان من الممكن أن يقود المنطقة إلى كارثة حقيقية لو تسربت المياه داخل الكشك لولا أن سلمت مشيئة الله، وكأن الطفل الشهيد أيمن افتدى بنفسه العشرات، وربما المئات من أبناء بلدته.

لكن المثير للدهشة أن تشريعات الطفل المصرى لم تحدد أى مسئولية قانونية عن حوادث الاهمال المشابهة لمثل هذه الصورة.. واكتفى القانون رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008، فى مادته الثامنة بمعاقبة كل من يرتكب انتهاكا فى حقوقه بالحبس من 6 أشهر وحتى 3 سنوات، بغرامة لا تقل عن ألفى جنيه ولا تتجاوز خمسة آلاف.
والسؤال الآن:

هل تم التحقيق بالموضوع؟ هل يحق لأهل الطفل الشهيد رفع دعوى قضائية للتعويض تجاه شركة الكهرباء المسئولة عن صيانة الكشك، واتخاذ إجراءات الحماية والأمن الصناعى الكافية؟؟ أو تجاه الادارة المحلية المسئولة عن إدارة مرافق الدولة بسبب التقصير والإهمال؟؟
وحتى لا تتكرر مثل هذه المأساة ولو بصور أخرى؟